عيد الاضحى المبارك واجوائه في تركيا
إنه العيد الذي يملأ الأيام والليالي بأقدس اللحظات
والقلوب بالبركة والصفاء والإيمان.
عند سماع تكبيرات العيد وأصوات الآذان المرفوعة
من مآذن المساجد التركيه الواصلة حتى عنان السماء تزهو القلوب،
ويجتمع المؤمنون كافة تحت ظل واحد، هوظل الله عزوجل
فيتعاهدون ويتفقون على كلمة واحدة بألسنتهم وقلوبهم،
ألا وهي كلمة الله عزوجل
في فترة العيد بتركيا يسيطر جو خاص على
البيوت والمساجد والمدارس والمشافي والسجون والوحدات العسكرية،
إذ نجد الألفة والسعادة والمحبة، قد أحاطت بجميع الناس.
يأتي عيد الأضحى بعد شهرين وعشرة أيام من عيد الفطر،
فيحتفل المسلمون الأتراك بحلوله لأربعة أيام مستمرة،
ويقدمون فيه الأضاحي قرباناً لله تعالى،
وهي سنّة، بقيت لنا منذ أيام سيدنا إبراهيم -عليه السلام- ،
إذ رأى في منامه أنه يقدم ابنه إسماعيل قرباناً،
فلما أخبره برؤياه أجابه ابنه إسماعيل: امض فيما أمرك الله به.
لقد كان ذلك اختباراً صعباً لأبي الأنبياء إبراهيم -عليه السلام-
فكيف له أن يقدم فلذة كبده وابنه الوحيد أضحيةً؟
لكن سيدنا إسماعيل، رضي بذلك دون اعتراض امتثالاً لأمر الله،
وهنا بدأت المعجزة: تأبى السكين القطع،
ويرسل الله خروفاً ليكون قرباناً بدلاً من إسماعيل -عليه السلام-
فكانت تلك سنّة يتقرب بها المسلمون إلى الله تعالى.
وتختلف عادات وتقاليد الأعياد في تركيا باختلاف المرجعيات؛
فمنهم من يأخذ عاداته من القرآن والسنة،
وآخرون، يعودون لتقاليد أجدادهم.
يذهب المسلمون في تركيا كل عيد أضحى
إلى سوق (قربان بازاري) ليشتري كل منهم أضحية،
تناسب حالته المادية؛
فمنهم من يشتري جملاً،
ومنهم من يشتري خروفاً.
,منهم من يشتري بقره
ويتم الشراء بعد مساومة طويلة على الثمن.
وبعد الاتفاق النهائي،
يمسك البائع بيد المشتري،
ويهزها طويلا تعبيراً عن قبول كلا الطرفين بالسعر،
وهذه العادة من العادات التركية القديمة.
يأخذ المشتري الخروف إلى بيته،
ويقوم بغسله وتمشيط صوفه وصبغ رأسه بالحناء،
ثم يضع حول عنقه طوقاً من الخرز الأزرق
ليبين للناس أنه الأضحية.
وتمر الأيام حتى موعد تقديم الأضحية،
في أول أيام العيد،
إذ يستيقظ أفراد الأسرة منذ الصباح الباكر،
فيرتدون من الثياب أحلى ما لديهم،
ويتزينون بأجمل ما عندهم من الزينة
، وتمتلئ المساجد بالمصلين الذين يملؤون السماء بأصوات التكبير.
يسلم الرجال على بعضهم في المساجد وغيرها تسليماً حاراً،
ويقومون بإلقاء تحية العيد،
لتصفو القلوب، ويلتئم الشمل,
وعند انتهاء صلاة العيد
يذهب الرجال إلى المقابر فتمتلئ تلك القبور بالأزهار،
ويقرؤون القرآن الكريم على أرواح أمواتهم،
ويدعون لهم بالرحمة والغفران.
وعند عودة المصلين، تكون آخر التحضيرات من أجل العيد قد انتهت،
فتبدأ المعايدة في المنزل: إذ يقبل الصغير يد الكبير
الذي يبادر بدوره إلى طبع قبلة على جبينه،
مرددين السلام على بعضهم بعضاً بقولهم:
(هايرلي بيرملار)
أو(بايرامن مبارك أولسن).
أما الأضاحي فتقسم وفق الشريعة الإسلامية،
حيث يخصص قسم من لحمها للفقراء والمساكين,
وتقوم النساء بطهي أشهى المأكولات والأطعمة من القسم المتبقي،
لتفوح رائحة الطعام الزكية من مختلف الأطباق والوجبات باختلاف المناطق التركية
منقول