انا - مواطن عراقي - مواطن عراقي
ابو مصطفى
مصطفى الذي انتظرته 7 اعوام انا وامه
وامه - زهرة الاقحوان - عضوة في المنتدى
بالمناسبة نحن من الموصل
احتفلنا بعيد مولده الاول ونحن نسير نحو المجهول مهجرين من بيتنا
احتفلنا بالوقوف لحظة ونحن نحتضنه وابتسم بوجهنا
كنا نحتضنه خوفا عليه من الرصاص المتطاير
لكم دعى لنا اخواننا في المنتدى واخواتنا في الايام والليالي ليمنحنا طفلا
لا يسعني ذكرهم جميعا لانهم كثر
لطالما كان هذا المنتدى
بيتا دافئا في عز البرد لنا جميعا , دفئه ينبع من محبتنا
ابن العماره وابن الكوت وابن الموصل وابن دهوك وابن كربلاء وابن الرمادي
العربي والكردي والتركماني والمسلمين والمسيحيين والايزيدية والصابئة
لسنوات عدة لم نجرح بعضنا
مع اننا نختلف في انتمائنا وتوجهاتنا واعراقنا وادياننا ومذاهبنا
لكن صفة مشتركة جمعتنا
انسانيتنا ووعينا
لقد وصلت العلاقات بنا الى ابعد حدود الاخوة
لقد ذهبنا بسفرات سياحية واقمنا واكلنا وشربنا في بيوت اعضاء من المنتدى
نراهم للمرة الاولى وجها لوجه
داستان وباران وشاناز
نتصل بالهواتف بشكل مستمر مع الكثيرين
محامي الحب وعادل الابراهيمي والسائح وسامر وايفيان
نحن الآن في الغربة
هاجرنا بشكل قسري الى خارج بلدنا
بيتنا وما نملك وسيارتنا القديمة كلها مفاتيحها صادرها الاغراب
بالكاد استصحبنا وثائقنا
وفي ليالي الغربة المظلمة
كنت اتتبع وسائل التواصل عبر الانترنت علي اقرأ خبرا او اسمع ما يبث
الامل باننا ربما سنعود
لطالما اصغينا لاغنية نحبها لكنها تؤلمنا
كانت موجودة في ميموري التلفون
ربما هي الشئ الاكثر قيمة
اغنية
(عندي وطن ظليت بس اشتاك اله )
ولطالما ذرفنا بعض الدموع مع كلمات الاغنية الموجعه
كنا نتشبث بكل شئ
ولكن الاتصالات بالوطن تقطعت واصبحت صعبة
فلم يكن من بد الا ان نعود للامل الاخير الذي ربما نجد عبره بعض المواساة
ربما نجد بعض التعاطف
وعدنا الى الدرر درر العراق
المنتدى الذي طالما ضم بين ثناياه دررا هم نخبة طيبة من ابناء العراق
لكن اصبنا بخيبة امل كبيرة
الكثيرون يتشمتون بنا .... لماذا ؟
الكثيرون يرموننا بابشع التهم وهم لا يعرفون حقيقة ما جرى
ولا يعرفون اننا
آوينا الى الفراش ليلا
فاصبحنا والغربان تملأ مدينتنا
كيف حدث ذلك ؟ نحن ايضا لا نعلم
صحونا والناس قد خرجت من بيوتها تطلب الامان حيثما كان
لقد تركنا كل شئ
كيلا نقع فريسة بايدي جمع المجرمين الذي غزا مدينتنا
في غفلة من الزمن
رمونا بالجبن والخيانة
وكيف تقاوم رشاشة 14,5 ملم مداها 7 كم وانت اعزل
مجرد من كل شئ
وهل كان واجبنا ان ندافع عن حكومتنا المحلية وقيادة عمليات المحافظة وشرطتها ؟
وثلاث فرق عسكرية ؟ وما يزيد على 500 نقطة تفتيش ؟
وهل كان واجبنا ان نجمع المعلومات عن تحرك المجاميع المسلحة في الصحراء على حدود سوريا ونبلغ المسئولين بها ؟
وهل كان واجبنا ان نبلغ الحكومة المحلية بكل شاردة وواردة ؟
وما هو واجب هذا الكم الهائل من السلطة وادواتها ؟
لمدة اربعة ايام قبل سقوط المدينة كنا ممنوعين من التجول
حتى الخبز لم يبق منه الا بعض الفتات
لم نكن نستطيع عبور الشارع الرئيس لاحيائنا او كانتوناتنا
