TODAY - Saturday, November 5, 2011
ارتبط بموسم الحج وشدّ الرحال إلى مكة
القطيف تعيد إحياء موروث "الدوخلة" الخليجي بمهرجان خاص
يتسابق الأطفال في أول يوم من أيام عيد الأضحى ليرمي كل واحد منهم "الدوخلة" في البحر وهو يردد أهازيجه:
دوخــلـــتـــي حــــجــــي بــــــــه حــجـــي بــــــه حـــجـــي بــــــه
إلـــــى مـــكـــة إغــــــدي بــــــه الــمــعـــمـــورة الــمــعـــمـــورة
فيها السلاسل والذهب والنورة والــــــنــــــورة والــــــنـــــــورة
و"الدوخلة" هي موروث خليجي ويعرف أيضاً باسم "الحية بية"، وهي عبارة عن سلة صغيرة مصنوعة من الخوص تدعى "إسعنة" يزرع فيها الأطفال بذور سريعة النمو مع انطلاق قوافل الحجاج إلى مكة.
وعادة تقوم النساء بصنع "الدوخلة" لأطفالهن عند بكائهم إذا سافر الحجاج ليتسلوا بزراعتها ومتابعة نموها وسقيها وهم يرددون: "حبيبي غايب مكة"، ثم يرمونها يوم عيد الأضحى بالخليج العربي استبشاراً بعودة الحجاج سالمين.
مهرجان الدوخلة
أثناء رمي الدوخلة
هذا الموروث الشعبي بدأ يندثر مع معطيات الحضارة ويجهله الكثير من الجيل الجديد، لتلتفت لاستذكاره لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بسنابس في جزيرة تاروت التابعة لمحافظة القطيف وإحياء هذا الموروث بمهرجان شعبي خليجي، ثقافي، واجتماعي، سياحي، يقام سنوياً في أيام عيد الأضحى المبارك ويستقطب جميع شرائح المجتمع وفئاته.
ويدخل مهرجان الدوخلة عامه السابع بمشاركة من بلدية القطيف وبتوسع مذهل وشهرة أوسع على مستوى المنطقة الشرقية وزوار من دولة الكويت والبحرين وقطر، ويحظى هذه السنة برعاية كريمة من الأمير محمد بن فهد آل سعود أمير المنطقة الشرقية.
وتواصل الشخصيات المهمة للاطلاع عن قرب على جهود المتطوعين لهذا المهرجان، وكان من الشخصيات الفاعلة اللواء عبدالله البوشي، مدير إدارة السجون بالمنطقة الشرقية، الذي قام بزيارة أرض مهرجان الدوخلة.
وفي بادرة منه قام بمشاركة المتطوعين في وضع الجبس على جدران القرية التراثية التي يجري بناؤها للمهرجان هذه السنة كخطوة توسعية في تناول الموروث الشعبي بشكل عام للمملكة العربية السعودية.
"الدوخلة" تنمية وتطوير
ويعمل المهرجان في رسالته على إرساء مفاهيم تطبيقية للتوعية والتنمية البشرية في المجالات الثقافية، والاجتماعية، والصحية والمهنية من خلال الفعاليات والبرامج المختلفة التي تنظم أثناء المهرجان ويسعى المهرجان للاحتفاء بالعيد بشكل جماعي منظم واستذكار الموروث الشعبي "الدوخلة" على مستوى الخليج العربي.
ومن الأهداف التي يسعى المهرجان لتحقيقها تنمية المواهب المحلية والتعريف بالإنتاج المحلي للمنطقة وتشجيع الشباب والشابات على الانخراط في العمل التطوعي.
وقد تحدث لـ"العربية نت" رئيس اللجنة الإعلامية للمهرجان الأستاذ عبدالله العسكري قائلاً إن مهرجان الدوخلة يلقى كل سنة عن سابقتها حضور وتفاعل أكبر، ومن المتوقع أن يكون لمهرجان الدوخلة السابع حضور وتفاعل أكثر من السنوات السابقة، حيث بلغ زوار العام الماضي حوالي 267 ألف زائر على مدى 10 أيام ونتطلع هذا العام من 340 ألفاً إلى 350 ألف زائر.
الشباب يتطوعون
وتبدأ انطلاقته من يوم 9 ذي الحجة الموافق 5 نوفمبر، ويستمر حتى يوم 18 ذي الحجة الموافق 14 نوفمبر (لمدة 10 أيام) تحت شعار "مهرجان الدوخلة العمل التطوعي.. عطاء ووفاء".
وتصاحب فعاليات المهرجان هذه السنة مسرحية كوميدية هادفة بعنوان "خمس بيبان" بمشاركة نجوم المسرح الكويتي الفنانين أحمد السلمان، ومحمد العجيمي، وإسماعيل سرور، وخالد البريكي مع مشاركة الفنان السعودي عباس الشيوخ وآخرين.
والجدير بالذكر أن كوادر لجنة المساندة الإدارية التابعة للمهرجان الدوخلة الوطني أثبتت إمكانية تنظيم العمل التطوعي بصورة مميزة ومؤسساتيه تضاهي العمل الاحترافي، وذلك بإنجاز مشروع التسجيل الإلكتروني لكوادر الدوخلة وأطلقوه على الشبكة وفتح باب التسجيل للأعضاء وتحديد اللجنة المرغوب التطوع فيها.