يأتي أقرب دليل على نفخ الزجاج من تشكيلة من النفايات من أحد متاجر الزجاج، وتشمل أجزاء من أنابيب الزجاج وقضبان الزجاج والقوارير الصغيرة المنفوخة والتي ألقيت في ميكفاه، وهو حمام طقوس في الحي اليهودي من البلدة القديمة في القدس والتي يرجع تاريخها إلى سنة 37-4 قبل الميلاد، وبعض من أنابيب الزجاج التي وجدت هي من النوع المغلق في أحد الطرفين ويتم تكبيرها جزئياً عن طريق النفخ في الطرف المفتوح بينما يبقى ساخناً لتشكيل زجاجة صغيرة، وبالتالي فهي تعتبر أشكال بدائية لأنبوب النفخ. وبالتالي فإن أنبوب النفخ لا تمثل فقط المحاولات الأولية للتجريب بواسطة صانعي الزجاج في صناعة نفخ الزجاج، بل هي أيضاً خطوة ثورية أدت إلى تغير في المفهوم وفهم عميق لمادة الزجاج، ومثل هذه الاختراعات تغطي بسرعة على الطرق التقليدية الأخرى، مثل الصب وتشكيل النواة في الأعمال الزجاجية.
التطورات الأخيرة
بدأت "حركة زجاج الاستوديو" في عام 1962 عندما أقام هارفي ليتلتون (أستاذ خزف) ودومينيك لابينو (كيميائي ومهندس) ورشتي عمل في متحف توليدو للفنون، حيث بدأوا تجارب لصهر الزجاج في فرن صغير وعمل قطع فنية من الزجاج المنفوخ. هذا وقد روج ليتلتون لاستخدام الأفران الصغيرة في استوديوهات الفنانين الخاصة، وقد ازدهر هذا الأسلوب لنفخ الزجاج في جميع أنحاء العالم، وظهر على إثر ذلك فنانون لامعون كثر مثل كيلي دايل ودانتي ماريوني وفريتز دريسزباخ ومارفن ليبوفسكي، فضلاً عن العشرات من الفنانين الزجاجيين الآخرين المحدثين، وهناك اليوم العديد من المؤسسات المختلفة في جميع أنحاء العالم التي توفر الموارد لصناعة الزجاج لأغراض التدريب ومشاركة المعدات. هذا ويتطلب العمل مع القطع الكبيرة أو المعقدة فريقاً من عمال الزجاج، في منظومة معقدة من الحركات الدقيقة في الوقت المناسب، وقد شجع هذا الاحتياج على التعاون بين الفنانين الزجاجين في مجموعات عمل شبه دائمة ومؤقتة.