اولا تعريف معنى كلمة فوبيا
: هو الرهاب او الخوف من المجهول في امر ما
و لغوياً، فوبيا (Phobia) كلمةً يونانية الأصل وتعني "الخوف من"، وقد دخلت اللغات الأوروبية، ومنها الإنكليزية، ككلمةً موصولةً مع ما يُراد وصف حالة الخوف المرَضي منه، كالخوف من الأرقام "أرِثموفوبيا" (Arithmophobia). ثم أخذت هذه الكلمة استقلالها في اللغة الإنكليزية وصارت تستخدم كبديلٍ، ذو معنىً أعمق، عن مرادفتها الشهيرة (Fear). "
ويعرف الفوبيا على أنه خوف كامن مزمن وغير مبرر (غير منطقي) من شيء أو مكان أو سلوك معين يؤدي لقيام المريض بمحاولات واضحة للهروب من موقف، لمواجهة الشيء أو الظرف الذي يعتبره المريض خطرا على حياته.
أنواع الفوبيا
وللفوبيا أنواع عدة، تختلف باختلاف مسبب المرض نفسه ، و نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
1- الخوف من المساحات الخالية أو الخلاء الواسع الفسيح. Agorophibia
2- الخوف من الأماكن والمناطق المرتفعة. Acrophobia
3- الخوف من القطط. Ailurophobia
4- الخوف من مشاهدة الأزهار والورود Anthophobia
5- الخوف من الإنسان وبشكل خاص من الرجال Anthrophobia
6- الخوف من الماء Aquaphobia
7- الخوف من البرق Astraphobia
8- الخوف من الجراثيم والبكتيريا (وسوسة النظافة) Bacteriophobia
9- الخوف من الرعد Bronophobia
10- الخوف من المناطق المغلقة Claustrophobia
لماذا يحدث الرهاب؟
تحدث معظم حالات الرهاب نتيجة تعلمها واكتسابها من الآخرين، فالأم التي تهاب القطط تنقل لأولادها هذه الرهبة، وعلى الأخص بناتها، ويتعلم الطفل الخوف من الظلام من والديه الصارمين الذين هددوا بمعاقبته بتعريضه للظلام، وكذلك الحال في رهاب الأمراض الخطيرة، فغالبا ما تكون هناك تجربة سابقة عايش فيها المريض صديقا أو قريبا عانى من الإصابة بأحد الأمراض القاتلة والصعبة، فتولد عنده الإحساس بالخوف من خوض هذه التجربة أو معاناة نفس المرض.
لكن في بعض أنواع الرهاب الأخرى كالأماكن الفسيحة، يؤدي الرهاب وظيفة دفاعية عن النفس، وآلية حماية لها، لتفادي مواقف معينة، أو الامتناع عن القيام بمهام بغيضة، تكون مزعجة للشخص، ويكون الرهاب هو العذر اللاواعي، أو حتى الواعي لذلك، وينطبق هذا المفهوم أيضا على معظم حالات رهاب المدرسة.
المظاهر العامة:
المصابون بالقلق المرضي "الفوبيا" يظهرون معظم الأعراض النفسية التالية: تشتد بهم مشاعر الدوار, تطغى الغشاوة على عيونهم, يبدو عليهم الذهول, يسرع القلب بالنبض, يتصبب العرق من أيديهم, تصطك ركبهم, حتى لا تكاد تقوى على حملهم, يستصعبون التنفس, يبالغون في إصدار الشكاوى, يبتعدون عن الواقع كل البعد, ثم يأخذ أحدهم مردداً "ماذا أفعل".. ماذا أفعل إذا لاحظ الناس ذعري.. أو ماذا أفعل إذا عرضني الذعر إلى نوبة قلبية..
وإن ما يميز بين الخوف المبرر, والاضطراب الناتج عن الذعر والرهاب غالباً ما يكون عبارة عن خيوط رفيعة جداً, ولا وجود لأحكام صارمة في هذا المجال.
