ليس اجمل من شهر الخير والايمان والعتق من النيران ، شهر رمضان الفضيل ، لاسيما لمن رزقه ممدود واهله في امن وعافية ، بتلك الكلمات واكثر لخص العديد من الـ( الذي قاريين ) ايام الشهر المبارك هذا العام ، وان كانوا جميعا متفقين على منغصين اثنين لا اكثر ، ارتفاع الاسعار ، وغزو المغول الجدد من الدواعش الكفار لمدن شمال وغرب البلاد .
وتقول ام كرار الموظفة في مديرية تربية ذي قار لشبكة اخبار الناصرية ، إنها والعديد من زميلاتها في العمل استقبلن الشهر وهن صائمات شهر شعبان باكمله .
وتضيف ضاحكة " هو اكو احلى من الصيام ، اقلها بطلنا ناخذ غيبة بالدائرة " ، لتردف زميلتها الست وسن مازحة " والله انا صائمة منذ شهرين ولا اشعر بلهفة للاكل والشراب مثل لهفتي للغيبة " .
وتتابع قائلة لرمضان الفة في نفوس المؤمنين ، فلا يجتمع افراد الاسرة على سفرة طعام الا في وجبات الفطور والسحور برمضان ، ولا نقوم الليل ساجدين راكعين الا في رمضان ، ولا نبذل لانفسنا ما نشتهي من الخيرات كما نبذل في الشهر الفضيل .
وهنا يقاطعها ابو علي ، الموظف الستيني ، بلغة المشتكي المعاتب " لكن من اين تاكلون ما تشتهون ، اليس من عرق جبيننا وبدون رافة بنا نحن الرجال ".
ثم يوجه حديثه لي قائلا " اذهب يا ولدي الى السوق وانظر كيف قفزت الاسعار في رمضان الى ما لا يطاق ولا يحتمل ، ففروج الدجاجة قفز الى 12 الف دينار والخضروات زادت بمعدل 250 الى 500 دينار للكيلو غرام الواحد" .
وهنا توجهت بالفعل الى سوق سيد سعد أشهر أسواق الناصرية وتحدثت لاحد باعة الدجاج هناك ، والذي اكد لي حديث الرجل ، بيد انه القى باللائمة على كبار التجار ، واقسم إيمانا غليظة وهو صائم على حد زعمه ، بانه لا يربح بالدجاجة الواحدة سوى الف دينار او اقل .
واضاف ، كلهم يلومون باعة الدجاج وكأنهم وحدهم من يتحمل وزر الأسعار ، لم لا ينتقدون باعة الخضروات ، او تجار السوبرماركت ، الم يرفعوا اسعارهم كذلك .
ومن بائع الدجاج توجهت لبائع الخضروات ( طالب ابو حسين ) وانا زبونه الدائم ، وطالما ذاق طعم دراهمي وذقت طازج خضرواته وتالفها ، وسالته " ليش يابو حسوني حركتوا سوق الطماطة والخيار بشهر رمضان ، ما تخافون من الله ".
وهنا اجابني ابو حسين ان معظم الخضار تاتي من مدينة بلد والدجيل وسامراء في محافظة صلاح الدين ، وانت تعلم جيدا ما حل في صلاح الدين بسبب الدواعش ، حتى زادت الاجرة علينا اضعافا ، وشح الزرع هناك ، فماذا تتوقع الا ارتفاع الاسعار" .
ويقاطعنا الحاج ابو طالب والذي يجلس على كرسي الى جانب بسطية الخضار ، يا ولدي والله حرب الدواعش اكثر ايلاما في الانفس من 250 دينار زيادة في السعر هنا و 500 هناك .
ويتابع ، شهر رمضان هذا العام جاء بغصة ، فاولادنا يقاتلون خوارج العصر الدواعش من جهة ، و اخواننا في المحافظات الغربية يعانون التهجير من جهة اخرى ، بينما يرزح الفقراء تحت نير الغلاء .
ودعا الى ان يكون شهر الخير هذا فرصة للدعاء والتضرع الى الله عز وجل ليزيح عن البلاد هذه الغمة ويلهم قادتها ما يصلح بالهم ويجمع شملهم .
(ت ع ح)