السومرية نيوز / بغداد
أكد رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني، الثلاثاء، أن الشعب الكردي لن يتراجع عن حقه في تقرير المصير كما يقرره بإرادته الحرة، وفيما لفت إلى أن تهديد مستقبل العراق مسؤولية يتحملها من يصر على تمزيق نسيج المجتمع، اعتبر أن "تشبث" رئيس الوزراء نوري المالكي بالولاية الثالثة ادى إلى انزلاق العراق الى "منحدر لا قرار له".
وقال البارزاني في رسالة مطولة وجهها للشعب العراقي وتلقت "السومرية نيوز" نسخة منها، إن "تقرير المصير حق مشروع لشعبنا، استناداً لكل الشرائع والمبادئ الاممية والوطنية، وشعبنا لن يتراجع عن هذا الحق كما يقرره بإرادته الحرة"، مبينا أن "الشعب الكردي سيعتمد في ذلك على الدعم من الشعب العراقي والتشاور مع ممثليه وكل المدافعين عن حق الشعوب والامم التي تستباح ارادتها".
وأضاف "كنا نستطيع فرض أمر واقع على ما نراه حقاً واستحقاقاً دستورياً، في المرحلة السابقة حيث لم يكن البعض قادراً على مواجهة ذلك، لكننا التزمنا الصبر واعتمدنا الدستور كحكم وفيصل وهذا كله خير دليل على نوايانا السياسية والوطنية"، مشيراً إلى أن "العيش المشترك خيار طوعي اذا تجسد فيه ما يراه الشعب استجابة لمرحلة من مراحل حقه التاريخي".
وأوضح البارزاني أن "الانفصال وتقسيم العراق تقع مسؤوليته على القوى والحكام الذين يكرسون نهج تمزيق المجتمع على اساس طائفي ومذهبي، ويقتلون المواطن او يقصونه على الهوية"، لافتا إلى أن "الكرد لم يترددوا يوما في مختلف مراحل الكفاح المشترك مع سائر القوى الوطنية العراقية ضد الانظمة الدكتاتورية المتعاقبة، في التأكيد على حق تقرير المصير، ولم يكن مفهوم تقرير المصير غائباً عن البرامج المبرمة مع المعارضة".
ونوه رئيس الاقليم إلى "وجود حملة معادية للشعب الكردي بالتواطؤ مع سياسة الفريق الحاكم لتحميله مسؤولية الانهيارات المؤسفة التي تعرضت لها القوات المسلحة والاجهزة الامنية العراقية، وأدت الى استباحة مدن وقصبات عراقية غالية على كل مواطنة ومواطن عراقي من قبل قطعان داعش الارهابية وقوى مشبوهة أخرى"، معتبراً أن "تهديد مستقبل العراق والعراقيين مسؤولية يتحملها من يصر على تمزيق نسيج المجتمع".
وأعرب البارزاني عن أسفه لـ"تلك الحملة التي تكرس لها ماكنة الدولة واجهزتها واموالها والموالون لحاكمها الفاشل، التي تريد ان تلقي بهذا الفشل وما ترتب عليه من عواقب وخيمة على الكرد واقليم كردستان، وتلخيصها بنوايا اقامة الدولة الكردية.. ليس هذا فحسب، بل اعتبار سقوط نينوى وصلاح الدين وديالى وقصبات أخرى، انما هي مؤامرة شارك فيها الاقليم، لتحقيق هدفهم في الاستيلاء على المناطق التي استقطعها النظام الدكتاتوري السابق في اطار سياسة التعريب والتبعيث، ونص الدستور العراقي على اعادتها، بالاستناد الى عملية دستورية كاملة".
وبين البارزاني أن "تشبث رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي بالولاية الثالثة، رغم ما اصاب البلاد من انتكاسة خطيرة، ورغم تأكيد جميع القوى على تغييره، ادى الى دفع العراق إلى مزيد من الفوضى والتشتت، والانزلاق الى منحدر لا قرار له".
وكان المئات من مواطني إقليم كردستان تجمعوا، في (3 تموز 2014)، أمام مبنى برلمان إقليم كردستان لمطالبة رئيس الاقليم مسعود البارزاني باعلان الدولة الكردية.
وأكد ائتلاف دولة القانون، في (7 تموز 2014)، أن القيادات الكردستانية والشعب الكردي يعارضون مقترح رئيس اقليم كردستان بانفصال الاقليم عن العراق، فيما اشار الى أن البارزاني سيدخل الكرد في مطبات يصعب الخروج منها.