طور أحد خبراء التغذية وجبة غذائية متكاملة، أطلق عليها اسم «سويلنت»، وهي عبارة عن مسحوق يُحل بالماء، ليصبح مشروباً متكامل العناصر الغذائية، وصفه الباحثون أنه يحدث ثورة حقيقية في عالم التغذية.
وذكرت مجلة «فوكس»، في تقرير حديث لها حول هذا الموضوع، أن هذا المحلول يعدُ بفوائد غذائية عظيمة، من دون الحاجة لتكلف عناء إعداد وجبات غذائية وغسل الصحون، وما إلى ذلك من تعقيدات. فكل ما يحتاجه المستهلك هو خلط هذا المسحوق بالماء وتناوله.اختصار الوقت والجهدوتبلغ تكلفة كمية تغطي احتياجات الفرد مدة شهر كامل من هذا المشروب - الوجبة نحو 255 دولاراً أميركياً. ويقول روب رينهارت، صاحب المشروع: «انبثقت فكرة المشروب سويلنت من وجود حاجة حقيقية لتناوله، ومن حاجتي الشخصية له، حيث وجدت نفسي مشغولاً جداً وبحاجه لمزيد من الوقت والمال، ولا أجد الوقت الكافي للأكل».ومثل كثيرين في الولايات المتحدة الذين لا يجدون الوقت الكافي لتناول وجبات صحية، بسبب نمط الحياة السريعة الذي يفرض بذل كثير من الجهد وسط حيز ضيق من الوقت، أعد رينهارت غذاءً يناسب حاجة الجسم تماماً، كما يُهندس مصممو الكمبيوتر برامج خاصة لحماية الأجهزة من الفيروسات التي قد تصيبها بالتلف.وقال رينهارت: «لقد عشنا آلاف السنين على نوع الغذاء نفسه من دون تصميم وفهم نوعيته. وهذا يشبه ركوب الإنسان للخيل، دون التفكير بضرورة تصميم سيارة معينة تفي باحتياجاته المتغيرة. والغذاء مثل التكنولوجيا يمكنه تحسين أدائنا كما تحسن التقنيات أجهزة الكمبيوتر».وكان رينهارت قد تخرج متخصصاً في الهندسة الإلكترونية وعلوم الحاسوب. ولكنه ركز اهتماماته على الكتب والمجلات العلمية وعلى الاستشارات الغذائية. وقال رينهارت: «بالنظر إلى ما يحتاجه الجسم وكيف يستهلك الجسم الغذاء وماذا تحتاج الخلايا لنمو سليم، أتيت بهذه الفكرة التي يمكنها أن تحل محل الوجبات الغذائية الرئيسية. ومنذ طورت هذه الوجبة بدأت بتناولها يومياً حتى يومنا هذا».ويوفر مشروب «سويلنت» ألف سعر حراري في اللتر الواحد. ويقول مطور المشروب إن تناول لترين ونصف اللتر منه هو ما ينصح به كي يحصل الجسم على حاجته من الطاقة وذلك للرجال، حيث يوفر 2.500 سعر حراري.مكونات الشرابويحوي اللتر الواحد من مشروب «سويلنت» على 400 غرام من الكربوهيدرات و50 غراماً من البروتين و65 غراماً من الدهون المكونة من زيت الزيتون وزيت الكانولا، بالإضافة إلى الألياف ومجموعة متنوعة من المعادن والفيتامينات.وفي هذا الصدد قال رينهارت: «مؤشر نسبة السكر في الدم كان مرتفعاً جداً. ولكني بالطبع لا أريد أن ترتفع نسبة السكر في الدم كما يحصل لدى شرب المواد الغازية». إلا أن السكر لم يكن المشكلة الرئيسية التي واجهها الشاب خلال تصنيع الشراب، حيث برز لديه عدم انتظام في دقات القلب وارتفاع في ضغط الدم واحتراق في جسمه.أما المرحلة الثانية من إعداد الشراب فتمثلت في تحسين تجربة المستخدم. فقبل أن يدخل رينهارت أي تعديلات على الشراب كان يوصف بالحاد نوعاً ما. ولدى إدخال بعض المكونات عليه واستبعاد أخرى أصبح المشروب مستساغاً بصورة أفضل. وأوضح رينهارت أنه لم يرد استخدام أي منكهات أو أصباغ لتغطية المواد الأقل شهية.ووجد رينهارت أن هناك إقبالاً على صفحته الخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي لدى نشره معلومات عن الشراب، حيث تفاعل معه المهتمون، ودعوه إلى تطوير الفكرة. واستطاع رينهارت جمع مليون ونصف المليون دولار أميركي من بعض المستثمرين لتطوير فكرته. وكان المبتكر قد صمم مجموعة وصفات ونشرها على الإنترنت لتجريبها من قبل المستهلكين.وبالتالي حصل على آلاف المراجعات بشأنها. ومنذ ذلك الحين استطاع آلاف الأشخاص صنع خلطاتهم المنزلية الخاصة من شراب «سويلنت». وأسس بعدها رينهارت صفحة خاصة للمشروب، حيث يستطيع الأشخاص إدراج أفكارهم ونتائج تجربتهم لتك الخلطات. وقال رينهارت: «هناك أكثر من ألف وصفة وضعها المستهلكون على الموقع الإلكتروني، وهي نتيجة تجاربهم الخاصة».