لأكثر عرضة للرهاب من غيرهم:
يؤكد أكثر الاختصاصيين في معالجة الرهاب أن الأذكياء وبعيدي الخيال يشكلون نسبة مئوية كبيرة من مرضى الرهاب, وذلك لأسباب واضحة, فالغبي لا يبالي بما قد يحدث فيما بعد, وتساؤل/ ماذا أفعل إذا../ هو لعبة متعبة لمن يتميزون بعقل مبدع.. إذا هكذا هو مريض الرهاب يفكر دائماً بآلاف الاحتمالات, وضحايا الرهاب أشخاص صادقون جديرون بالثقة إلا إذا تعلق الأمر برهابهم المرضي, إنهم يستطيعون التسلط بشكل ساحر مثلاً: إذا اقترح أحد تناول الطعام في مطعم دوار في الطابق الخامس والعشرين.. يوجه مريض الرهاب الذي يخاف الارتفاعات باقتراح آخر يأتي فيه على ذكر مطعم جميل على الأرض يطل على نهر رقراق, إنه يمسك زمام السيطرة لئلا يفقد سيطرته على نفسه. إلا أن معظم الخبراء في هذا المجال متفقون على أن الضغوط تستطيع إطلاق الرهاب من مخابئه مثلاً/ تتعرض امرأة للطلاق فتواجه أوضاعها الجديدة والصعبة بمقدرة وكفاءة عظيمتين, ولكنها سرعان ما تجد أنها لم تعد تجرؤ على السباحة في مكان عميق أو أن تواجه الظلام/ في هذه الحالة يكون القلق العام قد ربط نفسه مع الحال المعينة. أي وضع قد يؤدي إلى تغييرات حياتية/ ولادة, موت, زواج, طلاق, تحمل مسؤوليات مالية جديدة, قد يؤمن العامل الذي يحتاجه الرهاب ليبرز.
تصنيف وبعض صور للفوبيا
يمكن أن يصاب بالفوبيا أي شخص وفي أي عمر، ولكن الأغلبية حسب الإحصائيات هي من النساء لأنهن يعترفن بهذا الخوف أما الرجال فقد يخشون ذلك حتى لا تمس رجولتهم بشيء.
وهناك ثلات أنواع من الفوبيا يصنفها العلماء وهي:
- الفوبيا البسيطة
-الفوبيا الاجتماعية
-الفوبيا من الأماكن الواسعة أو المغلقة أو المزدحمة.
الفوبيا البسيطة: هي الخوف من الحيوانات والمرتفعات وأطباء الأسنان وركوب الطائرات والحقن الطبية وبعض الأمور البسيطة. وعادة يكون الأطفال هم الشريحة الأولى التي تصاب بهذه الفوبيا البسيطة فنجدهم يخافون من أمور كثيرة وبسيطة بلا مبرر كالخوف من الظلام والوحدة والدواء والحقنة والذهاب إلى الطبيب، وتنتهي هذه المرحلة مع النمو والمساعدة من الأهل.
الفوبيا الاجتماعية: وهي مرتبطة بحضور أشخاص آخرين، ويتضمن أي نشاط يتم أمام أية مجموعة من الناس ويسبب القلق الشديد وضعفا في الأداء ويصل أحيانا إلى التهرب من النشاط بحجج واهية وهذا ما تواجهه السيدة المصابة بهذا النوع من الفوبيا، فتتهرب من العلاقات الاجتماعية وتعتذر عن تلبية الدعوات.
وتتعرض العاملات لهذا الخوف الشديد من مراقبتهن أثناء العمل، ويؤثر ذلك بشكل سلبي على النتيجة المرجوة منهن في أدائهن. وقد تتحاشى البعض منهن الذهاب إلى أماكن العبادة وذلك خوفا من الاشتراك في الصلاة والعبادة أمام نظر الآخرين.
الفوبيا من الأماكن الواسعة أو المزدحمة
: وهي الخوف من الابتعاد عن المنزل أو السفر، والخوف الشديد من السير في شوارع خالية أو مزدحمة بالناس، واستعمال القطارات الأنفاق، والمصاعد وهذا يؤثر كثيرا على نشاط الإنسان واختياره لمهنته.
طبعا هذه إشارة بسيطة لبعض أنواع الفوبيا، وهناك الكثير من الحالات والأنواع المختلفة ولكن ما نريد أن نشير إليه هنا هو الانتباه إلى ما يمكن أن نكون نعاني منه دون أن نعيره الانتباه في الوقت الذي يمكننا فيه علاجه والتخلص منه بمساعدة أخصائيين عن طريق التدريب السلوكي تجاه أي نوع من أنواع الفوبيا وقد أدى هذا العلاج بحسب رأي الأخصائيين إلى نتائج فعالة ومضمونة