أيها الناس إني سمعت أخي رسول الله ( صلى الله عليه و آله وسلم ) يقول :
تجتمع في أمتي مائة خصلة لم تجتمع في غيرها .

فقام العلماء و الفضلاء يتوسلوه و قالوا : يا أمير المؤمنين نقسم عليك بإبن عمك رسول الله أن تبين لنا ما يجري في طول الزمان بكلام يفهمه العاقل و الجاهل !!

فقال ( عليه السلام) بعد أن حمد الله و أثنى عليه و ذكر النبي فصلى عليه : أنا مخبركم بما يجري من بعد موتي ، و بما يكون إلى خروج صاحب الزمان القائم بالأمر من ذرية ولدي الحسين ، و إلى ما يكون في آخر الزمان حتى تكونون على حقيقة من البيان .

فقالوا : متى يكون ذلك يا أمير المؤمنين ؟؟

فقال ( عليه السلام ) : إذا وقع الموت في الفقهاء ، و ضيعت أمة محمد المصطفى الصلاة و اتبعوا الشهوات و قلت الأمانات و كثرت الخيانات و شربوا القهوات و استشعروا ( استشرعوا ) شتم الأباء و الأمهات ، و رفعت الصلاة من المساجد بالخصومات و جعلوها مجالس الطعامات و أكثروا من السيئات و قللوا من الحسنات و عوصرت السموات ، فحينئذ تكون السنة كالشهر و الشهر كالأسبوع و الأسبوع كاليوم و اليوم كالساعة ، و يكون المطر فيضا ً و الولد غيضا ً و يكون أهل ذلك الزمان لهم وجوه جميلة و ضمائر ردية من رآهم أعجبوه و من عاملهم ظلموه ، وجوههم وجوه الآدميين و قلوبهم قلوب الشياطين فهم أمر من الصبر و أنتن من الجيفة و أنجس من الكلب و اروغ من الثعلب و أطمع من الأشعب و الزق من الجرب ، لا يتناهون عن منكر فعلوه ، إن حدثتهم كذبوك ، و إن أمنتهم خانوك ، و إن وليت عنهم إغتابوك ، و إن كان لك مال حسدوك ، و إن بخلت عنهم بغضوك ، و إن وضعتهم شتموك ، سماعون للكذب أكالون للسحت يستحلون الزنا و الخمر و المقالات و الطرب و الغناء ، الفقير بينهم ذليل حقير ، و المؤمن ضعيف صغير ، و العالم عندهم وضيع ، و الفاسق عندهم مكرم ، و الظالم عندهم معظم ، و الضعيف عندهم هالك و القوي عندهم مالك ، لا يأمرون بالمعروف و لا ينهون عن المنكر ، عندهم الأمانة مغنمة و الزكاة مغرمة ، و يطيع الرجل زوجته و يعصي والديه و يجفوهما و يسعى في هلاك أخيه ، و ترفع أصوات الفجار يحبون الفساد و الغناء و الزنا ، و يتعاملون بالسحت و الربا ، و يعار على العلماء و يكثر ما بينهم سفك الدماء و قضاتهم يقبلون الرشوة ، و تتزوج المرأة بالمرأة و تزف كما تزف العروس إلى زوجها ، و تظهر دولة الصبيان في كل مكان ، و يستحل الفتيان المغاني و شرب الخمر و يكتفي الرجال بالرجال و النساء بالنساء ، و تركب السروج الفروج فتكون الإمرأة مستولية على زوجها في جميع الأشياء ، و تحج الناس ثلاثة وجوه : الأغنياء للنزهة ، و الأوساط للتجارة ، و الفقراء للمسألة .

