لكل إنسان رائحة مميزة كالبصمة في حياته، على هذا المفهوم قدمت الكيميائية والفنانة النرويجية "سيسل تالاس" معرضها "الخوف من الرائحة " في متحف التاريخ العسكري بألمانيا.
الغريب في هذا المعرض انك بمجرد أن تخطو أولى خطواتك داخل المتحف ستستنشق رائحة خنادق عسكرية تتناسب مع جو المتحف الحربي وتوضح "سيسل" إن تلك الرائحة مزيج من التربة والبارود والموت.
وإذا توغلت أكثر في المعرض ستفاجأ بقارورات وزجاجات صغيرة، كل واحدة منهم تفوح منها رائحة مختلفة تُشعرك بشئ مختلف، فيمكن أن تشعر مرة بالخوف ومرة أخرى بالسعادة أو قد يصيبك حالة من الضحك المستمر .. كل هذا بسبب كبسولات صغيرة جمعت فيها "سيسل" رائحة أشخاص مصابين بجنون العظمة وغيرها.
كما أتيحت فرصة في هذا المعرض للزوار بان يكون لهم إمكانية حك الحائط لتنبعث منه روائح مختلفة أيضا، وجدها بعض الزوار مقززة، بينما يراها آخرون رائعة.
لو أتيحت لك زيارة ألمانيا، لا يفوتك وأنت هناك زيارة هذا المعرض في متحف التاريخ العسكري بدرسدن والمستمر حتى نهاية العام الحالي، فقد تصادفك خبيرة العطور "سيسل تالاس" لتستمع لها وهى تحكى عن كيفية التقاطها روائح مناطق مثل ستوكهولم ولندن ومكسيكو وبرلين وتخزنها بمساعدة آلة صغيرة، ثم تقوم بتصنيع روائح في مختبرها يمكن تسميتها "رائحة المدينة" وتروى لك مغامرتها في شرق برلين عندما وجدت على سبيل المثال في إحدى محطات المترو زاوية مازالت تفوح برائحة ألمانيا الشرقية حتى اليوم، وهي تشبه خليطا من روائح الفحم وسكة الحديد ومواد التنظيف أو رائحة بعض المناطق في قصر شارلوتنبيرج الشهير في برلين فهي تصفها بأنها تشبه خليطا من رائحة النقود والصابون الغالي الثمن.
كلمات: مونيكا فايز