النجم يبحث عن مدار
وجه جميل..
طاف في عيني قليلا ..واستدار
فأراه كالعشب المسافر..
في جبين الارض يزهو في اخضرار
وتمر اقدام السنين عليه..يخبو..
ثم يسقط في اصفرار
كم عشت اجري خلفه
رغم العواصف.. والشواطيء..والقفار
هل آن للحلم المسافر أن يكف عن الدوار؟
يا سندباد العصر..ارجع
لم يعد في الحب شيء غير هذا الانتحار
ارجع..فإن الأرض شاخت
والسنون الخضر يأكلها البوار
ارجع..فإن شواطيء الاحلام
أضناها صراخ الموج من عفن البحار
هل آن للقلب الذي عشق الرحيل
بأن ينام دقيقة.. مثل الصغار؟
هل آن للوجه الذي صلبوه فوق قناعه عمرا
بان يلقي القناع المستعار؟
وجه جميل
طاف في عيني قليلا ..واستدار
كان الوداع يطل من رأسي
وفي العينين ساعات تدق..
وألف صوت للقطار
ويلي من الوجه البريء..
يغوص في قلبي فيؤلمني القرار
لم لا أسافر
بعد ان ضاقت بي الشطآن.. وابتعد المزار؟!
يا أيها الوجه الذي ادمى فؤادي
أي شيء فيك يغريني بهذا الانتظار؟
ما زال يسكرني شعاعك..
رغم ان الضوء في عيني نار
أجري فألمح ألف ظل في خطاي
فكيف انجو الآن من هذا الحصار؟
لم لا أسافر؟
ألف أرض تحتويني..ألأف متكإ..ودار
انا لا ارى شيئا امامي
غير أشلاء تطاردها العواصف.. والغبار
كم ظل يخدعني بريق الصبح في عينيك..
كنت أبيع أيامي ويحملني الدمار..إلى الدمار
قلبي الذي علمته يوما جنون العشق..
علمني هموم الانكسار
كانت هزائمه على الأطلال..
تحكي قصة القلب الذي
عشق الرحيل مع النهار
ورأيته نجما طريدا
في سماء الكون يبحث عن مدار
يا سندباد العصر
عهد الحب ولى..
لن ترى في القفر لؤلؤة..
ولن تجد المحار
وجه جميل..
طاف في عيني قليلا ..واستدار
ومضيت أجري خلفه..
فوجدت وجهي..في الجدار
للشاعر فاروق جويده