الذي له مدخل واحد فقط
منعت الحركة منعا باتا
فكيف ادخلنا مئات السيارات المسلحه والمقاتلين الغرباء
في غفلة من حظر التجوال ؟
لا اريد ان اتهم شخصا او جهة بخيانة او ما شابه
فالحقائق دوما تظهر حتى ولو بعد حين ومسألة سقوط المدينة شأن ليس موضع بحثنا هنا
لقد رأينا وجوها كالحه وغرباء منكرون يسيطرون على شوارعنا
لم نتوسم فيهم خيرا ونحن نعلم ان العصابات لا يمكنها ان تحكم او تعدل في الحكم
فلم يسجل التاريخ ان عصابة ما اقامت دولة او حكما او ملكا
بالمعايير المتعارف عليها
الصدمة افقدت المواطن توازنه
فمنهم من قرر النزوح ومنهم من قرر البقاء
ستقولون ومنهم من هلل وكبر لدخول الغربان ؟
نعم كان هناك مهللون ومكبرون ومرحبون
لكن كم كانت نسبتهم من مجموع اكثر من ثلاثة ملايين و300 الف نسمة ؟
لا بد انكم رأيتم صورا في القنوات وربما الانترنت ؟
راجعوها وقرروا ما هو حجم الحشد الموالي لهؤلاء ؟
اذا كان يصل الى حد 500 الف من مجموع سكان مدينة الموصل فقط التي تعدادها
2000000 نسمة
فانا ايضا ساعتبر ان اهل الموصل خونة ومتآمرون
اعيدوا النظر رجاء في الموضوع
وماكو زور يخلا من الواوية
الكثيرين لم يكونوا عونا لنا في المحنة والتي تزداد كل يوم وطأتها
الكلمة الطيبة صدقة
فهل اصبح ابناء البلد الواحد يستجدون الكلمة الطيبة من اهلهم واخوتهم ؟
ازدادت الامنا اكثر فاكثر ونحن نحس بالعزلة
ونحس بكلمات الاتهام والتشفي خناجرا تغرس في خاصرتنا
ان كان الموقف السياسي متشنجا بين الكتل المتنافسة والمتصارعه على السلطة
يبيح لهم حسب منطقهم كيل الاتهامات جزافا لان هذا المنافس لي على سلطتي ومقعدي من الفئة الفلانية
والمكون العلاني وتابع الدولة الفلانية
فماذا يكون مبررنا ان نتهم بعضنا ونحن ادوات المحرقة ووقودها في سبيل السياسات
التي لا تحظى بمقبولية غالبية الشعب ؟
اليوم ابناء الموصل
يهجرون قسرا وتصادر بيوتهم واملاكهم
ويقتل ابنائهم ويتم اعتقال آخرين بتهمة الولاء للحكومة
او تهمة تمرير معلومات عن العصابات
للاجهزة الامنية
الكل سواسيه في ميزان الغربان
لا تصغوا للمنتفعين مما يجري ومن يسعون لكسب التأييد والشعبية
بالمتاجرة بانتماءاتنا
و300 الف انسان نازح
يفترشون الارض ويلتحفون السماء في مخيمات مهلهلة
وجوع وعطش وحر شديد
وليس هناك من يغيثهم وينجدهم
الا ابناء اقليم كوردستان الذين تطوعوا ذاتيا
بايصال ما يستطيعون جمعه
من خيار قومهم وعامتهم
من المؤن واسباب الحياة
وربما كان عددهم اصغر مما ورد في دستور البلاد
وقوانينها ممن يجب مساعدتهم عند الكوارث فلم ينتبه لوجودهم مسئول او جهة رسمية
لا كهرباء ولا ماء ولا وقود ولا خدمات ولا رواتب ولا عمل ولا بيع ولا شراء
والجيوب خالية والبيوت خاوية
كل المنافذ بكل الاتجاهات اغلقت
بعضها اغلقها داعش والاخر اغلقه الجيران
وقسم تحت العمليات المسلحه
ونار الحرب
هل استكثرتم علينا
كلمات المواساة في شهر الله ؟
هل عدمتم فكرة التضامن الوجداني معنا في محنتنا ؟
نحن ندعو الله في شهره هذا
الا تروا ما رأينا ولا يكدر خاطركم مكروه
نستودعكم الله الذي لا تضيع عنده الودائع
حتى نلقاكم عندما نعود نحن وانتم الى العراق