السلام عليكم
الذهن في جسم الانسان شيئ غير مرئي مثل النفس والروح.
مهمته الربط والتخيل والاستنتاج وهذه العمليات قائمة على الادراك الذي بنته تكربة هذا الانسان..والادراك مهمة العقل..اذ ان العقل له مكانة الحاكمية اي الحكم على الشيئ في مسألة القبول والرفض.
وقد يكون هذا الادراك سليما..وقد يكون معوجا ومدمرا.
وهذا على حسب الاركان الثلاثة التي يقوم عليها الادراك..وهما:
1-التربية في مسألة التأديب.
2-التجارب.
3-نسفة الفردانية.
1-التربية في مسألة التأديب:
يقصد بها ماتلقاه الانسان من تربية على يد من رباه في مسألة الحكم على الشيئ..اهو قبيح ام جميل..او فيما يرغب.
والكلمة التي تشمل كل ذالك هي الذائقة او الذوق...وذائقة العرب منذ نشأتهم ومذ خلقوا انهم دوي ذائقة دينية لاهوتية..واذا تركوا هذه الذائقة تللا للغرب هلكوا.
2-التجارب:
وهي مايمر بها الانسان من احداث في شؤون الحياة..مع من هم اكبر منه اصغر منه الحيوان ,الجماد, العلم ,الفرح ,الحزن, السفر...الخ.
3-نسبةة الفردانية:
زيقصد بهاسبة تحرر الانسان من تأثير الجماعة واستقلاله الحقيقي وليس الوهمي عنهم.
ويظن البعض ان الفردانية لاتكزن الا بالتمرد على ماهو سائد..وهذا خطأ. بل الفردانية هي تحقيق الذات عبر الرجوع الذات المحضة..وليست الذات التي بناها الناس.
__________________________________________________ _________________
كل هذا يحد كيفية المجتمع..ويحدد مصير الانسان الذي يعيش فيه..
في عصور انبياء بني اسرائيل او كما يسمونه الآثاريون العصر البرونزي..يتضح جليا سلامة الذهنية العربية..التي كانت تعمل وفق تجاربها الخالصة..والمستقلة بذائقتها..المستقلة فيما تقبل وترفض.
حيث انهم بنوا العلوم والعمران والانسان..فاشتهروا بالتجارة في البحرين...والعلم في العراق ومصر...والعمران في مصر واليمن ونجد.
واما الذهنية العربية التي نراها اليوم...لاتعمل اصلا.
هي فقط تنتظر الاوامر وتترقب اقدام ماتتوهمه سيدا عليها, متى يخطو لتخطو وراءه.
وانا حينما اقول ذالك لا اقصد الحكومات بل اقصد الشعوب...التي لانرى فيها حياة ولا رأي.
لاتجد سوى ببغات يكررون كلمات لايعرفون معانيها...كلمات اخذوها من اليهود,ولايفكرون بدراستها اهي صحيحة ام لا,هل تناسببنا ام لا,هل هناك بديلا عنها ام لا,هل هي الرائدة ام سبقها غيرها.
بجرد ان يطق هذا الخنزير..تفاجأ بأن الجماهير العربية تملأ الدنيا عجيجا وصراخا بمنطقه,ولايعلمون ماذا يفعلون ولما يفعلون ذالك...ولايعلومون ماذا يريدون.
وهذا كله بسبب شيئين:
1- الغوغائية
2- البهيمية
الغوغائية:
واقصد بها..انه حينما يريد احد ان يقوم شيئ ما او نشر شيئ ما فإنه بشكل تلقائي يصرخ صراخا غير موجه..يركض الى اي منبر اعلامي ويقول مافي جعبته دفعة واحدة..اذ انه ليس لهذه الجماهير آليات معينه يؤخذ بها حينما يريد احد ما تغيير شيئ ما.
البهيمية:
وهي ان العربي الان..فقط يهمه ان يكزن مسرورا..وسروره يكمن في اللعب والاكل والرقص والجنس والجنون..فهو لايفكر بشيئ غير ذالك..هذا واضح جدا في الدول العربية الغنية..وكذالك سائر الشعوب المترفة,فمسالة الايمان بمبدأ لايهمها في شيئ..المهم هو اللهو الغباء.
.................................................. .................................................. .................................................. ..............
في العصور القديمة لايمكن تقبل هذا النوع من الناس..لانهم اساسا غير موجودين.
كانت النفوس اكثر هدوءا..واكثر عقلانية لان النزوع الروحي فيها كان حيا...شاهد هذا الموضوع:
http://www.dorar-aliraq.net/showthread.php?t=333853
في هذا الرابط يتبين لنا مشكلة العرب...وهو ضعف النزوع الروحي او الصوفي ..وذالك بسبب تلف الادراك..وسبب تلف الادراك هي الغرق في المادة..ولعل
هذا الموضوع يوضح كيفية هذا التلف:
http://www.dorar-aliraq.net/showthread.php?t=292739
والامر من هذا كله غرس السخرية والاستهزاء بالماضي بتلك العصور القديمة وذالك عبر غرس العقلية السطحية التي تزن كل شيئ بموازنها التي تأخذ بها في يومياتها...فتقيس الماضي بمقاييسها..فتستشعر ان مايحكى عن الماضي ماهي الا خرافات واساطير, وكذالك تستشعر بأن الحقيقة هي الحاضر وان الماضي بما هو ماضي خرافة..ايا كان فحتى لو حدثته عن ماضي بريطانيا فلن يستشعر حقيقة ذالك الماضي,بل يشعر بأنه خرافة..مملكة بريطانيا العظمى خرافة وليست حقيقة..حضارة بابل خرافة وليست حقيقة, الاسلام خرافة وليس حقيقة, امبراطورية المغول خرافة وليس حقيقة, جنكيس خان شخصية اسطورية وليس حقيقة..
اذا ماهي الحقيقة؟
يقول لك..شعوب ذليلة امام الغرب ولاتوجد حقيقة غير هذه الحقيقة.
هذه هي الذهنية الموجودة الان..ذهنية لاترى للماضي اثر على الحاضر..وجبلت النفس بتكذيب كل مالا تشعر به..فلو ان للماضي تأثير على حاضرنا حسب مقاييس هذه الذهنية الرديئة..لىمنت بحقيقته.
ياترى ماسر تسرب هذا الشعور؟؟؟...ستعرفون ذالك في مقبل الايام..تابعوا جبل الجليد.