و تبطل الأحكام و تحبط الإسلام و تظهر دولة الأشرار و يحل الظلم في جميع الأمصار فعند ذلك يكذب التاجر في تجارته ، و الصايغ في صياغته ، و صاحب كل صنعة في صناعته ، فتقل المكاسب و تضيق المطالب و تختلف المذاهب ، و يكثر الفساد و يقل الرشاد ، فعندها تسود الضمائر و يحكم عليهم سلطان جائر ، و كلامهم أمر من الصبر و قلوبهم أنتن من الجيفة ، فإذا كان كذلك ماتت العلماء و فسدت القلوب و كثرت الذنوب و تهجر المصاحف و تخرب المساجد و تطول الآمال و تقل الأعمار و تبنى الأسوار في البلدان مخصوصة لوقع العظائم النازلات ، فعندها لو صلى أحدهم يومه و ليلته فلا يكتب له منها شيء و لا تقبل صلاته لأن نيته و هو قائم يصلي يفكر في نفسه كيف يظلم الناس ؟! و كيف يحتال على المسلمين ؟! ، و يطلبون الرياسة للتفاخر و المظالم ، و تضيق على مساجدهم الأماكن ، و يحكم فيهم المتآلف ، و يجور بعضهم بعضا عداوة و بغضا ، و يفتخرون بشرب الخمور و يضربون في المساجد العيدان و الزمور فلا ينكر عليهم أحد ، و أولاد العلوج يكونون في ذلك الزمان الأكابر و يرع القوم سفهاؤهم و يملك المال من لا يملكه كان له باهل لكع من اولاد اللكوع ، و تضع الرؤساء رؤسا لمن لا يستحقها ، و يضيق الذرع و يفسد الزرع و تفشوا البدع و تظهر الفتن ، كلامهم فحش و عملهم وحش و فعلهم خبث ، و هم ظلمة غشمة و كبراؤهم بخلة عدمة ، و فقهاؤهم يفتون بما يشتهون و قضاتهم بما لا يعلمون يحكمون ، و أكثرهم بالزور يشهدون ، من كان عنده درهم كان عندهم مرفوعا و من علموا أنه مقل فهو عندهم موضوع ، و الفقير مهجور و مبغوض و الغني محبوب و مخصوص ، و يكون الصالح فيها مدلول الشوارب يكبرون قدر كل نمام كاذب ، و ينكس الله منهم الرؤوس و يعمي منهم القلوب التي في الصدور ، أكلهم سمان الطيور و الطياهيج و لبسهم الخز اليماني و الحرير ، يستحلون الربا و الشبهات ، و يتعارضون للشهادات يراءون بالأعمال قصراء الآجال ، لا يمضي عندهم إلا من كان نهاما يجعلون الحلال حراما ، أفعالهم منكرات و قلوبهم مختلفات ، يتدارسون فيما بينهم بالباطل و لا يتناهون عن منكر فعلوه يخاف أخيارهم أشرارهم يتوازرون في غير ذكر الله تعالى ، يهتكون فيما بينهم بالمحارم و لا يتعاطون بل يتدابرون إن رأووا صالحا ً ردوه ، و إن رأووا نهاما ً إستقبلوه ، و من اساءهم يعظموه ، و تكثر أولاد الزنا و الآباء فرحين بما يرون من أولاد القبيح فلا ينهوهم و لا يردونهم عنه ، و يرى الرجل من زوجته القبيح فلا ينهاها و لا يردها عنه ، و يأخذ ما تأتي به من كد فرجها و من مفسد خدرها حتى لو نكحت طولا ً و عرضا ً لم تهمه و لا يسمع ما قيل فيها من الكلام الرديء فذالك هو الديوث الذي لا يقبل الله له قولا ً ولا عدلا ً، حذارا ً فأكله حرام و منكحه حرام فالواجب قتله في شرع الإسلام و فضيحته بين الأنام ، و يصلى سعيرا ً في يوم القيامة ، و في ذلك يعلنون بشتم الآباء و الأمهات و تذل السادات ، وتعلوا الأنباط و يكثر الإختباط ، فما أقل الإخوة في الله تعالى ، و تقل الدراهم الحلال و ترجع الناس الى شر حال ، فعندها تدور دول الشياطين و تتواثب على أضعف المساكين ، و ثوب الفهد إلى فريسته و يشح الغني بما في يديه ، و يبيع الفقير آخرته بدنياه فيا ويل للفقير و ما يحل به من الخسران و الذل و الهوان في ذلك الزمان المستضعف بأهله ، و سيطلبون مالا ً يحل لهم فإذا كان كذلك أقبلت عليهم فتن لا قبل لهم بها ألا و إن أولها الهجري القصير ، و في آخرها السفياني و الشامي و أنتم سبع طبقات
فالطبقة الأولى أهل تنكيل و قسوة إلى السبعين ( سنة ) من الهجرة .
و الطبقة الثانية أهل تبادل و تعاطف إلى المائتين و ثلاثين سنة من الهجرة .
و الطبقة الثالثة أهل تزاور و تقاطع إلى الخمس مائة و خمسون سنة من الهجرة .

