صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 20
الموضوع:

علم اللغة

الزوار من محركات البحث: 98 المشاهدات : 2823 الردود: 19
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من المشرفين القدامى
    تاريخ التسجيل: July-2010
    الدولة: العراق بلد الانبياء
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 5,846 المواضيع: 443
    صوتيات: 0 سوالف عراقية: 4
    التقييم: 883
    مزاجي: متفائل
    المهنة: معلم جامعي
    أكلتي المفضلة: الحلويات
    موبايلي: صيني
    آخر نشاط: 31/August/2022
    الاتصال:

    علم اللغة

    علم اللغة
    زانستي زمان
    Linguistics

    بسم الله الرحمن الرحيم


    تكاد تطبق المدارس اللغوية الحديثة على الاعتراف بالمبدأ الذي يفرق بين " اللغة " و "الكلام" ؛ فيجعل "اللغة" منظمة ذهنية جمعية توجد في أذهان أفراد الجماعة , وتحوي القوانين والضوابط والعلاقات التي تحكم الكلام المنطوق أو المكتوب , في حين يجعل "الكلام" هو الجانب التطبيقي العملي للغة , وهو فردي , محسوس , متشعب , خاضع بحسب المواقف والظروف لعوامل عضوية ونفسية واجتماعية كثيرة . ومن ثم يذكرون في مقدمات كتب علم اللغة أن هذا العلم ينبغي أن يعنى بالجانب الأول , وهو القوانين والعلاقات التي تحكم الكلام . ومضت الدراسات اللغوية بعد "سوسير" على الاعتراف بهذا المبدأ , حتى الدراسات الأدبية المتأثرة للّغويات – كالأسلوبية – اعتمدت هذه الثنائية (اللغة – الكلام) , فجاكبسون – مثلا - حينما استعار "نموذج الاتصال اللغوي" من "علم الاتصال" أدخل فيه هذه الثنائية وعرضها في الشكل التالي :

    سياق
    " نظام" ( = اللـغة )
    مرسل ...... "رسالة" ( = الكلام ) ...... مستقبل
    قنـاة



    وبناء على اعتماده النظرية السوسورية في الفرق بين اللغة والكلام ووجوب أن يكون موضوع علم اللغة هو "اللغة" لا "الكلام" , فقد دعا جاكبسون إلى أن يكون موضوع علم الأدب هو "الأدبية" لا "الأدب" , وجعل النسبة بينهما كالنسبة بين اللغة والكلام في النظرية السوسورية .


    لكن التأمل في بعض ظواهر اللغة يشكك الباحث في قيمة هذه الثنائية , وقدرتها بعنصريها فقط على تفسير الكلام الإنساني تفسيرا واضحا , فمثلا :

    1 - هناك إمكانات نظرية في "النظام" ؛ أي أن القوانين النظرية أو "القياس" يجيزها , لكن لا نجدها في "الكلام" , فلماذا ؟ مثال ذلك : مادة "ودع" جاء منها المضارع " ولا يقولون وَدَعَ استغنوا عنها بترك , وأشباه ذلك كثير" كما يقول سيبويه ( الكتاب 1/25) . فالإمكان النظري في النظام , وهو وزن " فَعَلَ" يتيح أن يستعملوا "وَدَع" في الكلام , فلماذا تركوه ؟ إن قولنا "استغنوا بكذا" ليس جوابا عن السؤال , فالاستغناء بالشيء ليس باعثا على الترك , وإنما هو معين على الترك ؛ بأن يأتي لنا ببديل عن المتروك . من هنا كان لابد من البحث عن جانب ثالث في اللغة غير "الوضع الأصلي" وغير "الكلام المستعمل" يكون بمثابة القاعدة التي تفرز مثل هذه الظاهرة.

    ومن الأمثلة كذلك : الشبه المعنوي المقتضي بناء الاسم , والذي ذكره ابن مالك في ألفيّته بقوله :
    * والمعنويِّ في متى وفي هنا "



    فمن أقسامه أن يشبه الاسم " حرفا غير موجود .. كـ "هنا" فإنها مبنية لشبهها حرفا كان ينبغي أن يوضع فلم يوضع , وذلك لأن الإشارة معنى من المعاني , فحقها أن يوضع لها حرف يدل عليها كما وضعوا للنفي "ما" وللنهي "لا" وللتمني "ليت" وللترجي "لعل" , فبنيتْ أسماء الإشارة لشبهها في المعنى حرفا مقدّرا" كما يقول ابن عقيل (1/31 ) .

