أبتي ..
هو الصوت المعتاد نفسه ... ياه ماهذا ؟؟ بدأ يوم جديد .. أخذت نفسا عميقا وأسدلت جفناي مكملة إستماعي لصوت والدي الشجي الرنان .. كما في كل صباح من الفجر حتى طلوع الشمس ويستمر الى مابعد طلوعها على حاله ذاك وكل من في ارجاء ذاك البيت يستمع .. لا أتوقع بأن هناك أحد يستطيع المقاومة أمامه ويمنع دموعه من النزول .. أما أنا فكانت دموعي لا تتوقف طوال فترة استماعي .. وشريط ذنوب يومي السابق يتكرر امامي لأرى ماخطأ منها وماهو صواب .. وكأنها رحمة رب العباد لي فأنا تلقائيا كنت أحاسب نفسي في تلك اللحضات من دون تردد حتى وبلا مكابرة او عناد .. وعلى حين غفلة أختفى هذا الصوت منقطعا .. هجم خوف شديد على قلبي في اللحضة نفسها .. لم أعلم مالذي جرى أو مالذي حدث هرولت مسرعة فاتحة باب غرفتي نازلة من السلم الى غرفته بسرعة .. لم أر ألا ةبيتنا قد أضلم , ضحكاتنا قد أنطفأت , ولون الفرح عنا قد غاب .. لم أر الى والدي وقد أستلقى على سجادته وبجنبه قرأنه مفتوح .. صرخت (بابا .. ) وأنا أهفو نحوه , كان في أنفاسه الاخيرة .. تمتم وهو يمسح وجنتي ويداعب خصلات شعري كما اعتاد ان يفعل معي عندما أكون خائفة .. قال لي : " أميرتي الصغيرة كل ذاك كان زادا تعمدت على زرعه فيك في كل صباح مشرق لينبت ويحصد في المساء القادم " ثم أغمض عينيه وغفى غفوته الأخيرة راحلا .. لازلت أتذكر جيدا كيف اني مت فوق جثته في تلك اللحظه لكن حبه أحياني لأعي ماقال لي والذي ظل مجهولا لأعوام طويلة ولكن لعبة القدر أفهمتني وجعلتني أدرك طريق الصواب وجادة الحق .. وجعلتني أعي ماأراد والدي إيصاله لي في تلك الكلمات .. وعن أي مساء قصد .. " أبتي أقر بأن أيامي معك كانت هي الصبح من حياتي وايام عمري فزرعت انت بيديك خلالها من حلو الثمار وأزكى الأزهار وبرحيلك حل ليل حياتي لكني أستطعت الأستمرار لأني أنرت بدربي حصاد زرعك وزادك الذي أعطيتني إياه .. صحيح انه لم يكن كنوزا لكنه كان أغلى وهو ماجعلني أملك مايكفي من الطاقة لسلوك جادة الحق وأعطاني من الطاقة ماتكفي لجعلي أستمر في طريقك .. نم الأن قرير العين ياحبيبي .. احبك يا أبي "