من بين اللاعبين الأربعة الذين نشرت الصحف أسمائهم في الأيام الأخيرة، لاحتمال تورطهم في فضيحة مع فتاة قاصر، نجد أن فرانك ريبيري نجم المنتخب الفرنسي وبايرن ميونخ قد أخذ صدى واسعا من بين هذه الأسماء.
ويعتبر فرانك ريبيري من اللاعبين الذين لا يمكن الاستغناء عنهم لا في ناديه بايرن ميونيخ ولا مع المنتخب الفرنسي. ويعرف عن هذا اللاعب انه يتحلى بمزاج مرح وانه يمزح كثيرا مع زملائه اللاعبين. ومن المعروف أيضا أن الصحف الألمانية قد لقبته بـ " الكايزر فرانك" أي "الملك فرانك" إعجابا به و بفنياته العالية وبما قدمه لناديه بايرن ميونيخ. وبين عشية و ضحاها انهار كل شيء تقريبا وأصبحت حياته الرياضية في خطر بعد نشر الصحف أخبار عن ضلوعه في فضيحة مع فتيات الهوى القاصرات.
ما هي نتائج هذه الفضيحة حول إمكانية انتقاله إلى ناد آخر ؟
بعد أن تم نشر هذه القضية في الصحف، أصدر الإتحاد الفرنسي لكرة القدم بيانا ذكّر فيه باحترام حق البراءة الظنية بالنسبة للاعبي المنتخب الفرنسي المتورطين في هذه القضية وخاصة منهم فرانك ريبيري. غير أن هذا البيان كان خجولا ومترددا.
وحسب الصحف الاسبانية فان فرصة انتقال ريبيري إلى ريال مدريد قد تضاءلت جدا وأن بإمكانه أن ينسى الريال و برشلونة واسبانيا. والمعروف عن مدرب برشلونة، بيب غوارديولا، بأنه صارم جدا و لا يقبل مثل هذه التصرفات.
من جهته لم يعلق بايرن ميونيخ على هذا الموضوع واحتفظ بالصمت. غير أن بعض الملاحظين يقولون إن بايرن قد يستغل هذه الفضيحة للتخلص من فرانك ريبيري الذي تحدث مرات عديدة عن رغبته في مغادرة النادي والانتقال إلى ناد أوروبي مثل الريال، برشلونة أو مانشستر يوناتيد.
كيف سيكون مستواه الكروي بعد الفضيحة ؟
السؤال المطروح الآن : هل أن هذه الفضيحة ستؤثر على مردود فرانك ريبيري الكروي مثل ما حصل لجون تيري، لاعب تشيلسي والقائد السابق لمنتخب انكلترا، الذي عرف هو أيضا فضيحة ...، ولم يسترجع بعدها مستواه الكروي حتى الآن وأصبح شبحا على ارض الملاعب.
في تاريخ كرة القدم هنالك الكثير من اللاعبين الذين تورطوا في فضائح ولكنهم استطاعوا التغلب عليها ومواصلة مشوارهم الكروي. بل كانت بالنسبة لهم حافزا لتخطي العقبات نذكر منهم اللاعب الدولي الايطالي باولو روسي الذي كان لع ضلعا في قضية مباريات مزورة. وقد تم إبعاده عن الملاعب لمدة عامين. غير أن المفاجأة كانت كبيرة حينما استدعي لخوض مباريات كاس العالم في اسبانيا عام 1982 من القرن الماضي مع منتخب بلاده. وقد سجل باولو روسي ثلاثية شهيرة أمام البرازيل وكان أفضل هداف خلال هذا المونديال الذي فاز به مع منتخب بلاده.
الفرصة متاحة اليوم أمام فرانك ريبيري إذ سيلتقي فريقه بايرن مع ضيفة نادي ليون الفرنسي على ملعب "اليانز أرينا" في ذهاب الدور نصف النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم ليثبت للجميع انه غير متأثر بهذه الفضيحة وان معنوياته من حديد خاصة وقد اقترب موعد الكشف عن قائمة 23 لاعبا الذي سيشاركون في كاس العالم في إفريقيا الجنوبية باسم فرنسا.
ريبيري ومنتخب فرنسا
يعد فرانك ريبري من العناصر الهامة بالنسبة لمدرب منتخب فرنسا ريمون دومينيك. ويتحلى ريبيري بفنيات كروية وقدرات تكتيكية عالية. ويعتبرالكثيرون بأنه سيكون خليفة اللاعب الموهوب زين الدين زيدان. مزاج ريبيري المرح "خلق جوا من الود والفرح" بين عناصر المنتخب الفرنسي ، هذا ما يقوله تيري هنري قائد الفريق. على ارض الملاعب يدين له منتخب فرنسا بالعديد من الانتصارات الهامة نذكر منها مباراته أمام رومانيا عندما أهدى هدف التعادل لزميله غوركوف في نطاق تصفيات كاس العالم 2010 . كذلك كان ريبيري الهداف الوحيد أمام منتخب ليتوانيا، ذهابا وإيابا، وحصل تقريبا لوحده على ست نقاط ثمينة.
من المحتمل أن يغيب فرانك ريبيري عن مونديال إفريقيا الجنوبية 2010 وسيكون هذا الغياب إذا ما حصل بمثابة الضربة القاضية لمنتخب فرنسا خاصة وانه ترشح بصعوبة في مباريات التصفية. لكن الملاحظين في الشأن الرياضي يرون أن فرانك ريبيري قادر ذهنيا على تخطي هذه الفضيحة وانه سيبقى عنصرا هاما لا يمكن التخلي عنه لا مع منتخب بلاده ولا مع فريقه بارين ميونيخ.