    ومن الأمثلة أيضا : الكلام "المستقيم القبيح" وهو "أن تضع اللفظ في غير موضعه نحو قولك: قد زيدًا رأيتُ , وكي زيدًا يأتيك وأشباه هذا " (سيبويه 1/26 ) , فهو مع أنه ممكن بحسب "القانون" البحت, أعني من جهة الاستقامة فقط , لكنه مرفوض في "الكلام" النثري فلماذا ؟ إننا إذا اعتمدنا على القانون الوضعي فقط فلن نحصّل الإجابة , لأن أصل القاعدة قد يَرِدُ عليه استثناء – بقطع النظر عن قوته أو ضعفه – يقول : التركيب جائز والاسم على نية التأخير وإنما قُدِّم لفظًا للأهمية . ومما يدل على جواز مثل هذه التراكيب التي أوردها سيبويه ورودُها في الشعر , قال سيبويه : "ويحتملون قبح الكلام حتى يضعوه في غير موضعه , لأنه مستقيم ليس فيه نقض. فمن ذلك قوله :

    صددْتِ فأطْولتِ الصدود وقلّما * وصالٌ على طولِ الصدودِ يدومُ



    وإنما الكلام : وقلّ ما يدوم وصال" ( 1/31) , لكنها مرفوضة في الكلام النثري , "فالقانون" أو "النظام" وَحْدَه لا يَحُلُّ لنا هذا الإشكال , بدليل أن هذا النظام نفسه قد أباح هذه التراكيب القبيحة في الشعر , و"الكلام" لا يمكن كذلك أن نلتمس من جهته حل الإشكال , لأنه في الألسنية الحديثة ما هو إلا تطبيق عملي للنظام أو لقوانين اللغة . ومن هنا تأتي ضرورة البحث عن أمر ثالث غير "النظام" وغير "الكلام" يكون واسطة بينهما , ويعتمد عليه الكلام مع النظام , وهو الفرض الذي نفرضه تحت اسم "العرف اللغوي" .

    2 – هناك تراكيب متفق على ورودها في "الكلام" , ومع ذلك يرْفضها أصل القاعدة أو "النظام الأساسي" للغة , فكيف حصل هذا ؟ إن كل أمثلة "الشواذ" في اللغة , سواء كانت شواذ الكلمات أم الصيغ أم الجمل تدخل تحت هذه الظاهرة . لا يمكننا تبرير هذه الشواذ برَجْعها إلى "أصل القاعدة" لأنها ترفضها بداهة , ولا إلى "الكلام" لأنه في نظر علم اللغة الحديث تطبيق مباشر للقاعدة . ومن هنا تأتي مرة أخرى أهمية اقتراح "العرف اللغوي" مصدرا ترجع إليه الشواذ .

    3 – في اللغة ما يُعرف بالظواهر السياقية أو الموقعية , وهي تنشأ حلاًّ لمشكلات تطبيق النظام اللغوي المجرد على الكلام المعيّن , ففي اللغة العربية – مثلا – يقضي النظام بأن الدال مجهورة والتاء مهموسة , ولكنَّ تَجاور هذين في الكلام على هيئة معينة يوقع في مشكلة تطبيقية موقعية, فإذا وقعت الدال الساكنة وتبعها تاء متحركة كما في "قَعَدْتُ" أدّى جهر الدال – كما يقضي به النظام أو الأصل أو القياس – إلى صعوبة عضوية شديدة ومخالفة "للذوق العربي" , ومن هنا تأتي ظاهرة سياقية موقعية لتحل هذه المشكلة الناشئة من تعارض مطالب الكلام مع مطالب النظام ؛ وهي ظاهرة الإدغام , فتدغم الدال في التاء وتنطقان تاء مشدّدة : "قعتّ"( انظر اللغة العربية معناها ومبناها 262) . وهذا الذوق اللغوي في العربية هو المبرّر لمبدأ "العدول عن الأصل" ( انظر الأصول لتمام 135) ، وهو أساس الظواهر السياقية التي تنشأ لحل مشكلة التعارض بين مطالب النظام والكلام , مثل : التأليف والوقف والمناسبة والإعلال والإبدال والتوصل والادغام والتخلص والحذف والإسكان والكمية والإشباع والإضعاف والنبر والتنغيم ( اللغة العربية لتمام 263 ـ 265 ) .

    ويلخص تمام حسان صفة هذا الذوق اللغوي للعربية بأنه الاتجاه الذي يكره توالي الأضداد وتوالي الأمثال ويألف توالي المتخالفات أو الأشتات ( اللغة العربية 264 والأصول 135 ) .

