ناحية تازة خورماتو..فلاح يازار اوغلو
ناحية تازة خورماتو تقع إلى الجنوب الشرقي من مدينة كركوك وعلى مسافة 20كم ومرتبطة إداريا بمركز قضاء كركوك وتحدها من الشرق ناحية ليلان ومن الجنوب الغربي ناحية الرشاد ومن الشمال الغربي ناحية يايجي ومن الجنوب قضاء داقوق .. ونظراً لقلة المصادر التاريخية لاسم هذه الناحية إلا أن هناك روايات متداولة عن الأباء والأجداد تقول بان ناحية تازة كانت قرية تسمى سابقاً ( خورماتو جيك أو خورماتو جوك )ويقال أن أولاد أو أحفاد القائد تيمورلنك قد مروا من هذه القرية وسكنوا منطقة ثلاثة تلول حالياً قرب محطة شبكة توليد الكهرباء الشرقية واتخذوا المكان معسكراً لهم ، وأهالي القرية سابقا كانوا يسكنون موقع التلة الحالية ( قلعة تازة ) وقتلوا أحد أحفاد القائد تيمور لنك ، وتركت أهالي القرية المنطقة وقامت القوات التيمورية بهدم هذه القرية على رؤوسهم انتقاماً منهم ..
وفي رواية أخرى تذكر أن تاريخ الناحية يرجع إلى فترة عهد الدولة الايلخانية عام 656هـ ـ 1258م ، ولكنها عمرت وتطورت في عهد الدولة قرة قوينلي عام 814هـ ـ 1411م ومنذ ذلك التاريخ سكنتها القبائل التركمانية العريقة منهم عشائر الاوغوز والازرية ، وان تازة أصبحت ناحية بقرار من متصرفية لواء كركوك عام 1960م وأصبحت تابعة إلى مركز قضاء كركوك لحد اليوم ، ولكنها تفتقر الى بعض الخدمات والمرافق الحيوية ..
ومن أشهر القبائل والعشائر التركمانية الساكنة في تازة هم ( مرادلي ، حسكلي ، قار ياغدي ، قره ناز ، صفوك ، بيات ، صقالي ، ده نده ن ، اورج لي ، صالحي ، موالي ، اغللر ، إمامي ، بوياغجي ، بكلر ، سيدلر ، ونداوي ، بابا ، صوفي ، كهية ، دركزلي ، ينكجه لي ، ) وغيرهم ..
أكثر أراضى تازة تنحصر مابين نهرين رئيسيين هما: 1ـ نهر خاصة صو . 2ـ نهر كور دره .
فالأراضي الواقعة على نهر خاصة صو وباتجاه غرب ناحية تسمى مقاطعة 34 تازة خورماتو ، وأما الأراضي الواقعة شرق نهر خاصة وباتجاه نهر كور درة تسمى مقاطعة 41 تازة خورماتو ، ويحدها من الغرب مقاطعة 36 رمضانية ومقاطعة 35شمسية ومرعية وأما من الشمال الغربي تحدها مقاطعة 32 جرداغلو .. وتشتهر ناحية تازة خورماتو ببساتين الكروم والزيتون وأشجار الورود التي يستخرج منها ماء الورد ، وتسقى جميعها من ماء تازة خورماتو وتبلغ مجموعها ثلاثمائة وثمانية وثلاثون ونصف طوق ،والمثبتة في سندات الطابو ، ومصدره الوحيد هو نهر كور دره والذي يجري من الشمال الشرقي تازة ، ومن أشهر البساتين في ناحية تازة خورماتو هي ( كاور باغي ، يمنجي باغي ، حمامجي باغي ، تك زيتون باغي ، كهة باغي ، شلو شكر باغي ، التونجي باغي ، هرمزلي باغي ، مضراب باغي ، ملا قنبر باغي ، عثمان باغي ، عيسى له باغي ، موسى له باغي ، عبد العزيز باغي ، فتخان باغي ، اغا باغي ، عباس كهية باغي ، حاج أيوب باغي ، عابوش باغي ، سعيد مبارك باغي ، كولمز زادة باغي ، افندي باغي ,هدايت كهية باغي ) وان جميع هذه البساتين تشتهر بأشجار الزيتون والرمان والمشمش والعرموط والتين والنخيل بأنواعها ، وأشجار ورود بأنواعها ، وأما بعض أراضيها حيث تقع على مشروع ري كركوك وتسقى عن طريق محطات الري الرش بالمكائن وتشتهر تلك الأراضي بزراعة المحاصيل مثل ( الحنطة والشعير وذرة الصفراء وعباد الشمس والسمسم والقطن والبنجر ) إضافة إلى الخضراوات مثل ( الباميا والباذنجان والطماطة والقرع واللوبيا والخيار ) .. وهناك بعض الأنهر الفرعية تسقى البساتين والأراضي الزراعية الأخرى مثل ( شمسه أرخي ، شلغم أرخى ، بشير أرخى ).. وفي فترة السبعينات تم استملاك وإطفاء حقوق تصرف أكثر أراضيها الواقعة ضمن مقاطعة 41 تازة خورماتو وحسب قرار مجلس قيادة الثورة المنحل المرقم 369 في 31/3/1975م والتي بضمنها تم استملاك حوالي مئات الدوانم لقاء بدل نقدي مقداره ( ديناران وخمسمائة فلس ) للدونم الواحد والتي شملت الأراضي مركز قضاء كركوك ونواحي دبس وقرة حسن ويايجي وتازة خورماتو وقضاء داقوق وقضاء طوز خورماتو ..
