جناحي ملاك-2-
باتت تعلم بان الاجنحة لن تظهر ولن تحظى بريشها الذهبي
بل عليها ان تصنع اجنحتها بيديها وتتعلم كيف تنسج الريش وتصبغه باللون الذهبي
رغم انها صغيرة نسبيا الا انها تعلم ان هناك الكثير من الامور والمفاهيم تغيرت لديها
تعلم ان الاسئلة التي تطرحها توتر كل من في المنزل
وخاصة والدها الذي لم يكن يرى الا ظلم القدر على طفلته
لم يستطع يوما ان يتقبل هذا الظلم ولم يسامح ذاك القدر الاعمى
لم تعد تسمع الكلمات التي تزيد من الاسى بنفسها في نفسها ولكنها كانت ترى النظرات التي تتاسف و تتالم لها
كانت تراقب جيدا كل نظرة تمر جانبها تقرأها بتمعن وبعضها يجرح قلبها
انها تكتم كل اسئلتها و تتالم لوحدها دون اي كلام كي لا تزيد على اساهم اسى آخر
رغم ان الام جندت كل افراد الاسره لدعمها نفسيا ومعنويا ولم تعاملها يوما الا كما تعامل اخوتها ولو كان يتطلب هذا بعض القسوة
التي لم يكن ليطيقها الاب ابدا..وكان يطلب من الام معاقبتها عندما يكون خارج المنزل فلا يطيق قهرا لها ولو كان لمصلحتها.
لم تطق يوما الا ان تكون بالمقدمه لقد رسخ براسها تماما ان القصر برجلها وليس بعقلها والعقل اهم ما في الانسان
عليها ان تنسى اي خلل جسماني طالما لا تعاني من خلل عقلي او قصور بالتفكير
لم يكن الا تحصيلها الدراسي كي تثبت به لم تتواني ابدا بهذا رغم طفولتها المبتوره ومراهقتها المقهوره كانت دراستها الجامعيه اخف اسى مما سبق
فقد باتت ترى الكثير ممن هم اكثر مأساويه منها -هناك من لا يرى ومن لا يمشي البته -
لم تكن تخفي اعجابها بمهنة -دكتور جامعي - ليس عليها الا ان تنهي جامعتها بمعدل عالي وسيكون الطريق سهل
عندما لاح ذاك الطيف حاملا معه ما يوقظ مشاعر اي انسان كان يرى العرج االذي يرافقها فهو واضح للجميع
لم يكن يراه كانت شخصيتها القويه تمنعه من رؤية العرج برجلها
لكن عندما يصبح الامر يختص بالزواج حصرا تبقى العرجاء غير صالحة ان تكون زوجه او تكون اما في يوما ما
كان الفراق عكس اللقاء الهادئ كان فراقا مليء بالضجه لم تتقبل الامر بهدوء طالما ان العرج الذي ولدت به السبب
لا يحق لاحد ان يحاسبها على شيء من الله ..لا من صنع يديها
كان سخطها على نفسها وعلى مجتمعها المشلول بالكثير من الكلام الفظ والعصبيه حتى ان كلماتها جرحت الكثير ممن حولها
كيف للمشلول ان يعيب الاعرج ؟؟
اغلقت كل ابوابها لن يكون هناك من يقتل فيها الامل بعد الان ستعيش بعالمها الخاص الذي لا يوجد فيه الا هي واحلامها
ببعض الدعم ولانها لا تستسلم ابدا تابعت مسيرة ما تهدف له لكن القدر عندما يعاكس احدا يكون له الاولويه
تخرجت بمعدل ممتاز يؤهلها ان تكون معيده بالجامعه التي تخرجت منها ......لكن؟؟؟؟
القوانين صارمه ......يمنع ان يعمل بالكادر التدريسي لاي مرحله تعليميه انسان مصابا باي خلل جسماني
لا تصلح ان تكون معيده جامعيه لانها عرجااااااااااااء .
هنا فقط تحملت الخيبه لوحدها دون ان تشكو لاحد ذاك الالم الذي كان يشل حركة قلبها
كانت تردد بنفسها ...اذن ؟؟؟فليمت كل اعرج بهذا العالم تبا لكل عرجاء في مجتمع بائس وغبي
تحطم الحلم بعد ان كاد يكون حقيقه ..........ستعمل باي مكان فلا يهم اين اوكيف وتودع الدراسه للابد فلا فائدة منها
فعندما تتحطم الاحلام فوق صخرة الواقع يستحيل جمعها من جديد.
لاكثر من مره رأته يمر من تحت نافذتها يبتسم ويمضي فباتت تنتظره كل يوم لترى ابتسامته
لا بد وانها تركت مكان في قلبها لم تدعمه جيدا بخرسانتها المسلحه فنفذ هذا المبتسم رغما عنها
اضفى لون ورديا عابقا لحياتها مع انها تعلم انه ليس متيما بها فقد كانت تراه وهو يبتسم لها يسترق النظر لباب جارتها الاصغر سنا والاكثر استقامه بمشيتها
ليكن ..... انه جدير بالحب والاحترام رغم كل شيء ستبقى بمملكتها وليبقى هو في قصره وليستقبل من يشاء
ما زالت احلامها كثيره رغم التعديلات التي وضعتها
ستحقق جزء منها وتبقى اخر ما عادت الخيبات تؤثر كثيرا بها تعلمت ان الاحلام تتحقق بشكل منقوص وان لكل لقاء فراق
وما عليها الا ان تستحضر لكل حدث بحياتها وتستقرئ النهايات ....رغم انها
ما زالت تمشي متمايله فتدنو من ارض لا تلمسها ثم تعلو لسماء لا تصلها
ولا تهتم ان كان هناك من لا يستسيغ مشيتها او لا ........
.
لا يمكننا القول اننا لا نعيش بمجتمع مشلول ناقص التفكير
يحكم على الظاهر متناسيا الباطن يحاكم على الشكل لا على المضمون
لا يمكن ان نقول ان العرج ليس بمأساة في هذا المجتمع الناقص التفكير
ان يكون الرجل بنقص جسماني لا يرفضه احد فهو رجل لا يعيبه شيء؟؟؟؟
لما نحاكم المرأة اذن
الذي خلق هذا الرجل اليس هو من خلق تلك المراة
اعزائي
ماذا يمكن ان نقول لامرأة عرجاء لا ترى عرجها عيبا؟؟ بل ترى العيب بعرج العقول الغبية
دمتم بخير
جناحي ملاك -1-