TODAY - Friday, November 4, 2011
اعتبر أن الشيعة يمثلون الأغلبية الديموغرافية

فالح عبدالجبار: نظام البعث العراقي استضاف 6 آلاف مقاتل من "القاعدة"

فالح عبدالجبار

دبي - العربية
قال عالم الاجتماع العراقي الدكتور فالح عبدالجبار إن الوطنية العراقية قد انفصلت عن أيديولوجيا الدولة، وإن هذا الانفصال يجعل الناس لا يأتمرون بالدولة، ورأى أن نقده لحزب البعث لا يعني تبرير الاحتلال الأمريكي.
وقال إنه حين التقى أكثر من 35 ضابطاً من رتبة لواء فما فوق صرحوا أنهم لم يكونوا متحمسين للدفاع عن حزب البعث، وأن الجيش العراقي الآن صار احترافياً بعد أن كان "عقائدياً" على أيام صدام حسين، جاء ذلك أثناء حوار الزميل تركي الدخيل معه في برنامج "إضاءات".
وكشف عبدالجبار أن نظام البعث استضاف أكثر من ستة آلاف مقاتل من تنظيم القاعدة، وأن ضابطاً في المخابرات العراقية عبّر له عن خوفه من القوة الأيديولوجية للقاعدة، مع أنهم أرادوا الإفادة منهم في محاربة الأمريكيين.
ورأى أن التصدعات بين القوى المؤسساتية، والقوى الأيديولوجية، والقوى المحلية، والقاعدة، هي التي أنتجت "الصحوات" الحالية، وقال إن الدولة العراقية يجب أن تبنى على نمط الدولة الحديثة والتي تتطلب مؤسسات ووزارات تنأى بتنظيمها عن أدبيات "الخلافة" و"السلطانية".
وقال إن المشكلة في الدولة العربية أنها تعتقد أنها المالكة للحكومة وللدولة معاً، بينما الدولة يجب أن تبقى ثابتة، فقط الحكومات هي التي تذهب وتأتي.
وقال إن حزب البعث حين جاء إلى الحكم سنة 1968 كان عدد أعضاء الحزب لا يتجاوز 150 عضواً، وأن حزب البعث استخدم نظام القرابة، وأن ذلك الاستخدام هو الذي غير مجرى توزيع الثروة، وكان لاستخدام الأقارب أكبر الأثر في التصدعات التي يشهدها المجتمع العراقي الحالي.
واعتبر الشيعة في العراق يمثلون الأغلبية الديموغرافية، وأن أغلبيتهم كانت ولا تزال وستستمر إلى زمن لا يعلمه إلا الله، محذراً من تصوير الشيعة على أنهم تيار واحد، لأن الشيعة فيهم اليساري والماركسي والاشتراكي والعروبي والليبرالي والقبلي المحلي، وأن من بين الشيعة إسلاميين معتدلين، وأصوليين متطرفين.
واقترح فالح عبدالجبار نمط "الحكم التوافقي" للعراق، بحيث تحكم الأكثرية بمشاركة الأقلية، أياً كانت هذه الأقلية، قائلاً: "ربما تزول الطائفية في العراق، كما زالت الحساسية بين البروتستانت والكاثوليك في أمريكا، لم يكن أحد يتخيل أن يأتي رئيس كاثوليكي إلى الولايات المتحدة حتى مجيء جون كنيدي.
وأوضح أن الديمقراطية تحتاج إلى النضج في العراق، مستنكراً اتهام الشعب العراقي بـ"العنف" متسائلا: "هل بقية الشعوب سلمية؟"، وعزا سبب الدماء النازفة في العراق إلى أن الأجيال الثلاثة المعاصرة تربّت وترعرعت على ثلاثة حروب، وأن بعض المحبين للديكتاتورية يتهمون المجتمع العراقي بأنه دموي وبأنه لا يساس إلا من الطغاة.
ووصف نظام البعث بأنه نظام لا أخلاقي ولا قانوني ومارس العنف ضد الدولة وضد المجتمع. وأن آثار العنف تلك ومشاهد الجثث تحطم نفسيه الأطفال، وقال إنه ضد وصف المجتمعات أياً كانت بمواصفات ثابتة بما فيها المجتمع العراقي.
وتساءل عبدالناصر عن السر الذي يبقى الحكام لعقود طويلة، سواء كان جمال عبدالناصر أو صدام حسين أو أي زعيم آخر.
ولدى سؤال الدخيل له عن زيارته لليابان، قال فالح عبدالجبار إنه لا يجد أي شبه بين المجتمع العراقي والمجتمع الياباني، وأن زيارته لليابان كانت بهدف دراسة شيء واحد فقط وهو: "دور الدولة في إعادة تنظيم الجيش".