    والسؤال هنا : إذا كانت هذه الظواهر السياقية الموقعية تأتي لحل مشكلات تعارض مطالب النظام مع مطالب الكلام , ويقف خلفها "الذوق اللغوي" للغة في رأي تمام حسان , ولم تكن بالطبع منتمية إلى أيٍّ منهما – ضرورةَ أنها تحل مشكلة التعارض بينهما – فما مرجعيتها اللغوية في عملية الاتصال اللغوي ؟! من هنا تأتي ضرورة اقتراح عنصر ثالث بين النظام والكلام , وهو ما نقترحه تحت اسم "العرف اللغوي"

  2. #2
    مدير المنتدى
    تاريخ التسجيل: January-2010
    الدولة: جهنم
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 84,930 المواضيع: 10,515
    صوتيات: 15 سوالف عراقية: 13
    التقييم: 87190
    مزاجي: متفائلة
    المهنة: Sin trabajo
    أكلتي المفضلة: pizza
    موبايلي: M12
    آخر نشاط: منذ 37 دقيقة
    مقالات المدونة: 18
    جميل جد شكرا مازن..تقييم

  3. #3
    من المشرفين القدامى
    مشكورة اخت سوزان لمرورك الكريم وتقييمك الغالي
    تحياتي

  4. #4
    المدير الفني للموقع
    تاريخ التسجيل: January-2010
    الدولة: بغداد &
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 17,392 المواضيع: 1,088
    صوتيات: 71 سوالف عراقية: 328
    التقييم: 9783
    مزاجي: روبوت
    المهنة: <dev></dev>
    أكلتي المفضلة: مربى وخبز &
    آخر نشاط: منذ 5 يوم
    الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى Samer
    شكررررا على المعلومات

    سؤال. هل علم اللغة هو نفسه علم اللسانيات يا ترى ؟

  5. #5
    من المشرفين القدامى
    مشكور اخ سامر لمرورك المميز نعم هناك فوارق كثيرة بين اللسانيات وعلوم اللغة من هذه الاختلافات اللسانيات تهتم باللهجات ولا تفضل اللغة الفصحة عليها وسوف اشارك بموضوع متكامل عن اللسانيات ان شاء الله
    تحياتي

  6. #6
    المدير الفني للموقع
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مازن مشاهدة المشاركة
    مشكور اخ سامر لمرورك المميز نعم هناك فوارق كثيرة بين اللسانيات وعلوم اللغة من هذه الاختلافات اللسانيات تهتم باللهجات ولا تفضل اللغة الفصحة عليها وسوف اشارك بموضوع متكامل عن اللسانيات ان شاء الله
    تحياتي
    رائع انت

  7. #7
    رياح شتوية و ازهار
    تاريخ التسجيل: November-2010
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 5,891 المواضيع: 346
    صوتيات: 9 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 4117
    مزاجي: مسرورة جدا ومتفائلة ^_^
    المهنة: ^_^
    آخر نشاط: 19/May/2015
    شكرا استاذ مازن عالموضوع المميز

  8. #8
    من المشرفين القدامى
    مشكورة داستان لمرورك المميز والترجمة للاسم الموضوع
    تحياتي

  9. #9
    من اهل الدار
    فــــوبيا
    تاريخ التسجيل: September-2010
    الدولة: البصرة
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 3,899 المواضيع: 296
    صوتيات: 9 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 3559
    مزاجي: كما تريد
    المهنة: عامل تنظيف دردشة
    أكلتي المفضلة: عيناكِ
    موبايلي: آيفون
    آخر نشاط: 8/December/2020
    الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى فوبـــيا
    سيدنا الفاضل ...موضوع غاية في الأهمية ... وهذا الفتح المعرفي الذي جاء به العالم السويسري ( فرديناند دي سوسير ) قاد النقد الأدبي إلى نظريات ومناهج علمية صرفة عدت نهاية الحضارة في القرن المنصرم ... وللأسف ، أقول للأسف لأن هذه الطروحات كانت موجودة لدى العرب قبل قرون والمتمثلة بنظرية ( عبد القاهر الجرجاني ) إلا إن العرب لم يستثمروا تلك النظرية وبقيت كما هي ، على حالها .. يسعدني أن اقرأ هكذا موضوعات في منتدانا الغالي ...شكرا لك جزيلا

  10. #10
    من المشرفين القدامى
    استاذ سراج اسعدني مرورك المميز والاضافة التي افادت الجميع لك كل الشكر والتقدير
    تحياتي

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال