رغم إجماع مراكز الدراسات على الدور المهم لاثرياء وجمعيات خيرية اسلامية في تمويل تنظيم داعش، إلا أن ذلك لايعني عدم بحث هذا التنظيم عن مصادر تمويل دائمة أو على الأقل استغلال تلك التي تقع بين يديه، خصوصا وأنه يُعد التنظيم الأغنى في العالم.
في هذا السياق، أكد خبراء في شؤون التنظيمات المسلحة ان تنظيم داعش احدث نقلة نوعية في مصادر تمويله بعد تمدده على مناطق واسعة في سوريا والعراق، فلم يعد يعتمد على اخذ الاتاوات والفدية، وانما يستفيد اليوم من ثروات المناطق التي يسيطر عليها مثل النفط والمحاصيل الزراعية والآثار، حيث يؤكد معهد بروكينجز للدراسات ان تنظيم داعش جنى اموالا طائلة من سرقة البنوك وتهريب الآثار وكذلك بيع النفط من الحقول في شرق سوريا.
وفي تطور ليس ببعيد عن ملف التمويل، تحدثت انباء نفتها قيادة البيشمركة عن بيع التنظيم لاثنتي عشرة دبابة تابعة للجيش العراقي استولى عليها في الموصل لاقليم كوردستان، فضلا عن تسريب ما تبقى منها الى سوريا.
وأكد المرصد السوري المعارض على ذلك، مشيراً الى استخدام عدد من الدروع والآليات العراقية في معارك خاضها التنظيم في حلب.
تنظيم داعش الذي وجد الكثير من مصادر الثروات والتمويل في المناطق العراقية التي سيطر عليها، بادر الى الاستفادة منها وخصوصا حقول النفط حيث كشفت مصادر عراقية مسؤولة ان التنظيم يبيع يوميًّا حمولة نحو مئة صهريج من النفط الخام من حقول جبال حمرين وحقل عجيل ومجمع القيارة النفطي شمال المحافظة وباسعار تتراوح بين العشرة آلاف واربعة عشر الف دولار للصهريج، بالتعاون مع مافيات مختصة بنقل وتصريف النفط الخام.
كما تدل الأحداث على سعي التنظيم للسيطرة على المحاصيل والمواشي في المناطق التي يسيطر عليها وذلك عبر مصادرة عشرات الآلاف من المواشي والمحاصيل الزراعية في الارياف والقرى المسيطر عليها.
الاموال الطائلة التي يجنيها التنظيم ولمدة سنوات، ربما تبرر بعض ما يظهر من ترف على قادته، مثل الساعة الفاخرة التي كان يلبسها ابو بكر البغدادي حين القى خطبته في أول ظهور له في الموصل، والتي قالت عنها مصادر غربية أن سعرها لايقل عن ستة آلاف دولار.
يمكنكم مشاهدة التقرير على الفيديو أعلاه.