أن القسم الكبير من أبناء الناحية كانوا يعملون في الوظائف العليا في الدولة مثلا هناك البعض منهم ضباط عسكريون والمعلمون والمدرسون والمهندسون والأطباء والمحامون والموظفون والفنيون والخبراء ) وبعد احتلال العراق يوم 9/4/2003م وصل أحد أبنائه البار السيد طالب هادي فتاح منصب مدير ناحية تازة خورماتو وكذلك ترشح المربي الكبير الأستاذ مجيد عزت ده نده ن إلى منصب عضو مجلس محافظة كركوك ضمن المجموعة التركمانية ولدورتين متتاليتين وأستلم الأستاذ عباس احمد شريف منصب رئيس المجلس البلدي في الناحية وإضافة لهؤلاء هناك عدد من السياسيين والمثقفين والصحفيين والشعراء والأدباء والتجار والمهن الحرة الأخرى الخ ..
وتشتهر ناحية تازة خورماتو بصناعة ماء الورد محلي وصناعة الزيتون والخل الطبيعي إضافة إلى عمل بساط ( كيجة ) حيث هناك بعض العوائل تشتهر بهذه المهنة وتطلق عليهم بـ ( كيجه جي ) وكذلك عمل أغطية للفراش من الصوف تسمى بـ ( جولحة جي ) لقد قل عددهم هذه الأيام وبعض منهم يشتهرون بالأعمال اليدوية مثل عمل ليفة للاستحمام وسلال للخضراوات والفواكه ، والأعمال اليدوية منها صناعة الفخار والنسيج والسجاد ..
ومن الأماكن المقدسة والدينية والأثرية في تازة خورماتو هي :
1ـ مقام خضر الياس 2ـ قيرخلار 3ـ مقام خنكار حاج بكتاش ولي
4ـ عبد العزيز تبه سي 5ـ قولا تبه سي 6ـ أوج تبه
7ـ بير غريب 8ـ تل تازة الأثرية وسط السوق
أما التكايا والجوامع والحسينيات في تازة خورماتو فهي :ـ
1ـ تكية ومقام خنكار حاج بكتاش ولي والتي تدار من قبل سيد حميد الموسوي مرشد الطريقة البكتاشية
في ناحية تازة . .
2ـ جامع تازة الكبير والذي بناه المرحوم الحاج رحمة الله والحاج علي جوبان وبالتعاون مع أهل الخير .
3ـ جامع تازة القديم ( الثقلين ) والذي بناه أهالي المنطقة ، واليوم يدار من قبل السيد إبراهيم سيد
عباس .
4ـ جامع الرسول الأعظم ( جامع الحاج مشير ) والذي بناه الحاج مشير ويدار اليوم من قبل ابنه
حاج علي .
5ـ حسينية وجامع محمد الباقر والتي تدار من قبل أهالي محلة كهية .
6ـ حسينية الزهراء والتي تدار من قبل حاج علي مردان كهية .
