ﻟﻜﻞ ﺟﻴﻞ ﺧﺼﺎﺋﺼﻪ ﻭﻣﻴﻴﺰﺍﺗﻪ ﻓﺠﻴﻞ ﺍﻻﺑﺎﺀ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻃﺮﺩﻳﺎ
ﻣﻊ ﺟﻴﻞ ﺍﻻﺑﻨﺎﺀ ﻭﺑﺎﻟﺨﺼﻮﺹ ﻓﻲ ﺯﻣﺎﻥ ﺍﺗﺴﻢ ﺑﺎﻟﺴﺮﻋﺔ
ﺍﻟﻔﺎﺋﻘﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﻤﺎ
ﻳﺆﺛﺮ ﺳﻠﺒﺎ ﺃﻭ ﺍﻳﺠﺎﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ
ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﺭﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺑﺎﻻﻣﺲ ﻣﺤﺒﺒﺎ ﺻﺎﺭ ﺍﻟﻴﻮﻡ
ﻣﻜﺮﻭﻫﺎ ﺃﻭ ﻣﻨﺒﻮﺫﺍ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻫﺬﻩ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻟﻠﺪﺧﻮﻝ ﻓﻲ
ﺻﻠﺐ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ .
ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺗﺤﻜﻤﻬﻢ ﺃﻣﻮﺭ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺗﻌﺎﻣﻠﻬﻢ ﻣﻊ
ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻻﺟﻴﺎﻝ ﻭﺃﻋﻨﻲ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻷﺑﺎﺀ ﻓﻤﻦ ﻫﺬﻩ
ﺍﻻﻣﻮﺭ :
.1 ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ :
ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻌﺒﺖ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﺍﻻﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺗﻜﺒﻴﺮ ﻓﻮﻫﺔ ﺍﻟﺘﺒﺎﺑﻴﻦ
ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻴﻠﻴﻦ ﻓﻤﺎ ﻋﺎﺩ ﺍﻻﺑﻦ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻟﻐﺔ ﺍﻻﺑﺎﺀ ﻷﻧﻪ ﻗﺪ ﺻﺒﺢ
ﻣﺜﻘﻔﺎ ﻣﻠﻤﺎ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﻻ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﺍﻻ ﺑﺎﻻﺭﻗﺎﻡ
ﻭﺍﻟﻤﺼﻄﻠﺤﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﺘﻘﺎﺭﺏ ﺍﻟﺬﻫﻨﻲ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﺠﻴﻠﻴﻦ ﺻﻌﺐ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻻﺑﺎﺀ ﻣﺤﺘﻔﻈﻴﻦ ﺑﻤﺎ
ﺣﻤﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻭﻋﻠﻮﻡ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺤﺪﻭﺩﻩ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻣﺎ
ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻴﻞ ﺍﻟﻤﺰﻫﺮ .
.2 ﺣﺐ ﺍﻻﺳﺘﻄﻼﻉ :
ﻓﻬﻮ ﺟﻴﻞ ﻳﺤﺐ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﺍﻟﻐﻤﻮﺽ ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ ﺗﺨﻔﻲ
ﺧﻠﻔﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﺘﺮﺍﻩ ﻳﻄﺎﻟﻊ ﻭﻳﺒﺤﺚ ﻭﻳﺴﺘﻘﺮﺃ ﻭﺟﻮﻝ
ﻭﺻﺼﻮﻝ ﻓﻲ ﺑﻄﻮﻥ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻊ ﻭﻳﻨﺎﻗﺶ ﺑﺎﺣﺜﺎ ﻋﻦ
ﺑﺼﻴﺺ ﻧﻮﺭ ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ، ﻭﺍﻟﺤﺎﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﻴﻞ ﺍﻻﻛﺒﺮ ﺃﻧﻪ ﻻ
ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻭﻻ ﻳﻨﻄﻖ ﺇﻻ ﺑﻠﺴﺎﻥ ﺍﻟﺨﺒﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ
ﻟﻤﺎ ﺗﺤﻤﻠﻪ ﻣﺨﻴﻠﺘﻪ ﻣﻦ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻗﺪ ﺍﻛﺘﺴﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﺎﻟﻤﻪ
ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺎﺵ ﻓﻴﻪ ﻣﺪﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ .
.3 ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ :
ﺍﻟﺠﻴﻞ ﺍﻟﺼﺎﻋﺪ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﻭﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ
ﻭﺧﺼﻮﺻﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ
( ﻉ) : ( ﻻ ﺗﻘﺴﺮﻭﺍ ﺃﻭﻻﺩﻛﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﺧﻼﻗﻜﻢ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﺧﻠﻘﻮﺍ
ﻓﻲ ﺯﻣﺎﻥ ﻏﻴﺮ ﺯﻣﺎﻧﻜﻢ ) ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ﻟﺪﻯ
ﺍﻟﺠﻴﻞ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻓﻲ ﺃﻭﺟﻬﺎ ﻓﻠﺬﻯ ﻻ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺇﻻ ﻋﻦ ﻗﻨﺎﻋﺔ ﺑﻤﺎ
ﻳﺤﻤﻞ ﻣﻦ ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ ﻭﻗﻴﻢ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻴﻞ
ﺍﻟﺼﺎﻋﺪ ﺃﻥ ﻳﻐﻴﺮ ﻣﺎ ﺷﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺟﻴﻞ ﺍﻻﺑﺎﺀ .
.4 ﺍﻟﻌﻨﺎﺩ ﻭﺣﺐ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ :
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻨﺪ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺗﻄﺎﻭﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻴﻞ ﺍﻻﻛﺒﺮ ﻣﻦ
ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺠﻴﻞ ﺍﻟﺼﺎﻋﺪ ﻓﺎﻟﺠﻴﻞ ﺍﻟﺼﺎﻋﺪ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻳﺘﻬﻢ ﺍﻟﺠﻴﻞ
ﺍﻻﻛﺒﺮ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﻌﺎﻧﺪ ﻭﻻ ﻳﺆﻣﻦ ﺍﻻ ﺑﻤﺎ ﺃﻣﻦ ﺑﻪ
ﻓﻤﻦ ﻣﻨﻄﻠﻖ ﺍﻟﻤﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺠﻴﻞ ﺍﻟﺼﺎﻋﺪ
ﺗﺮﺍﻩ ﻳﻨﺘﻘﺪ ﻣﺎ ﺷﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺑﺎﺅﻩ ﻓﻴﺤﺼﻞ ﺍﻟﺼﺎﺩﻡ ﺑﻴﻦ ﻣﺘﻬﻢ
ﺑﺎﻟﺮﺟﻌﻴﺔ ﻭﺑﻴﻦ ﻣﺘﻬﻢ ﺑﺎﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﻤﻔﺮﻁ
ودي واحترامي للجميع