و الطبقة الرابعة أهل تكالب و تحاسد إلى السبعمائة سنة من الهجرة .
و الطبقة الخامسة أهل تشامخ و بهتان إلى الثمانمائة وعشرين سنة من الهجرة .
و الطبقة السادسة أهل الهرج و المرج و تكالب الأعداء و ظهور أهل الفسوق و الخيانة إلى التسعمائة و أربعين سنة .
و الطبقة السابعة فهم أهل حيل و غدر و حرب و مكر و خدع و فسوق و تدابر و تقاطع و تباغض و الملاهي العظام و المغاني الحرام و الأمور المشكلات في إرتكاب الشهوات ، و خراب المدائن و الدور ، و إنهدام العمارات و القصور ، و فيها يظهر الملعون من وادي الميشوم ( المشؤوم ) ، و فيها إنكشاف الستر و البروج و هي على ذلك إلى أن يظهر قائمنا المهدي صلوات الله و سلامه عليه .
قال : فقامت إليه سادات أهل الكوفة و أكابر العرب و قالوا : يا أمير المؤمنين و بين لنا أوان هذه الفتن و العظائم التي ذكرتها لنا ، فقد كادت قلوبنا أن تنفطر و أرواحنا أن تفارق أبداننا من قولك هذا فوا أسـفاه على فراقنا إياك فلا أرانا الله فيك سوءا ً و لا مكروها ً .
فقال علي ( عليه السلام ) : قضي الأمر الذي فيه تستفتيان كل نفس ذائقة الموت !!

قال فلم يبق َ أحد إلا و بكى لذلك قال ( عليه السلام ) :

ألا و إن تدارك الفتن بعدما أنبئكم به من أمر مكة و الحرمين من جوع أغبر و موت أحمر ألا يا ويل لأهل بيت نبيكم و شرفائكم من غلاء و جوع و فقر و وجل حتى يكونوا في أسوأ حال بين الناس ألا و إن مساجدكم في ذلك الزمان لا يسمع لهم صوت فيها و لا تلبي فيها دعوة ثم لا خير في الحياة بعد ذلك و أنه يتولى عليهم ملوك كفرة من عصاهم قتلوه و من أطاعهم أحبوه ، ألا و إن أول من يلي أمركم بنوا أمية ثم تملك من بعدهم ملوك بني العباس فكم فيهم من مقتول و مسلوب ، ثم أنه ( عليه السلام ) قال :

آه آه ألا يا ويل لكوفانكم هذه و ما يحل فيها من السفياني في ذلك الزمان يأتي إليها من ناحية هجر بخيل سباق تقودها أسود ضراغمة و ليوث قشاعمة أول ( حرف ) بإسمه (( ش )) ، إذا خرج الغلام الأشتر و عالم بإسمه فيأتي إلى البصرة و آل بإسمه على البصرة ، أتى البصرة فيقتل ساداتها و يسبي حريمها فإني لأعرف بها كم من وقعة تحدث بها و بغيرها ، و تكون بها وقعات بين تلول و آكام فيقتل اسم و يستعبد بها صنم ثم يسير فلا يرجع إلا بالجرم فعندها يعلو الصياح و يقتحم بعضها بعضا ، فيا ويل لكوفانكم من نزوله بداركم يملك حريمكم و يذبح أطفالكم و يهتك نساءكم ، عمره طويل و شره غزير رجاله ضراغمة و تكون له وقعة عظيمة ألا و أنها فتن يهلك فيها المنافقون و القاسطون و الذين فسقوا في دين الله تعالى و بلاده و لبسوا الباطل على جادة عبادة ، فكأني بهم قد قتلوا أقوى ما تخاف الناس أصواتهم و تخاف شرهم فكم من رجل مقتول و بطل مجدول يهابهم الناظر إليهم ، قد تظهر الطامة الكبرى فيلحقوا أولها آخرها ألا و إن لكوفانكم هذه آيات و علامات و عبرة لمن إعتبر ألا و إن السفياني يدخل البصرة ثلاث دخلات يذل العزيز و يسبي فيها الحريم ، ألا يا ويل المنتفكة و ما يحل بها من سيف مسلول و قتيل مجدول ، و حرمة مهتوكة ثم يأتي الزوراء الظالم أهلها فيحول الله بينها و بين أهلها فما أشد أهلها بنيه و بنيها و أكثر طغيانها و أغلب سلطانها .

