بسم الله الرحمن الرحيم
وبه تبارك وتعالى نستعين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وتقبل الله اعمالكم بقبول حسن بحق محمد واله الطيبين الطاهرين
اخوتي الافاضل تعالوا نطبق وصية امامنا الصادق عليه السلام التي تخص شهر رمضان المبارك لنكن ممن يستمعون القول ويتبعون احسنه.
أوصى مولانا الامام جعفر بن محمد الصّادق صلوات الله وسلامه عليه ،
فقال : اذا أصبحت صائماً فليصم سمعك وبصرك وشعرك وجلدك وجميع جوارحك ، أي
عن المحرّمات بل المكروهات أيضاً، وقال (عليه السلام) : لا يكن يوم صومك
كيوم افطارك ، وقال (عليه السلام) : انّ الصّيام ليس من الطّعام
والشّراب وحدهما فاذا صمتم فاحفظوا ألسنتكم عن الكذب، وغضّوا أبصاركم
عمّا حرّم الله، ولا تنازعوا ولا تحاسدوا ولا تغتابوا ولا تمارُوا ولا
تخالفوا (كذباً بل ولا صدقاً) ولا تسابوا ولا تشاتموا ولا تظلموا ولا
تسافهوا ولا تضاجروا ولا تغفلوا عن ذكر الله وعن الصّلاة وألزموا الصّمت
والسّكوت والصّبر والصدّق ومجانبة أهل الشّر، واجتنبوا قول الزّور والكذب
والفرى والخصومة وظنّ السّوء والغيبة والنّميمة وكونوا مشرفين على الاخرة
منتظرين لايّامكم (ظهور القائم (عليه السلام) من آل محمّد (صلى الله
عليه وآله وسلم) منتظرين لما وعدكم الله متزوّدين للقاء الله، وعليكم
السّكينة والوقار والخشوع والخضوع وذلّ العبيد الخيّف من مولاها خائفين
راجين، ولتكن أنت أيّها الصّائم قد طهر قلبك من العيوب وتقدّست سريرتك من
الخبث ونظف جسمك من القاذورات وتبرّأت الى الله ممّن عداه وأخلصت
الولاية له وصمتّ ممّا قد نهاك الله عنه في السّر والعلانية وخشيت الله
حقّ خشيته في سرّك وعلانيك، ووهبت نفسك الله في أيّام صومك وفرغت قلبك له
ونصبت نفسك له فيما أمرك ودعاك اليه ، فاذا فعلت ذلك كلّه فأنت صائم لله
بحقيقة صومه صانع له ما أمرك، وكلّمأ انقصت منها شيئاً فيما بيّنت لك
فقد نقص من صومك بمقدار ذلك، وانّ أبي (عليه السلام) قال : سمع رسول الله
(صلى الله عليه وآله وسلم)امرأة تساب جارية لها وهي صائمة فدعا رسول
الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بطعام فقال لها : كُلي ، فقالت : أنا
صائمة يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فقال : كيف تكونين صائمة
وقد سببت جاريتك انّ الصّوم ليس من الطّعام والشّراب وانّما جعل الله ذلك
حجاباً عن سواهما من الفواحش من الفعل والقول، ما أقلّ الصّوم وأكثر
الجّوع،