هولندا صاحبة التنوع الخططي تواجه الأرجنتين المتحصنة دفاعيا
09/07/2014
06:59
يلتقي مساء المنتخب الهولندي بنظيره الأرجنتيني، ضمن الدور نصف النهائي من مونديال 2014، ملامح اللقاء الفنية تشير إلى انه سيشهد سجالاً كروياً بين مدرسة أوروبية تجيد التنوع في الأداء الخططي وسرعة الايقاع مع واجبات دفاعية محدودة في منطقة وسط ومدرسة لاتينية لم تقدم شيئاً مميزاً في فنون اللعب لغاية الآن باستثناء إجادتها للنزعة الدفاعية والرهان على الحلول الفردية في أحداث الفارق.
تغييرات تكتيكية
كعادته ، لم يتخل المدرب التكتيكي(فان خال) عن تنويعاته الخططية في الملعب والاعتماد المباشر على (روبن) في جهة اليمين بشكل لافت لتميزه في الانتقال السريع والحركية اللامركزية باتجاه منطقة الجزاء بمعية زميله المهاجم فان بيرسي ،علاوة على الرشاقة في التحول من الحالة الدفاعية إلى الهجومية،بينما نجح ديباي في اشغال الجهة الاخرى وتفوق في الكثير من حالات(واحد ضد واحد) مع الاستفادة من الحرية الخططية التي منحها المدرب الهولندي للاعب(كاوت) وهي اللعب بمعظم المراكز لتوفير الزيادة العددية مع الإسناد الدائم، إذ مازال فان خال يراهن على امتلاك طرفي الملعب واللعب بقوة في هاتين الجهتين من حيث سرعة التمرير او التعويل على الحالات الفردية التي تميز بها كل من ( ديباي) و(كاوت) و(روبن) و(بيرسي).
أسلوب روبن
من حسن طالع (فان خال) ان مهاجمه روبن جاء الى مونديال البرازيل وهو بقمة نشاطه ولا يزال يحتفظ باسلوبه الفني العالي وبالجهد البدني المتصاعد، بيد أن ما ميز ادواره في المباريات الماضية هو تعامله المباشر مع الكرة كونه لا يميل الى الفلسفة الزائدة أو الاجتهاد الشخصي، بل انه ما ان يستلم كرته ينتقل بها بشكل مباشر نحو الهدف ، مستغلاً سرعته الانفجارية وقدرته المذهلة على الاحتفاظ بالكرة ، وذات الكلام يقال عن زميله ويسلي شنايدر الذي كان العقل المدبر في الامام لحظة توزيع الكرات.
دفاع (man-marking)
واصل المدرب فان خال منهجيته في تطبيق أسلوب دفاع (رجل لرجل) في منطقة الوسط الذي يعرف بـ(man-marking) ، مع غلق طرفي الملعب أمام الفريق المنافس، كما أن المنتخب الهولندي يميل إلى تضييق المسافات بشكل فعال، وهذا ما يطبقه اللاعبون
( شنايدر و فيغنالدوم) واخيراً كاوت الذي ستوكل ذات المهمة له، بسبب غياب (دي يونغ) المصاب في هذا اللقاء ، وبالتالي فان واجبات هؤلاء اللاعبين ستكون في تطبيق واجبات متنوعة لمراقبة (ميسي – لافيتزي – اغويرو) في وسط الملعب كل حسب المركز الذي يشغله ،وليس غريبا أن نشاهد هؤلاء اللاعبين في حالة تغيير دائم ومستمر انسجاماً مع واجباتهم في المراقبة الفردية.
ثلاثة لاعبين في الدفاع
لجأ المدرب الهولندي الى اللعب بثلاثة قلوب دفاع مع ظهير متحرك أما على جهة اليمين او اليسار ويطلب منهم التقدم الى الأمام لإجبار الفريق المقابل على التقدم ايضا في حال اعتماد المنتخب المقابل على مصيدة التسلل، بغية التحضير في طرفي الملعب وخلق المساحات المثالية لفريقه، لذا نشاهد دائما بأن هناك تفوقاً عددياً للفريق الهولندي(3 لاعبين ضد2) في هذه المنطقة وهذا ما يفسر لنا التغيير المستمر في انظمة اللعب والانتقال من (3-4-3) إلى(4-2-4) أو من (5-3-2 )إلى (3-5-2)، نظرا للمتغيرات الخططية المصحوبة بتبديلات في بعض المراكز كادخال(مارتينز إيندي- لينس –هونتيلار) في خطي الوسط والهجوم .
