اعتبر زعماء عشائر عراقية أن تنظيم ما يعرف بـ "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) ليس محط ثقة بين العشائر السنية مستذكرين إقدامه على قتل الزعامات السياسية والدينية السنية
ويفضّل التنظيم الذي ينتهج نفس أساليب الإرهابيين العمل وحده، بحسب ما قال الزعماء، حيث إنه انقلب على حلفائه في سوريا المجاورة.
ويرى الشيخ رافع الفهداوي رئيس مجلس عشائر الأنبار في حديث لموطني أن داعش ترمي لإعادة نفس السيناريو السوري في العراق.
وأضاف أنها تعمل للاستيلاء على مدن معينة بالبلاد وقتل زعامات عشائرية ودينية وحتى أي جماعة مسلحة لا تنضوي تحت رايتها.
وأوضح الفهداوي أن "داعش تنظيم خبيث يسعى الآن لبسط سيطرته والتغلغل من خلال مجموعة تصرفات" توحي للمواطنين بأنه يحمل مبادئ أو أخلاق وأهداف نبيلة بهدف السيطرة والتمكن بشكل أكبر لكنه سيعود لتصفية جميع الزعامات ليتفرد بالسلطة.
وأكد "هذا ما يجب أن يعرفه جميع المواطنين".
وذكر الفهداوي أن "داعش قتلت القائد العسكري لكتائب ثورة العشرين في كركوك المدعو فاضل الزوبعي بعد رفضه الانضمام لداعش ومعارضته عمليات القتل العشوائي بواسطة السيارات المفخخة".
من جانبه قال الشيخ ابراهيم الحسن، نائب رئيس مجلس عشائر الموصل، لموطني إن تنظيم داعش قتل ستة رجال من عشائر بارزة في الموصل وثلاثة رجال دين، وهو ما يراه الحسن دليلا على أن داعش تريد الاستيلاء على كل مفاصل المدينة ولا أن تدافع عن السنة.
وأضاف الحسن "داعش خدعت الأهالي عندما وزعت بيانا أنها لن تمس عناصر الصحوة أو الشرطة بسوء"، مضيفا "هو ما اعتبره الأهالي في البداية بادرة حسن نية، لكنها بعد أيام عادت لقتلهم في منازلهم".
واعتبر أن "هذا يثبت شيئا واحدا أن داعش لا يمكن الوثوق بها ولا يمكن التعامل أو التعاون معها".
وقال الشيخ مجيد المحمدي أحد الزعماء القبليين في الفلوجة إن بعضا من العشائر في المدينة وقع في فخ داعش.
وأضاف "قتلت داعش أكثر من 20 شخصية قبلية في الفلوجة" مضيفا أن تهديدات التنظيم المتواصلة "أجبرت ستة عشائر تضم أكثر من 12 ألف أسرة إلى الهجرة من منازلها".
وأكد أن جزءا كبيرا من أهالي المدينة الذين نزحوا بسبب داعش "تطوعوا مع قوات الجيش سعيا لاسترداد مدينتهم ورد عدوان داعش عن منازلهم وممتلكاتهم وأخذهم بالثأر من الذين قتلوا زعماءهم".
تحذيرات للعشائر من الوثوق بداعش
وناشد المحمدي جميع العشائر في المدن الأخرى بعدم التعاون مع عناصر داعش أو تصديق ما يقولون "فهم سيقتلون ويذبحون، ويسرقون المنازل ويفخخون المواشي كما فعلوا بالفلوجة".
وكشف المتحدث بوزارة الداخلية العراقية العميد سعد معن عن تراجع مئات المواطنين ومنهم أبناء عشائر الجبور والمجمع والبو باز والدوريين والجنابيين في محافظة صلاح الدين عن مواقفهم السابقة في تأييد داعش.
وقال معن في حديث لموطني إن أبناء العشائر انقلبوا على داعش بعد قيامها بفرض قوانين وشروط على المواطنين تضيق حرياتهم وهددت بفرض عقوبات على المخالفين.
وأشار إلى أن ذلك "هو ما دفع المواطنين وخاصة أبناء القرى والأرياف إلى الانقلاب عليهم وتشكيل قوات عشائرية ساندت قوات الجيش وأسهمت في تحرير الاسحاقي والهاشمية وقرى مختلفة في صلاح الدين".
بدوره، أكد الشيخ عبد الله الدليمي، إمام وخطيب جامع حطين في الرمادي، لموطني أن "داعش لها تاريخ أسود في سوريا يمكن منه استخلاص العبر".
ففي سوريا انقلبت داعش على مقاتلين آخرين من المعارضة وزعماء العشائر التي قاتلت ضد النظام السوري، وقامت بتهجير العوائل وقطع الرؤوس والأيدي والجلد العلني في الساحات والميادين، حسبما قال الدليمي.
وطالب أبناء العشائر العراقية بالتنبه لمخطط داعش وبضرورة مساندة الجيش العراقي لأن ذلك "دعم لأمنهم وكرامتهم وأرواح أهلهم".
م
ن
ق
و
ل