في كل صباح يقف عند شباكه الصغير ليلقي عليه تحية الصباح ويأخذ
صحيفته المفضلة ويدفع ثمنها وينطلق ..
ولكنه لا يحظى إطلاقا برد من البائع على تلك التحية !
ممن هم بقرب الكشك دائما يرونه يومياً على هذا الحال !
وفي إحدى ألايام سأله أحد الزبائن ؛ لماذا تلقي التحية على صاحب
الكشك يومياً مع أنه لم يرد عليك السلام ولو مرة واحده ؟
فقال الشاب ؛ وما الغريب فى ذلك ؟
فقال له الرجل ؛ أنك تلقي التحية يومياً على رجل لا يردها ؟
فساله الشاب ؛ و ما السبب في أنه لا يرد التحية برأيك ؟
فقال له الرجل ؛ أعتقد أنه و بلا شك رجل قليل الأدب ، وهو لا يستحق
أساسا أن تُلقي عليه التحية .
فقال له الشاب ؛ إذن هو برأيك قليل الأدب ؟
قال له الرجل ؛ نعم .
قال له الشاب ؛ وهل تريدني أن أتعلم منه قلة الأدب أم أعلمه الأدب ؟
هذا اولا ، وثانيا لربما انه ثقيل السمع .
تذكر ؛ علينا أن نمثل نحن التغيير الذى نريد ان نحدثه فيمن حولنا .
هنالك رواية للامام الصادق عليه السلام تذكر انه كان له جار يهودي يتعمد رمي
النفايات والاوساخ امام دار الامام الصادق عليه السلام فيخرج الامام
ويقوم بتنظيف المكان وكان ممن يرى هذه الحالة يستغرب من تصرف الامام
وياملون منه ان يرد على اليهودي وفي احدى الايام خرج الامام عليه السلام
فلم ير النفايات وفي اليوم التالي كذلك عندها استغرب الامام عليه السلام
وسال عن جاره اليهودي هل حدث له مكروه فقيل له انه مريض فسارع الى
عيادته متمنيا له الشفاء وعلى اثرها اسلم اليهودي ..
في ثقافة اهل البيت عليهم السلام من العبر الرائعـــــــة لتغنينــــــا
عن البحث عن ثقافات الغيــــــر