بغداد - رويترز: قالت مصادر أمنية إن ما يصل إلى 45 شخصًا قتلوا في اشتباكات بين قوات الأمن العراقية وأتباع رجل دين متشدد في مدينة كربلاء الشيعية أمس ما يشير إلى انقسامات بين الفصائل الشيعية. وقال ضباط في المخابرات بوزارة الداخلية وشاهد عيان من الشرطة إن الاشتباكات اندلعت حينما حاولت الشرطة وعناصر من الجيش اعتقال رجل الدين الشيعي محمود الصرخي قرب منتصف ليل الثلاثاء في مدينة كربلاء.
واشتبك الصرخي وأتباعه المسلحون في الماضي مع القوات الأمريكية وقوات الأمن العراقية وأنصار آية الله العظمى علي السيستاني أكبر مرجعية شيعية في العراق. وقالت قوات الأمن إنها تريد اعتقال الصرخي بعد أن بدأ أنصاره بسد الطرق ونصب نقاط تفتيش حول الحي الذي يقيم فيه في المدينة. ونشر الصرخي رسالة على موقعه على الإنترنت في وقت سابق هذا الأسبوع ينتقد فيها فتوى السيستاني للعراقيين بالقتال إلى جانب قوات الأمن في مواجهة الثوار. وكان السيستاني أصدر هذه الفتوى بعد أن اجتاح الثوار أجزاء من شمال وغرب العراق. وقالت المصادر إن رجال الشرطة والجيش حاصروا منزل الصرخي مدعومين بخمس طائرات هليكوبتر ولكن أتباع الشيخ منعوهم من الدخول. وأضافت إن خمسة من ضباط الشرطة ونحو 40 من أتباع الصرخي قتلوا. وتابعت المصادر أن رجال الأمن تمكنوا من اقتحام المنزل بعد ست ساعات من القتال ووجدوا أن الصرخي لاذ بالفرار خلال الاشتباك. ووضع أنصار الصرخي على موقعه على الإنترنت صورة لعربة همفي تابعة للجيش العراقي قالوا إنها دمرت خلال المعركة. إلى ذلك قال رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي أمس إنه يأمل التغلب على التحديات التي تعرقل تشكيل حكومة جديدة، كما انتقد استغلال إقليم كردستان للاضطرابات الجارية في البلاد وفرض سيطرته على بعض المناطق والأسلحة، معلنًا في الوقت نفسه عن عفو عام عن "كل الذين تورطوا بعمل ضد الدولة". وفي خطابه الأسبوعي التلفزيوني قال المالكي "لقد حصلت حالة من الضعف، لكن بإذن الله سوف نتجاوزها في الجلسة القادمة بالتعاون والانفتاح والاتفاق باختيار الأفراد والآليات التي ستنتهي إلى عملية سياسية تستند على الوسائل الديمقراطية".وكان نواب القائمة الوطنية بزعامة إياد علاوي قاطعوا الجلسة الأولى للبرلمان الجديد، كما شهدت الجلسة مناوشات وتراشقًا لفظيًا بين نواب ائتلاف دولة القانون والنواب الأكراد، في حين تأجلت الجلسة بعد انسحاب عدد من النواب منها. من جهة أخرى، قال المالكي في خطابه إنه ليس من حق أحد أن يستغل الأحداث التي جرت لفرض الأمر الواقع كما حصل في بعض تصرفات إقليم كردستان، في إشارة إلى سيطرة الإقليم على محافظة كركوك ومناطق شمال محافظة ديالى، وأكد أن "هذا أمر مرفوض وغير مقبول".وتحدث رئيس الوزراء المنتهية ولايته إلى الأكراد قائلاً "أنتم اخترتم وبنص الدستور أن تكونوا جزءًا من العراق الذي نظامه ديمقراطي اتحادي فدرالي ولا يوجد في دستورنا شيء اسمه تقرير المصير".
وكانت قوات البشمركة الكردية قد سيطرت على معدات وأسلحة للجيش العراقي إثر انسحاب الجيش ونقلتها إلى إقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي، وعلق المالكي على ذلك بقوله إنه ينبغي أن يعود السلاح والمناطق التي دخلتها القوات ويعود كل شيء إلى وضعه الطبيعي. وفي سياق ذي صلة انتقد المالكي "التصرفات والتصريحات" التي تشير إلى الاستفتاء على إقامة دولة مستقلة في إقليم كردستان


http://www.faceiraq.com/inews.php?id=2858571