ثم قال ( عليه السلام ) :
الويل لديلم و أهل شاهون و عجم لا يفقهون تراهم بيض الوجوه سود القلوب نائرة الحروب قاسية قلبوهم سود ضمايرهم ، الويل ثم الويل لبلد يدخلونها و أرض يسكنونها خيرهم طامس و شرهم لامس صغيرهم أكثر هما ً من كبيرهم تلتقيهم الأحزاب و يكثؤ فيما بينهم الضراب و تصحبها الأكراد و أهل الجبال و سائر البلدان ، و تضاف إليهم الكرد و الهمدان و حمزة و عدنان حتى يلحقوا بأرض الأعجام من ناحية خراسان فيحلون قريبا ً من قزوين و سمرقند و كاشان فيقتلون السادات فيها من أهل بيت نبيكم ثم ينزل بأرض شيراز ، ألا يا ويل لأهل هرمز و قلهات و ما يحل بها من الآفات من أهل الطراطر المذهبات ، و يا ويل لأهل عمان و ما يحل بها من الذل و الهوان و كم من وقعة فيها من الأعراب فنتقطع منهم الأسباب ، فيقتل فيها الرجال و تسبى فيها الحريم و يا ويل لأهل آوال مع صابون من كافور الملعون يذبح رجالهم و يستحي نساءهم و إني لأعرف بها ثلاثة عشر وقعة : الأولى بين القلعتين ، و الثانية في الصليب ، و الثالثة في الجنيبة ، و الرابعة عند نوبا ، و الخامسة عند أهل عراد و أكراد ، و السادسة في أواكر خارقان ، و في سار و بين الجبلين و بئر حنين و يمين الكثيب و ذروة الجبل و يمين شجرات النبق ، ألا يا ويل للكنيس و ذكوان و ما يحل بها من الذل و الهوان من الجوع و الغلاء و الويل لأهل خراسان و ما يحل بها من الذل الذي لا يطاق ، و يا ويل للري و ما يجعل بها من القتل العظيم و سبي الحريم و ذبح الأطفال و إعدام الرجال ، و يا ويل لبلدان الإفرنج و ما يحل بها من الأغراب ، و يا ويل لبلدان السند و الهند و ما يحل بها من القتل و الذبح و الخراب في ذلك الزمان ، فيا ويل لجزيرة قيس من رجل مخيف ينزل بها هو و من معه فيقتل جميع من فيها و يفتك بأهلها و إني لأعرف بها خمس وقعات عظام فأول وقعة منها على ساحل بحرها قريب من برها ، و الثانية مقابلة كوشا ، و الثالثة من قرنها الغربي ، و الرابعة بين الزولتين و الخامسة مقابلة برها ، ألا يا ويل لأهل البحرين من وقعات تترادف عليها من كل ناحية و مكان فتؤخذ كبارها و تسبي صغارها و إني لأعرف بها سبعة وقعات عظام فأول وقعة فيها في الجزيرة المنفردة عنها من قرنها الشمالي تسمى سماهيج ، و الوقعة الثانية تكون في القاطع و بين النهرين عن عين البلد و قرنها الشمالي الغربي و بين الأبلة و المسجد و بين الجبل العالي و بين التلتين المعروف بجبل حبوة ثم يقبل الكرخ بين التل و الجادة و بين شجرات النبق المعروفة بالسديرات بجانب سطر الماجي ثم الحورتين و هي سابعة الطامة الكبرى ، و علامة ذلك يقتل فيها رجل من أكابر العرب في بيته و هو قريب من ساحل البحر فيقطع رأسه بأمر حاكمها فتتغير العرب عليه فتقتل الرجال و تنهب الأموال ، فتخرج بعد ذلك العجم على العرب و يتبعوهم إلى بلاد الخط ، ألا يا ويل لأهل الخط من وقعات مختلفات يتبع بعضها بعضا فأولها وقعة بالبطحاء و وقعة بالديورة و وقعة بالصفصف و وقعة على الساحل و وقعة بدارين و وقعة بسوق الجزارين و وقعة بين السكك و وقعة بين الزراقة و وقعة بالجرار و وقعة بالمدارس و وقعة بتاروت ، ألا يا ويل لهجر و ما يحل بها مما يلي سورها من ناحية الكرخ و وقعة عظيمة بالعطر تحت التليل المعروف بالحسيني ثم بالفرحة ثم بالقزوين ثم خنور بالأراكة ثم بأم خنور ألا يا ويل نجد ما يحل بها من القحط و الغلاء و إني لأعرف بها وقعات عظام بين المسلمين ، ألا يا ويل للبصرة و ما يحل بها من الطاعون و من الفتن يتبع بعضها بعض ا و إني لأعرف وقعات عظام بواسط و وقعات مختلفات بين الشط و المجينة و وقعات بين العوينات ألا يا ويل بغداد من الري من موت و قتل و خوف يشمل أهل العراق إذا حل فيما بينهم السيف فيقتل ما شاء الله و علامة ذلك إذا ضعف سلطان الروم و تسلطت العرب و دبت الناس إلى الفتن كدبيب النمل فعند ذلك تخرج العجم على العرب و يملكون البصرة ، ألا يا ويل لفلسطين و ما يحل بها من الفتن في ذلك الزمان و جميع البلدان الغرب و الشرق و الجنوب و الشمال ألا و إنه تركب الناس بعضهم على بعض ، و تتواثب عليهم الحروب الدائمة و ذلك بما قدمت أيديهم و ما ربك بظلام لعبيد .


