مئات السنوات مرّت على مسجد "زين العابدين" دون أن يغيروا شيئا من العلاقة القوية التى تربط بينه وبين أهالى المناطق المحيطة به، حيث يقع بالقرب من منطقة دوران زينهم وحى المذبح، تحديدا بشارع زين العابدين المسمى نسبة لمقام الشيخ "على زين العابدين" بن الأمام الحسين بن سيدنا على بن أبى طالب رضى الله عنه.
وعلى الرغم من بعض الأقاويل التى تنفى فكرة دفن "زين العابدين" بمصر، إلا أن مازال محبيه ومريديه يقيمون الموالد والاحتفالات السنوية فى ذكرى ميلاده من كل عام.
يقول الشيخ " سليمان محمود" إمام المسجد: ربط المصريون بالشيخ زين العابدين علاقة حب توارثوها جيلا عن جيل دون أن يعرفوا أساسها سوى أنهم يرتاحون نفسيا بمجرد زيارة ضريحه، حتى وإن لم يكن مؤكد فكرة دفنه به.
مستكملا حديثه: يذكر أن الأمير عثمان أغا أمر بتجديد المسجد وتشيد مبنى ضخم له فى عام 1805 لكسب ثقة وحب المصريين فى ذلك الوقت.
مضيفا: وللضريح بعد تاريخى حيث كان شاهدا على عدة عصور توالت على مصر وكل عصر ترك به بصمة خاصة، فترك العهد الفاطمى عقدا معلقا بحائط الطرقة الداخلية على يمين الداخل إلى رواق القبلة، كما توجد لوحة تذكارية مثبتة على مدخل المسجد بالواجهة الغربية تعود أيضا لنفس العصر.
كما تعود القبة الضخمة التى تعلو الضريح إلى العصر المملوكى، فى حين تعود مقصورة الضريح إلى العصر العثمانى والتى تعتبر نموذجا لصناعة الحديد المزخرف بمصر، كما أن الكسوة الخاصة بعتب باب القبة ببلاطات من القيشانى الأزرق العثمانى.
متابعا: لذلك يعد المسجد من أهم المساجد فى مصر لأنه مزار سياحى من جانب، ويمتاز بروحانيات ساحرة من جانب آخر، كما أنه من أكبر المساجد والأضرحة بمصر حيث يبلغ 4600 م2 ويسع 5200 مصلى.