شهادة حية عن صمود أبطال قاعدة «سبايكر} الجوية
يكتفون بوجبة واحدة ويقابلون الهاون والأحادية برصاص مفرد
بغداد ــ قاسم الحلفي
قصص واخبار وسيناريوهات كثيرة رسمتها وسائل اعلام مغرضة دحضتها شهادة حية لضابط من ابطال القوة الجوية تحدث لـ"الصباح" عن تطريز الملحمة البطولية جرحاً ووساماً على جسده خلال صموده مع رفاقه خلال افشال موجات الهجمات التي شنتها التنظيمات الارهابية عند محاولتها السيطرة على القاعدة ودحرها واعادة بسط السيطرة عليها.
واقع الحال
يشير الملازم الطيار الجريح ( ي . م) الى ان قاعدة "سبايكر" الجوية تضم مجموعة وحدات عسكرية منها فوجان للمشاة وكلية القوة الجوية وفوج اسناد من القوة الجوية وفوج اخر قتالي، وعند حصول الاحداث المتسارعة في الموصل وامتدادها الى صلاح الدين ترك الكثير من المنتسبين مواقعهم نتيجة الشائعات المغرضة والاعلام المضلل الذي اثر في معنويات المقاتلين.
وشدد على ان عدد طلبة كلية القوة الجوية لا يتجاوز 70 طالباً وما اشيع حول بلوغ اعدادهم الالاف محض كذب وافتراء، وان هناك عددا منهم كانوا قد ارسلوا الى دورات تدريبية الى خارج العراق، بينما قامت مروحيات طيران الجيش بنقل المتبقين من الطلبة واخلائهم الى بغداد، مؤكدا ان هذا هو واقع الحال قبل وقوع الاعتداءات على القاعدة.
المواجهة
ويؤكد الطيار ان تدهور الاوضاع الامنية سمح لعناصر الجماعات الارهابية من الاقتراب للقاعدة والاعتداء عليها، مبيناً ان مجموعة من الضباط والمقاتلين يبلغ عددهم نحو 300 مقاتل من مختلف الوحدات والصنوف رفضوا ترك القاعدة واصروا على مواجهة الإرهابيين بما لديهم من اسلحة واعتدة.
واشار الى ان الضباط الكبار اعدوا خطة وزع المقاتلون فيها بطريقة مهنية استحكمت فيها الدفاعات القتالية، وصنعوا المتاريس واتخذوا من فتحات في الشبابيك واسطح المباني منافذ لردع الإرهابيين الذين حاولوا الاقتراب من البنايات، مبينا ان الارهابيين بدؤوا بالهجوم من خلال اطلاق قذائف الهاون وصواريخ سكود واطلاق النار من الاحاديات وتقدموا باتجاه السيطرة على القاعدة.
رد الأبطال
وتابع شاهد العيان: ان المقاتلين المرابطين في القاعدة وتنفيذاً لتوجيهات القادة من الضباط تمركزوا في مواقع محصنة محتمين بمباني القاعدة وبدؤوا بالرد على الارهابيين من اسلحة (P.K.C) والكلاشنكوف وتمكنوا من اصابة العديد من الإرهابيين وقتل عدد منهم، فتراجعوا مهزومين، ثم أعادوا الكرة ليلاً وكانت قذائف الهاون تسقط هنا وهناك ورمي الاحاديات يرتطم بجدران الغرف والمباني، ورد المقاتلون بنيران متقطعة على الإرهابيين واحرقوا احدى سياراتهم التي تحمل سلاح المدفع المضاد للطائرات (الاحادية) وقتل من فيها، فيما جرح عنصران من مقاتلي المشاة.
أصعب الظروف
الملازم الطيار (ي.م) اكد ان الاسلحة المتوفرة لديهم كانت قليلة قياساً بما يمتلكه الارهابيون من اسلحة كانت متوفرة لديهم اصلاً او استولوا عليها من ثكنات الجيش والشرطة التي انسحب منها منتسبوها وكانت الاعتدة محدودة والهجمات شرسة ومكررة، ما دفع المقاتلين الى استخدام طريقة الرمي بـ(المفرد) وكانت المؤون تتناقص يومياً واستمر المقاتلون المرابطون لايام عدة يتناولون وجبة واحدة فقط يتقوون بها على القتال، وكانت الواجبات مقسمة ويتناوب المرابطون على اداء الصلاة وتناول وجبة الطعام لمنع وقوع حالة الغفلة او ترك نقاط المرابطة والمراقبة، لاسيما ان الارهابيين كانوا يحيطون بالقاعدة من جوانب عدة ويطلقون النار على المروحيات التي تجلب المؤون والاعتدة والاسلحة او تخلي الجرحى ويجبرونها على التراجع.
وزاد بالقول: "بالرغم من كل ذلك، الا ان المقاتلين صمدوا بصورة اعجازية امام هجمات ارهابية يومية كان اشرسها عندما استجمع تنظيم "داعش" الارهابي كل قواه واطلق عشرات الهاونات وحاول المئات منهم اقتحام القاعدة ولم يتمكنوا، الا من اجتياز البوابة الرئيسة (السيطرة والاستعلامات) وتكبدوا خلال هجومهم اكثر من 10 قتلى و17 جريحا، بينما استشهد عدد من المقاتلين وجرح اخرون، واصيبت ساقي باطلاقتين بعد قتالنا معهم قتال الابطال من حائط لاخر".
واكد ان المقاتلين اصبحوا كالاسود بالرغم من اختلاف صنوفهم بين القوة الجوية والمشاة والرد السريع.
وصول الامدادات
واكمل صاحب الشهادة الحية بعد ايام من الصمود بوجه الهجمات الارهابية وافشالها جميعها ومنع المقاتلين الاشداء الارهابيين من السيطرة على القاعدة الجوية طمعاً منهم بتحقيق انجاز يقوي موقفهم، قائلا: ان "هجماتهم كانت تساند من القنوات الفضائية المسمومة التي تزامن بثها المبرمج كالعادة مع الهجمات الارهابية وبث اخبار مفبركة عن سيطرتهم على القاعدة الجوية التي اصبحت مذبحاً لهم على اعتابها، عندها وصل الدعم العسكري لهم وبدأت الطائرات الحربية والمروحية بشن هجمات مكثفة ومنسقة الحقت خسائر فادحة بالارهابيين وقد شاهدت بأم عيني احراق اكثر من ثماني عجلات نوع "الدوسري" تحمل مدافع رشاشة (احاديات) وقتل من فيها، اذ كان يستقل كل منها اربعة ارهابيين، كما انطلقت قوة من القاعدة بعملية التفاف على الإرهابيين بالتنسيق مع الطيران الذي حاصرهم قرب بوابات القاعدة وتمكنت من اسر عدد لا يستهان به منهم.
كما بدأ تدفق القوات الامنية ومسك الارض وبسط السيطرة على القاعدة وطرد الإرهابيين واخلاء الجرحى بالطائرات المروحية الى بغداد، مبينا انه ومجموعة من الجرحى ادخلوا على الفور للمستشفيات وتلقوا العلاج اللازم واجراء العمليات الجراحية السريعة لهم.
http://www.faceiraq.com/inews.php?id=2871627