ثم أنه ( عليه السلام ) قال :
لا تفرحوا بالخلوع من ولد العباس فإنه أول علامة التغيير ألا و إني أعرف ملكوهم من هذا الوقت إلى ذلك الزمان .
فقام إليه رجل إسمه القعقاع من سادات العرب و قال له : يا أمير المؤمنين بين لنا أسماءهم ؟؟
فقال ( عليه السلام ) : أولهم الشامخ فهو الشيخ و السهم المارد ، و المثير العجاج ، و السفور ، و الفجور ، و المقتول بين الستور ، و صاحب الجيش العظيم ، و المشهور ببأسه و المحشور من بطن السباع ، و المقتول مع الحرم و الهارب إلى بلاد الروم ، و صاحب الفتنة الدهماء ، و المكبوب على رأسه بالسوق ، و الملاحق المؤتمن ، و الشيخ المكتوف الذي ينهزم إلى نينوى و في رجعته يقتل رجل من ولد العباس ، و مالك الأرض بمصر ، و ماحي الإسم ، و السباع الفتان ، و الدناح الأملح ، و الثاني الشيخ الكبير الأصلع الرأس ، و النفاض المرتعد و المدل بالفروسية و اللسين الهجين ، و الطويل العمر ، و الرضاع لأهله ، و المارق للزور ، و الأبرش الأثلم ، و بناء القصور ، و رميم الأمور ، و الشيخ الرهيج ، و المنتقل من بلد إلى بلد ، و الكافر المالك أرباب المسلمين ، و ضعيف البصر ، و قليل العمر ألا و أن من بعده تحل المصائب و كأني بالفتن و قد أقيلت من كل مكان كقطع الليل المظلم .

ثم قال ( عليه السلام ) : معاشر الناس لا تشكوا في قولي هذا فإني ما أدعيت و لا تكلمت زورا ً و لا أنبئكم إلا بما علمني رسول الله ( صلى الله عليه و آله و سلم ) و لقد أودعني ألف مسألة يتفرع من كل مسألة ألف باب من العلم و يتفرع من كل باب مائة ألف باب ، و إنما أحصيت لكم هذه لتعرفوا مواقيتها إذا وقعتم في الفتن مع قلة إعتصابكم فيا كثرة فتنكم ، و خبث زمانكم ، و خيانة حكامكم ، و ظلم قضاتكم ، و كلابة تجاركم ، و شحة ملوككم ، و فشي أسراركم ، و ما تنحل أجسامكم ، و تطول آمالكم ، و كثرة شكواكم ، و يا قلة معرفتكم ، و ذلة فقيركم ، و تكبر أغنياءكم ، و قلة رحماءكم ، إنا لله و إنا إليه راجعون من أهل ذلك الزمان تحل فيهم المصائب و لا يتعضون بالنوائب ، و لقد خالط الشيطان أبدانهم و ربح في ابدانهم و ولج في دمائهم و يوسوس لهم بالأفك حتى تركت الفتن الأمصار و يقول المؤمن المسكين المجب لنا إني من المستضعفين ، و خير الناس نفسه و الذي يسكن قريبا ً من بيت المقدس طالبا ً لثأر الأنبياء .

معاشر الناس لا يستوي الظالم و المظلوم ولا الجاهل و العالم و لا الحق و الباطل و لا العدل و الجور إلا و أن له شرايع معلومة غير مجهولة ولا يكون نبي إلا وله أهل بيت و لا يعيش أهل بيت نبي إلا و لهم أضداد يردون إطفاء نورهم و نحن أهل بيت نبيكم ، ألا و إن دعوكم إلى سبنا فسبونا و إن دعوكم إلى شتمنا فاشتمونا و إن دعوكم إلى لعننا فالعنونا و إن دعوكم إلى البراءة منا فلا تتبرؤا منا و مدوا أعناقكم للسيف و احفظوا يقينكم فإنه من تبرء منا بقلبه تبرء الله منه و رسوله إلا و أنه لا يلحقنا سبا ً و لا شتما ً و لا لعنا ً