في زمن البهاليل قد يكون…؟؟؟
بانوراما الشرق الأوسط
سميح خلف
في زمن البهاليل تتغير الصور والمقطوعات النثرية وتتغير الالوان وتنحرف الكلمات عن مسارها وربما تتغير تضاريس الفهم للاشياء،ولذلك زمن البهاليل قد يظهر فيه الطغاه والمستحمرين لشعوبهم والمحرفين لارادتها،في زمن الهاليل تتغير المباديء وتتغير مواصفات الرجال والرجولة، وتنحدر الاخلاق وتتغير الثقافات وتصبح متفشية ظاهرة الولاءات، وتصبح الهزائم نصرا والا نتكاسات انجازات، والصعاليك ابطالا، ومن هم بلا تاريخ قادة، ولاننا نعيش في الازمنة المقلوبة
في زمن البهاليل قد تزيد الحالة المرضية بين الرئيس وبهاليلة وبالتاثير المتبادل ولصبح الايقونات بين التهريج والتصفيق كظاهرة بهللة هو المشهد المعبر عن حالة وطنية متردية وسلوكيات هابطة والتزامات وطنية مفقودة ونرجسيات صاعدة في اطر لقيادات من البهاليل مهمتها دعم الطاغيه او ما يسمى الرئيس.
قديكون المواطن بلا مواطنة وبلا حقوق ، وقد تتلخص قصة الحقوق برؤية الرئيس ومفاهيمه وشطحاته، ونزواته، فقد يمنح البهللة لمن يريد وينزعها ممن يريد ويميت من يريد ويغني من يريد من جموع البهاليل المحيطة، ومن سخافات البهاليل انهم انهم مسلوبي الارادة لاهثين وراء اطارات مزيفة خادعة ، دوائر ومربعات ومناطق واقاليم تعطي لوحة متكاملة لظاهرة البهللة فرحين بها ، يتبادلون التهاني لحصول هذا اوذاك نصيب اكثر تقدما في ظاهرة البهللة واصحابها ورئيسها.
لا تنزعجوا كثيرا ، بل فكروا خيرا من ان تنزعجوا، واعيدوا حساباتكم عندما اصبحت ظاهرة البهللة تهدد الوطن والحقوق والشعب والقضية برمتها، وتيقنوا ان ذلك من اعظم الامور، فلا جرير ولا الفرزدق ولا البحتري ولا ابو العلاء المعري ولا ابو فراس الحمداني ، قد يضع لكم مبرر تاريخي لان تستمروا في هذا السياق، فالظرف الاجتماعي والمعيشي لا يعني ان تستفحل في نفوسكم ظاهرة البهللة بامراضها ومرض رئيسها ومنخولية الذات التي تصنع التدمير للذات ولا تبني بل تخرب لتصبح ثقافة قد تؤدي الى ما هو اعمق من التنازلات الجغرافية للعدو والتنازلات الامنية، بل لكي يتحقق برنامج البهللة ومن اهم اهدافة ضرب وحدة الشعب واثارة الانقسامات والتفكك وخلق جيش من البهاليل.
قد يكون بهلول من الدرجة الاولى ومن الدرجة الرفيعة ومن الدرجة المنخفضة والمتوسطة، وكلهم في واقع الحاجة للرئيس ولسلطته ولنفوذه عندما يتعلق الامر بكيفية تسيير نشاطات البهاليل وامتيازاتهم، قد يكون من هم خارج البهاليل واطرهم ومغضوب عليهم ولانهم رفضوا ان يكونوا بهاليل في حضرة السلطان قد يجوعوا قد يعذبوا قد يلفق لهم اللف تهمة وتهمة ولانهم في وضع متناقض مع مصالح الرئيس الذي قد يجد البهاليل انها تتناقض مع مصالحهم.
بشكل ملح ولكي نبدأ، في مشروع وطني يحقق انجازات نحو الهدف وهزيمة المشروع الصهيوني وبهاليله ورئيسه، امامنا، ان نضع النقاط على الحروف وفضح هذا النهج وبهاليله وخطورته على المشروع الوطني وحماية الذات من تلك الظاهرة البهلولية المتفشية خاصة في اوساط الشباب ، او ما ضفته هذه الظاهرة من ظاهرة خضوع واذلال تحت مؤثر الحاجة المعيشية،
نعم وكما قال شاعر المقاومة سميح القاسم
ربما أفقد – ما شئت – معاشي
ربما أعرض للبيع ثيابي وفراشي
ربما أعمل حجاراً.. وعتالاً.. وكناس شوارع..
ربما أبحث، في روث المواشي، عن حبوب
ربما أخمد، عرياناً.. وجائع..
ياعدو الشمس.. لكن.. لن أساوم..
وإلى آخر نبض في عروقي… سأقاوم!!
ربما تسلبني آخر شبر من ترابي
ربما تطعم للسجن شبابي
ربما تسطو على ميراث جدي
من أثاث.. وأوان.. وخواب..
ربما تحرق أشعاري وكتبي
ربما تطعم لحمي للكلاب
ربما تبقى على قريتنا كابوس رعب
ياعدو الشمس.. لكن.. لن أساوم
وإلى آخر نبض في عروقي.. سأقاوم!!
ربما تطفئ في ليلي شعله
ربما أحرم من أمي قبله
ربما تشتم شعبي وأبي، طفل، وطفله
ربما تغنم من ناطور أحزاني غفلة
ربما زيف تاريخي جبان، وخرافي مؤله
ربما تحرم أطفالي يوم العيد بدلة
ربما تخدع أصحابي بوجه مستعار
ربما ترفع من حولي جداراً، وجداراً وجداراً
ربما تصلب أمي على رؤيا مذلة!
ياعدو الشمس، لكن، لن أساوم
وإلى آخر نبض في عروقي… سأقاوم
ياعدو الشمس..