بسم الله الرحمن الرحيم
أسعد الله أوقاتكم بكل خير
النظرة البانورامية
سأتطرق في هذا الموضوع عن النظرة البانورامية وهي غاية في الأهمية
في الحياة العلمية والعملية والدينية والإجتماعية وفي كل أمر من أمور الحياة
وقبل البدأ لنتعرف على معنى كلمة البانورامية أو البانوراما
قد يعرف معناها البعض وقد يجهلها البعض الآخر وأكثر أستخداماً لهذه الكلمة
نجدها عند المصورين الفوتوغرافيين أو الرسامين أو مصممي نماذج ثلاثية الأبعاد
فهذه الكلمة تعني باختصار الشمولية أو المنظر الشامل فهي تعطي صورة بحقل رؤية
مقدارة 360 درجة أي أنها تعطي إمكانية الإلتفاف بشكل كامل حيث أن أقصى الطرف الأيمن
يتصل بأقصى الطرف الأيسر دون حد فاصل وبالتالي تجد أن الصورة لا تنتهي وتبدأ
مع كل نهاية
فهنا لم لايجعل الفرد منا نظرته بانورامية وأن تكون نظرته للأمور نظرة بانورامية
فيوسع نظرته الأفقية والرأسية فيوسع مداركة ويوسع عقله وتفكيره ليصل للنظرة الشموليه
النظرة التي من خلالها يستطيع أن يبني بها طريقة فمثلاً أغمض أحد العينين وضع كفك
عند العين الأخرى ماذا سترى لن ترى سوى جزء يسير من كفك ولكن كلما أبعدت كفك
قليلاً كلما أتضح جزء أكبر وعندما تبعدها أكثر سترى حتى الأصابع وأيضاً سترى ما حولها
وما حولك من أشياء فهكذا أجعل نظرتك
فلو وقع الفرد في مشكلة ما على سبيل المثال فلا يضيق نظرته بالنظر للمشكلة فقط
بل يجب عليه أن يوسع نظرته للنظر في ما الذي جعله أن يقع في هذه المشكلة لكي لا يقع مرة أخرى
ومن ثم يوسع نظرته ليرى كيف يحل تلك المشكل مع أقل ضرر ممكن
ولو أراد شخص أن يعمل مشروعاً معينا فيجب عليه أن يدرس ذلك المشروع وأن ينظر إليه
بنظرة بانورامية ليستطيع أن يبدأ ذلك المشروع من دون عوائق فإذا نظر النظرة الشموليه
في دراسته للمشروع فلن يقع في ماوقع فيه الآخرين بل سيتجاوز تلك العقبات وتلك التلال
التي سيواجهها في طريقة بكل يسر وسهوله لأنه نظر النظرة البانورامية فوضع الحلول
قبل الوقوع في المشاكل التي واجهة الآخرين والتي ستواجهه لا محال أما التي يستطيع أن
يتعقبها فسيتعقبها دون الوقوع فيها
فالنظر البانورامية أو الشمولية تساعد صاحبها في حركاته وسكناته ووضع خططه الحالية والمستقبليه
والتصور للخطط الماضية للوقوع على أخطائها ووتجاوز تلك الأخطاء والنظر في صوابها
وتطويره وبالتالي يمشي هذا الفرد على خطى ثابته وواثقة
وهذه النظرة ليس مقتصرة على المشاكل والهموم أو على المشاريع بل هي نظرة شاملة
لأي أمور من أمور الحياة الدنيوية والدينية فهي نظرة إجتماعيه وثقافيه وسياسيه وعائليه
وشخصية وشرعية
فمثلاً لو نظرنا لها من أبسط منظار شرعي لو أراد الفرد أداء الصلاة ونظرة للصلاة بنظرة
بانورامية ليرى فلسفة الصلاة وحركات الصلاة ويرى من يقابل أثناء الصلاة
ويرى ماذا يقول في الصلاة لوجد نفسه قد أشتاق إلى الصلاة ويجد نفسه أنه كلما أنتهى من أداء الصلاة
زاد شوقه لأدائها مرة أخرى ولرأى أن لذيذ مناجات الله وحلاوته في صلاته وذلك كله بسبب
نظرة بانورامية نظر بها إلى الصلاة
ممااأعجبني