في عشية تكليف رشيد عالي الكيلاني بتشكيل وزارته الرابعة (الاخيرة ) القى خطابا في جمع من رجال الدولة اشاد فيه بالحركة الانقلابية وتاييد الشعب العراقي لها من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب واعتبرها ( من اعظم المفاخر في حياة الامم جميعا لما تجلى فيها من روح التضامن بين الحكومة والشعب والجيش الباسل بشكل نادر في تاريخ الامم) وكان الكيلاني يتحاشى الاصطدام مع بريطانيا ويحاول جاهدا التفاهم معها ويحكي ان اخاه كامل الكيلاني وزير العراق المفوض في انقرة قد اتصل بناء على تعليمات منه مباشرة بالحكومة التركية راجيا اياها التدخل لتسوية المشاكل الحالية في العراق وفي رده على سؤال من وزير الخارجية التركي اقسم وزير العراق المفوض بكل ما هو مقدس على ان النفوذ الالماني ليس وراء حركة شقيقه رشيد عالي الكيلاني ويحكي صلاح الدين الصباغ عن هذه الايام فيقول ( حدث خلال عهد حكومة الدفاع الوطني وقبل انتخاب الشريف شرف وصيا على العرش وتشكيل وزارة الكيلاني الرابعة ان جاء المستر ادمونس، المستشار البريطاني بوزارة الداخلية العراقية الى الكيىلاني واكد له، بشرف بريطانيا العظمى انها لا تنوي شرا وانه سيقوم بازالة ما علق بالاذهان في المحافل البريطانية حول الكيلاني والجيش وان حكومة جلالة ملك بريطانيا وافقت على اخراج عبدالاله من العراق وانها ستعلق اعترافها بحكومة الكيلاني فور ما يقترح المجلس النيابي على خلع عبدالاله وعندما ينتخب خلفا له واضاف الصباغ قائلا رأيت رشيد عالي الكيلاني يشيع ادمونس الى باب قاعة الرئاسة وكان قد دعاني لمقابلته فصافحني وهو يكاد يطير من الفرح وقال: لقد انفرجت الازمة يا صلاح الدين والحمد لله وقد وعدني ادمونس وعد صدق ولست اظنه كاذبا او مخادعا وهو صديقي وبالفعل انقطع صوت الاذاعة البريطانية السرية في تلك الليلة بالذات..ثم اتانا في صباح اليوم الثاني نبأ وصول عبدالاله وجماعته ارض بيت المقدس على متن طائرة بريطانية ولقد ظل الكيلاني بعد تشكيل وزارته الرابعة شديد الرغبة في التفاهم مع بريطانيا دون التفريط بمصالح العراق
عبدالكريم الوائلي
منقول