وفي الناحية عدد من الدوائر الرسمية والحكومية منها ( مديرية ناحية تازة ، مديرية بلدية تازة ، دوائر الماء ، الكهرباء ، أحوال المدنية ، الزراعة ، البيطرة ، جمعية الفلاحية ، مركز الشرطة ، مركز الدفاع المدني ، مكتب للمعلومات ، منتدى للأنشطة الشبابية ، منتدى الثقافي ، معمل الذرة الصفراء ، محطة إسالة الماء بقرب مشروع ري كركوك ، ومحطات التعبئة الوقود الأهلية عدد/ 3 ) وهناك عدد من المدارس منها ( روضة للأطفال ، ومدارس الابتدائية عدد / 6 ، متوسطة والثانوية للبنين والثانوية للبنات ) ومن الجدير بالذكر أن بعد السقوط النظام البائد أصبحت أكثر المدارس الناحية تابعة للدراسة التركمانية وتدرس فيها اللغة التركمانية بجانب اللغة العربية والعلوم الأخرى ..
ونفوسها بلغت في تعداد العام للسكان عام 1997م حوالي 16000 ألف نسمة ، وأما اليوم بعد السقوط النظام وعودة بعض المهجرين والمرحلين والمغتربين بلغت نفوسها حوالي 35000 ألف نسمة ، وان غالبيتهم من التركمان خاصة مركز الناحية مغلق بالقومية التركمانية .. وفي عام 1980م تعرض أبناؤها إلى ظلم النظام البائد حيث القي القبض على عشرات من الشباب ، ومن ثم صدور حكم الإعدام بحقهم والسجن المؤبد لبعض منهم دون أي سبب سوى كونهم تركمان ومن محبي آل بيت رسول الله (ص ) ..
وفي الانتفاضة الشعبانية عام 1991م أيضا تعرض عشرات من شباب وشيوخ الناحية إلى المجازر الجماعية البشعة وذلك بالرمي بالرصاص من دون محاكمة ، مع دفنهم في المقابر الجماعية ، لقد اجتاحت ناحية تازة قوات النظام البائد ، وارتكبوا فيها مجازر الدموية البشعة بحق أبنائها التركمان حيث قامت تلك القوات بجمع الرجال من الشباب والشيوخ من بيوتهم واللقاء القبض على من صادفتهم دون محاكمتهم بشكل قانوني وأصولي بل بشكل صوري ومخالف للقانون ، ومن ثم إيقافهم صفاً واحداً وفتح النار عليهم من الأسلحة الخفيفة دون رأفة ورحمة ، ففي اليوم الأول من اقتحام مدينة تازة خورماتو وهو يوم 23/3/1991م نفذ حكم الإعدام بالرمي بحق الشهدين الشابين ( زين العابدين إبراهيم ، إسماعيل شكر شلاو ) وبعد يومين نفذ حكم الرمي بحق الشهداء كل من ( على حسين مالي ، على اكبر ، حسين علي اكبر ، جمال شكر ساقي ، عزيز تعجيل رضا ، والمربي الكبير موسى يادكار ، عبدالله خضر كهية ، إحسان جمعة قنبر ، خليل باقر اغا ، حسين احمد اكبر ، زين العابدين اكبر النجار ، حيدر غيدان ، عدنان زين العابدين ، حيدر حسين مالي ، عباس عبد الله خضر ) والتحقت هذه الكوكبة من الشهداء إلى قوافل الشهداء التركمان الأبرار ودخلوا التاريخ من أوسع أبوابه ..
وبعد انتهاء العمليات العسكرية وعودة الحياة إلى المدينة ورجوع الموظفين إلى دوائرهم وذلك يوم 1/4/1991م القي القبض على المواطن حميد غريب عبوش في أثناء الدوام الرسمي الذي كان يعمل في محطة شبكة توليد الكهرباء الشرقية في تازة ونفذ حكم الإعدام بالرمي بحقه ، فان ناحية تازة خورماتو تعتبر هي أول مدينة تركمانية تعرضت إلى مجزرة دموية أثناء الانتفاضة الشعبانية ثم مدينة كركوك وبعدها مدينة التون كوبري وسائر المدن التركمانية ..
وتبقى ناحية تازة خورماتو نموذجا للتضحية والفداء والإخلاص للوطن والشعب والقومية وإنها مدينة بساتين الكروم والزيتون والجمال والطبيعة ، وان أبناؤها الأبطال النجباء البررة يحافظون على تراثها وحضارتها وفلكلورها التركماني الأصيل ..
منقول