وفي أول خطاب له بعد إعلانه خليفة من قبل الجماعة الإرهابية التي كانت تعرف سابقا بالدولة الإسلامية في العراق والشام ( داعش ) دعا أبو بكر البغدادي المسلمين للالتحاق بجيشه.
الهدف من إعلان داعش دولة الخلافة حسب محللين هو الالتفاف حول تنظيم القاعدة، الذي شكل مند هجمات 11 سبتمبر المرجع العالمي للتيارات الجهادية في العالم.
ويرى المحللون أن داعش تسعى من خلال هذا الإعلان إلى إزاحة القاعدة من طريقها للاستفراد بمخزون الشباب المتأثرين بالفكر الجهادي التكفيري عبر العالم واجتذابهم إليها من أجل استغلالهم، من جهة، كحطب في حرب الإبادة الطائفية التي تخوضها في العراق، ومن جهة ثانية، كجيش احتياطي من الانتحاريين والذئاب المنفردة والخلايا النائمة بعد تدريبهم وإعادة إرسالهم إلى بلدانهم الأصلية.


  • [أ ف ب/ هو/موا] صورة من وزارة الداخلية العراقية تظهر زعيم داعش أبو بكر البغدادي.




وفي خطابه الذي صدر الثلاثاء 1 يوليو دعا البغدادي المسلمين في العالم إلى الهجرة إلى مناطق نفوذه في سوريا والعراق، معتبرا أن هذه المناطق وحدها تعتبر أرض إسلام وأن باقي العالم أرض كفر. وتوجه بشكل خاص إلى أصحاب الكفاءات العسكرية والإدارية والطبية.
الداعية المغربي مولاي عمر بنحماد، نائب رئيس حركة التوحيد والإصلاح، حذر الشباب من السقوط ضحية دعاية داعش، وعدم الاستجابة لدعوتها، معتبرا أن إعلان داعش عن إقامة الدولة الإسلامية هي مجرد وسيلة وآلية لاستقطاب المزيد من المقاتلين الأجانب.
وقال في تصريح لجريدة التجديد التي تصدرها منظمته إن "استقطاب الشباب للقتال مؤشر على الفراغ والاضطراب، وغياب المرجعية العلمية الراشدة".
وأضاف "لا يمكن لمجموعة استولت على قطعة أرضية، عاثت فيها فسادا، مارست الإرهاب، وعبثت بأرواح العباد، أن تعلن فيها دولة إسلامية".
ومن جهته وصف الشيخ أحمد الريسوني الإعلان عن قيام الخلافة الإسلامية بأنه ليس أكثر من وهم وسراب وأضغاث أحلام سواء من حيث الواقع الفعلي، أو من الناحية الشرعية.
وقال الشيخ "في الوقت الذي تكافح فيه الشعوب الإسلامية لتتحرر من الاستبداد والتسلط عليها بالسيف والمدفع والدبابة، تأتينا مجموعة جديدة لتعلن خلافتها بالسيف، ولتنصب خليفتها بالسيف، ولتعلن زورا وكذبا أن من قهر الناس بسيفه وجبت مبايعته وطاعته".
واعتبر الريسوني أن بيعة أشخاص مجهولين لشخص مجهول في مكان مجهول وسط الصحراء، لا تلزم ولا تعني إلا أصحابها.
الشيخ المغربي محمد عبد الوهاب رفيقي (المكنى أبو حفص ) قال لمغاربية إن كل العلماء والهيئات العلمية والمجاميع الفقهية المعتبرة في العالم الإسلامي رفضت إعلان داعش ولم تقم له أي اعتبار.
وقال لمغاربية "الرسالة التي أوجهها للشباب هي أن يساهموا في تنمية مجتمعاتهم، وأن يظلوا بين ذويهم، ويندمجوا في محيطهم. وأن لا يقعوا في فخاخ التطرف والتنظيمات الإرهابية التي تفسد الحرث والنسل".
وأضاف أبو حفص، وهو من أحد شيوخ السلفية الجهادية الذين سبق اعتقالهم على خلفية أحداث 16 مايو في الدار البيضاء، "أقول للشباب إن أوطانكم في حاجة إليكم، فلا تبخلوا بعطائكم عليها".