السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالبدايه احب ان انوه الموضوع ليس سياسي..ولا ضد شخص معين..ولكن صوره في احد مواقع التواصل الاجتماعي استفزتني..؟
قبل الصوره احب ان احكي لكم حكايه حدثت معي شخصيا في داخل الحضره الحسينيه الشريفه..
ازور حالي حال العالم وشايل بيدي طفل لايتجاوز عمره السنه ونص..فجاة نبهني احد (خدام الحضره) بعنف وعلامات الغضب
واضحه ع محياه وقال لي بنبرة عتاب شديده..
شلون شايل طفل وممنزعه الحذاء *اجلكم الله*مالته وانت داخل المقام الشريف..ع الاقل احترم الامام..
بصراحه وبيني وبين نفسي حسيت بذنب وتقصير اتجاه الامام..جاوبته كتله اعتذر ولو هو طفل ومراح اخلي يمشي يعني يبقه بيدي..
كال مهما يكون المفروض تحترم قدسية المكان..انتهت هنا حكايتي بأحساس داخلي بالفشله والذنب..
نرجع للصوره وهي لرئيس الوزراء وعدد من مرافقيه
وتظهر الصوره الجماعه كلهم لابسين احذيتهم اجلكم الله ولا واحد كدر يكلهم المكان مقدس ولانبههم..لان بكل بساطه المكان مقدس علينه فقط اما الجماعه فهم مقدسون ومن مراتب اعلى من مراتبنا بحيث تسقط هالاعتبارات امامهم اما باقي الشعب فهم من غير مرتبه..؟؟
المشكله طبعا مو بالسيد رئيس الوزراء..لالا المشكله هنا..
ان سياسة تقديس الحكام ليست بالغريبة على مجتمعاتنا فوفقا لآراء ارسطو فان تقاليد عبادة الحاكم وجدت اصلاً في الشرق، وكان يشير ارسطو الى ان الاسكندر المقدوني اثناء غزوه لأحد البلدان الشرقيه لاحظ ان الناس هناك تسجد لملكها وان الملك يتمتع بمزايا خاصة تخوّله حق انهاء حياة رعاياه في اي وقت يشاء حتى لو لم يكن هناك من سبب غير الاهواء الشخصية كأن يريد الملك ان يُدرّب خليفته على الرماية فيوجه سهامه نحو احد المواطنين ليصطاده. فاستغرب الاسكندر من ذلك الوضع وعندما استفسر عن السبب، فقيل له ان الملك في الشرق هو بمثابة إله او وكيل للالهة في الارض، فأُعجِب الاسكندر بهذة الفكرة ولما عاد من بلاد فارس طلب من اليونانيين السجود له.
اخيرا نداء للمجتمع العراقي..
لقد بات من الضروري الشروع في إعادة بناء الذات بعيداً عن طقوس التقديس وبدعة الاختيار الالهي للحاكم وان نختار قادتنا من بيننا ينتمون الى ذات الحواري والأزقة التي احتضنتنا صغاراً وكباراً. ان نختار قادة شاركونا ذات القيظ والفاقّة، ذات الخوف من المُخبِر والسجّان، ذات المرارات التي ذاقتها الارملة والمُقعّد والمسكين، ان يكونوا منّا والينّا ومن ابناء جلدتِنا.ان علينا جميعا ان نشارك في اختيار ذلك المواطن/القائد الذي نوظفه جميعا لخدمتنا نحن جميعاً، ونصحو من ذلك الحلم الواهم الذي ادمنّاه جيلاً بعد جيل بانتظار البطل أو الزعيم أو الرمز المُنقذ الذي سيأتي من البعيد حاملا معهُ بشائر الحب والخير والسلام الذي سيزيل عن الشعب اثار الخوف والجوع والامراض بلمسةٍ من يده العفيفة الطاهرة! لنتعامل مع الحكام والقادة والزعماء في صورتهم الإنسانية التى تخطىء وتصيب وتخضع للمساءلة والحساب وحتى العقاب إذا أخطأت، ان نتعامل مع القادة كما هُمْ وكما هيّ طبيعة عملهم التي تجعل منهم موظفين حكومين يخضعون لقوانين واحكام البلد حالهم حال اي مواطن من ابناء البلد، يسري عليهم ذات القانون الذي يخضع له العامل والفلاح وباقي افراد المجتمع رجالا كانوا ام نساء..
وماردت اضرب امثله ع اهل البيت وتواضعهم لان ماكو وجه مقارنه بينه وبينهم ابدا..جبت هالصور لبعض الزعماء المتواضعين بغض النظر ع جنسيتهم..