+سابيلا وسوء التوظيف
منذ تولي سابيلا مهمة تدريب المنتخب الأرجنتيني لم يطور شيئاً من الشق الهجومي وأصبح منتخب (التانغو) من المنتخبات الكلاسيكية التي تجيد فقط الشق الدفاعي وتطبيق ستراتيجية الدفاع المنخفض في وسط ملعبها وان مشاكله الفنية في بناء اللعب من الخلف تتضح بعد قدرته على تنويع الكرات والسلاسة في الانتقال من الدفاع الى الهجوم.
لم يستقر سابيلا حتى الان على لاعبين قادرين على صناعة اللعب في خط الوسط كونه يلعب بلاعبي ارتكاز دفاعي هما(غاغو – ماسكيرانو) واحيانا بثلاثة عند مشاركة( بيليا)، بانتظار تراجع ميسي أو (دي ماريا الذي سيغيب عن لقاء اليوم) الى الخلف لاستلام الكرة ومن ثم التحضير إلى الأمام وهذا ما يسهل المهام على الفريق الآخر في سد الفراغات وعمل التخاطب مع الزملاء بغية تأمين الخطوط الاخرى وأيضا يحرم الفريق الارجنتيني من فرصة المبادرة الهجومية وتصعيد الايقاع لأنه لا يزال يميل الى النزعة الدفاعية والرهان على الحلول الفردية لثلاثي الهجوم.
رويدريغيز والفاريز
في المباراة السابقة أمام كوستاريكا اجتهد سابيلا بإيجاد لاعب ذي نزعة هجومية عندما اصر على اشراك رودريغيز في الوسط يميل إلى اللعب في جهة (هيغواين وميسي) ولمسنا نشاطاً واضحاً في سرعة النقل وتفعيل الطرف الايمن وما زال يحتفظ باللاعب الفاريز الذي لديه الكثير من الخيارات والحلول.
الحس الدفاعي
والأغرب انه حتى في المباراة الأخيرة لحظة إصابة (دي ماريا) وخروجه فانه ايضا استعان باللاعب (انزو بيريز) الذي يجيد دور الظهير والواجب الدفاعي لمساندة الظهير (باسانتا) الذي حل محل الموقوف إداريا "روخو"، فضلا عن التغييرات الاساسية التي أوجدها في التنظيم الدفاعي عندما استبدل (فرنانديز) و(غاغو) واشرك محلهما كل من (ديميكيليس و بيليا).
مشكلة ميسي
ان غياب صانع ألعاب أو صانعي لعب يمتازان بالرؤية والتحرك المباغت او من دون الكرة مع بقاء ميسي في منطقة الجزاء يسهم في تفعيل دور البرغوث الارجنتيني في هذا المركز، لاسيما في ظل وجود لاعبين يمتازان بالسرعة والمهارة (كهيغواين ولافيتزي) او حتى مع (اوغويرو) الذي يشارك في مباراة اليوم، لكن الذي يحصل دائما ان ميسي يلعب خارج منطقة الجزاء او تارة يعود لاستلام الكرة في وسط الملعب وهذا ما يفقد قيمته الفنية وما يمتاز به من حلول ورؤية ذهنية مذهلة في اجتهاد النهاية الموفقة لهجمات، لذا فان خطورة الفريق الأرجنتيني تكمن عند الهجمة الثانية المنقطعة من دفاعات الخصم بسبب الزيادة العددية للفريق اللاتيني ومن ثم سوء تمركز دفاع الفريق المنافس وهذا ما يخلق المساحات المثالية لميسي للتحرك والانهاء السليم للهجمات