الأساطير
تزخر الحياة الدنيا بالغرائب والعجائب التي تبين قدرة الله سبحانه وتعالى، كما تبين ضعف بني البشر أمام الله سبحانه وتعالى، غرائب تصل في بعض الأحيان إلى حد عدم التصديق حتى مع رؤيتها عياناً بياناً، فلا حدود لقدرة الله سبحانه وتعالى، فهو الذي إذا أراد شيئاً فإنما يقول له كن فيكون، وحيث إن توثيق هذه الغرائب وعرضها على الناس تمثل لهم تمثيلاً حاضراً لقدرات الله تعالى في خلقه وتصرفه فيهم، كما تمثل لهم واقعاً عملياً لدراسة أسباب هذه الظواهر، ومدى ارتباطها بتدخلهم في خلق الله تعالى، فالتقنية والتكنولوجيا والأبحاث غير المسؤولة خصوصاً في مجال الجينات والهندسة الوراثية كلها تؤدي إلى كوارث أخلاقية وتشوهات خلقية.
يوثق لنا ميشال مراد أكثر من خمس مائة وأربعة وثلاثين موضوعاً حقيقياً مشوقاً يتحدى الأساطير، وأكثر من مائتين وتسعين صورة واقعية مدهشة تفوق الخيال، لتمثل في مجموعها أغرب غرائب العالم في البر والبحر والجو، غرائب حقيقية مدهشة لا يحدها عقل، ولا تدركها بصيرة ولا يتمكن من حصرها إنسان، غرائب تنوعت بين غرائب للإنسان والحيوان والنبات والطبيعة والفضاء والعمران والكوارث والثقافة والرياضة، وغيرها الكثير الكثير، جمعها مؤلفها من بطون الكتب، ودوائر المعارف، والمعاجم، والمجلات الاختصاصية، والجرائد العالمية وغيرها من المصادر.
قسم المؤلف كتابه إلى أحد عشر قسماً، سطَّر في القسم الأول غرائب عالم الإنسان، تناول فيه غرائب الولادة والأعمار، وغرائب النمو الجسدي، وغرائب الطاقة الجسدية، وغرائب التفوق والإخفاق، وبعض المتفرقات التي تختص بغرائب الإنسان.
وجاء في القسم الثاني غرائب عالم الحيوان، حيث تناول غرائب الحيوانات المنقرضة، وغرائب الأعمار والأحجام، وغرائب الحيوانات المتميزة، وغرائب القدرات الحيوانية، وبعض المتفرقات التي تختص بغرائب الحيوان.
بينما جاء في القسم الثالث غرائب عالم النبات، حيث تناول المؤلف في هذا القسم غرائب الأشجار من حيث الأعمار والأحجام، وغرائب الأشجار من حيث النبات والثمار، وغرائب النباتات المميزة.
وجاء في القسم الرابع غرائب الطبيعة، حيث تناول المؤلف غرائب الأرض ومواطن الحياة، وغرائب الجغرافيا، وغرائب المعالم المميزة، وغرائب العوامل الطبيعية، وغرائب الكنوز والمعادن.
أما في القسم الخامس فتحدث المؤلف عن غرائب عالم الفضاء، حيث تحدث عن غرائب الكواكب، وغرائب الطيران، وغرائب اكتشافات القمر، وغرائب العوامل الفضائية.
وفي الفصل السادس تناول المؤلف غرائب عالم العمران، فتحدث عن غرائب الآثار والعمران القديم، وغرائب بيوت العبادة والأنصبة، وغرائب العمران الحديث.
أما في القسم السابع فتناول المؤلف غرائب عالم الصناعة، حيث أورد غرائب الأرقام الصناعية والقياسية، وغرائب المتفرقات الصناعية.
وفي القسم الثامن تحدث المؤلف عن غرائب عالم الثقافة والفن، حيث عرض لغرائب لغة الآداب، وغرائب الموسيقى والغناء والسينما، وغرائب الرسم والنحت، وغرائب المنوعات الثقافية والفنية.
وجاء في القسم التاسع غرائب عالم الطب، حيث سطر المؤلف غرائب الأمراض والأدوية، وغرائب الجراحات الطبية والعمليات الطبية، وبعض المتفرقات الصحية والطبية.
وفي القسم العاشر كتب المؤلف عن غرائب عالم الكوارث، حيث كتب عن غرائب الاعتداءات، وغرائب الانتحار والأمراض، وغرائب الحوادث والحروب، وغرائب العوامل الطبيعية، وبعض المتفرقات التي تختص بغرائب الكوارث.
واختتم المؤلف كتابه بالقسم الحادي عشر الذي تكلم فيه عن غرائب عالم الرياضة، حيث تناول في هذا القسم غرائب الأرقام الرياضية والقياسية، وبعض المتفرقات التي تختص بغرائب عالم الرياضة.
وسنعرض في هذه الأسطر بعض ما جاء في الكتاب من غرائب، حيث جاء في الكتاب إن أصغر قرد في العالم هو قرد يسمى «المارموسية» حيث لا يتجاوز طوله إصبع اليد، وأكبر ثمرة كوسة كان وزنها أربعة وثلاثين كيلو وسبع مئة جرام، والرجل الأمريكي «دون كوك» الذي حطت على ذقنه سبعة عشر ألفا وخمس مئة نحلة بعد أن أقفل على مكلة النحل في علبة صغيرة وضعت تحت ذقنه، وأضخم شجرة في العالم موجودة في «كاليفورنيا» والتي يبلغ استدارة جذعها أربعة وعشرين متراً وعشر سنتيمترات، وزهرة «الكونفولفولوس» التي ترسل من داخلها ضوءاً يشبه المصباح الخفيف، والبركان المكون من الوحول في منطقة قرطاجة الموجودة في كولومبيا حيث تتفاعل في أعماقه المياه الحارة المختلطة مع الأتربة الصخرية، فينتج عن ذلك فقاقيع من الغاز والبخار التي تطفو فوق فوهته، والمرأة الأكثر إنجاباً هي الفلاحة الروسية «فيودور فاسيليت» التي أنجبت تسعة وستين صبياً وبنتاً، والتوأم الذي ولد من امرأة إفريقية حيث جاء الأول أبيض والثاني أسود، والمرأة الكندية «جين جاوبون» التي توقف قلبها مدة ثلاث ساعات واثنتين وثلاثين دقيقة، ثم عاد قلب الفتاة إلى الخفقان.
وظاهرة الاحتراق التلقائي لبعض الناس دون أي سبب معروف حيث احترق سائق الشاحنة البريطاني جورج تيرنر وهو جالس على مقعد شاحنته فتحول إلى كومة رماد، وبقيت قارورة البنزين الممتلئة بجانبه دون أن تصاب بأي شيء، وأعلى ارتفاع لأمواج البحر كان أربعة وثلاثين متراً حين بلغت سرعة الرياح بين جزر الفلبين مائة وستة وأربعين كيلومترا في الساعة.
هذا غيض من فيض مما جاء في كتاب يحمل الكثير الكثير من المعلومات الغريبة المشوقة التي تجذبك للقراءة المتتالية لصفحات الكتاب.
الكتاب : غرائب العالم.
المؤلف : ميشال مراد.