اتخذ الصراع بين الحكومة العراقية وتنظيم »داعش« منحنى جديداً أمس، مع إعلان بغداد في رسالة وجهتها إلى الأمم المتحدة أن »مجموعات إرهابية مسلحة« استولت على مستودع سابق للأسلحة الكيماوية يعود لحقبة صدام حسين، في وقتٍ عثرت السلطات على 53 جثة مجهولة الهوية غرب الحلة، في حين كشف مسؤول أميركي النقاب عن تعداد مقاتلي التنظيم، مقدراً الرقم بخمسة آلاف.
وأعلنت الحكومة العراقية في رسالة وجهها مندوب بغداد لدى الأمم المتحدة محمد علي الحكيم إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أن »مجموعات إرهابية مسلحة« استولت على مستودع سابق للأسلحة الكيماوية في العراق يعود لعهد صدام حسين. وجاء في الرسالة التي تعود إلى الأول من يوليو أن »مجموعات إرهابية مسلحة دخلت إلى موقع المثنى شمال غربي بغداد ليل 11 يونيو بعد تجريد الجنود من أسلحتهم«.وأضافت أن هذا الموقع هو »منشأة قديمة للأسلحة الكيماوية، حيث لا تزال بقايا من برنامج الأسلحة الكيماوية السابق مخزنة في مستودعين منه«، ولكنها لم تعط مزيداً من الإيضاحات حول طبيعة أو خطورة هذه البقايا. وأوضحت الرسالة أن نظام المراقبة في الموقع »أظهر أنه في فجر 12 يونيو قام الذين دخلوا إلى الموقع بسرقة بعض التجهيزات ولكن عمدوا بعد ذلك إلى تعطيل كاميرات المراقبة«.وأفاد الحكيم بأن الحكومة العراقية ونتيجة لذلك »ليست قادرة على احترام التزاماتها في ما يتعلق بتدمير أسلحتها الكيماوية بسبب تدهور الوضع الأمني«، مؤكداً أن بغداد ستستأنف عمليات تدمير ترسانتها »فور استتباب الوضع الأمني واستعادة السيطرة على الموقع«.53 جثة أمنياً أيضاً، عثرت الشرطة العراقية على 53 جثة مجهولة الهوية داخل أحد البساتين الواقعة جنوب غربي الحلة كبرى مدن محافظة بابل جنوبي بغداد. وأفادت مصادر أمنية وأخرى طبية بأن »جميع الجثث هي لرجال مجهولي الهوية قضوا بطلقات نارية بالرأس والصدر ولا تزال أيديهم مقيدة إلى الخلف«.ولم تعرف أسباب مقتل هؤلاء، لكن المناطق المحيطة بمدينة بابل شهدت هجمات متكررة خلال الهجوم الذي قادته عناصر »داعش« خلال الشهر الماضي. كما ذكرت مصادر أمنية وعسكرية أن 21 شخصاً غالبيتهم من عناصر »داعش« قتلوا وأصيب أربعة آخرون في اشتباكات اندلعت بين مسلحي التنظيم وقوات الجيش بعدما حاول المسلحون اقتحام مقر اللواء العشرين في منطقة الصدور والتابعة للأطراف الشمالية لقضاء المقدادية شمال شرقي بعقوبة الليلة قبل الماضية.موقف أميركيوفي سياق متصل، أكد مسؤول أميركي كبير في أجهزة مكافحة الإرهاب أن المعلومات الاستخبارية الأميركية تفيد بأن عدد عناصر »داعش« لا يتجاوز الخمسة آلاف مقاتل. ونقلت قناة تلفزيونية أميركية عن »مسؤول رفيع« قوله إن »داعش حقق تقدماً عسكرياً الشهر الماضي بعد أن تلقى مساعدات من بعض العشائر السنية المعارضة في العراق وإنهم يتحركون جنباً إلى جنب مع التأكيد على عدم تقليد أحدهم للآخر«، على حد تعبيره.وأكد المسؤول الأميركي أن »المعلومات الاستخبارية الأمريكية تفيد بأن التنظيم بقواته القليلة التي يبلغ تعدادها نحو خمسة آلاف عنصر من المقاتلين القساة يمثل طليعة القوات التي تقاتل ضد القوات الحكومية العراقية والميليشيات الشيعية المتحالفة معها«، نافياً التقارير التي تشير إلى أن »المجاميع السنية هي من تدير المعارك«. وأضاف أن »النزاعات بين داعش والمجاميع المسلحة السنية في العراق، مثل جيش رجال النقشبندية وكتائب ثورة العشرين، أدت إلى حدوث مشادات بين الحلفاء المتقلبين الأسبوع الماضي«، على حد وصفه.
http://www.albayan.ae/one-world/arab...7-10-1.2161645
رد مع اقتباس
