العزيزة ليديا رغم انى وضحت لكي وجهة نظري الا انكى شجاعه وتحبين عبور حقول الالغام ... ورغم انى واثق من حلمك برص الصفوف ونبذ المتطرفين وتطبيق قول الباري ( ولا تزروا وازرة وزر اخري ) الا ان الجرح عميق وعداد الضحايا لم يتوقف وهنا نتكلم عن الاف من الانفس البريئه
ولندخل بالموضوع
وجد العراق كحضارة عربية يحتوي على جماجم العرب وكبري قبائله فالعراق عروبي بامتياز رغم تداخل كل ثقافات الدنيا به الا انه يمتاز بالنخوة العربية الجياشه ولنبدأ بتاريخه الحديث عندما ثار العراقيون ضد الاستعمار البريطانى وكانت ثورة العشرين والتى اندلعت لدى كل اطيافه عرب من شيعه وسنه واكراد وتركمان والتاريخ سجل للجميع مواقف وطنية لم تسترخص بذل النفس والمال
ورغم ان المرجعيه الشيعية كانت المحرك الاكبر للثورة الا انها ارتضت ايقافها وفق شروط اولها ان يكون الحاكم عربي وبعد ترشيح عدة اسماء ارتضوا احد ابناء حاكم الحجاز ليكون ملك عربي يتوافق عليه كل العراقيين
لم يرفضوا في حينها انه حاكم مستورد من الخارج بل ارتضوه لان العراق جزء من الامه العربية وللشريف الهاشمي الحق فى حكم العراق ولاحقاً يسجل العراقيين مواقف النصرة للامة العربية فى قضايا الدفاع المشترك وليكون الجيش العراقى البطل الاكثر عدداً وتنظيما وشجاعه فى حرب 1948
ويسجل الشعب العراقي مواقف التأييد والنصرة لاحقاً فى حروب 1956 -1967- 1973
هنا لا يمكننى ان اسطر ملاحم البطوله والنخوة العراقية تجاه كل الدول العربية ولاكن بما انك جزائرية ساتحدث فقط عن دور العراق فى حرب التحرير الجزائري والدعم الذي قدمه
فى تاريخ 22 نوفمبر 1956 تجتاح بغداد والمحافظات العراقية مظاهرات عارمه بسبب خطف فرنسا لطائرة تحمل اربعة من قادة الثورة الجزائرية
26 ابريل 1957 وصول اخبار اعتقال وتعذيب المجاهدة جميلة بو حيرد وخروج مظاهرات وتعدى على المصالح الفرنسية فى العراق
البدأ بارسال السلاح الى الثوار الجزائريين عن طريق مطار بيروت والمشرف على عملية النقل العقيد الركن غازي الداغستاني
فى تاريخ 8 فبراير 1958 وبسبب الغارة الدموية على ساقية سيدي يوسف وما نجم عنها من ضحايا 34 نائبا يقدمون قرار تأميم الاسهم الفرنسية فى شركة نفط العراق وهو ما نسبته 23 % من جملة اسهم الشركة
فى تاريخ 15 فبراير 1958 مظاهرات ورسائل شعبية للحكومة وقرار بمقاطعة المنتجات والشركات الفرنسية العاملة بالعراق وقد نقل صورة هذه المقاطعة مراسل لوموند بقوله : ( بدأت هذه الميول تتجلى في تصرفات رجل الشارع العراقي، فالتجار الفرنسيون بالعراق يصطدمون الان بأنواع من الاهانات في قضاء شؤونهم لدى الادارات والمتاجر العراقية...
قى تاريخ 22 سبتمبر 1958 اعلن فى القاهرة عن قيام الحكومة الوطنية الجزائرية برئاسة عباس فرحات ونائبه احمد بن بله وقد كان العراق المعترف الاول بها بل وقبل ان ينتهى نشر البيان لها مع تقديم دعم مباشر لها
اسس العراق الصندوق العربي الداعم للثورة الجزائرية ونجح فى نشر القضية بالامم المتحدة لاول مره بعد حشد التأييد الدولي وبفارق صوت واحد وانتهى معه زمن الادعاء الفرنسي بان الجزائر قضية فرنسية داخلية
تصوري ان العراق استقبل فريق الثورة الجزائرية الرياضى والذى لعب 3 مباريات وكان الجمهور يهتف ويشجعه للفوز وقد فاز على الفرق العراقية ومن ثم يحمل على الاكتاف ويطاف به بمسيرة شعبية كبيرة حتى قال الرياضييون انهم احسوا بعمق انهم بالجزائر وليس بالعراق
واستمر الدعم المباشر ولا محدود حتى التحرير المبارك ... وقد كان السرد اعلاه نبذه مختصرة عن مساندة الشعب العراقى وهنا اقول الشعب وليس الحكومة لمحنة الجزائر بلد المليون الشهيد
ايجابه اليوم الشعب العراقى بالكراهية والحقد وبالمختصر ماذا قدمت الدول العربية للعراق فى محنته وهل عاقبت فعلياً كل من حرض او حارب الشعب العراقي ورغم ان المتطرفين الجزائريين قلة لان موقف الجزائر العروبي واضح الا ان ما شاهده الشعب العراقي من تعدى واجرام قد يجعله يتحسر لوجوده بمحيط يدعى الارتباط بالدم والعقيدة
والان السؤال الاهم وفى كل مشاكل الدول العربية هل شاهدتي او سمعتى عن انتحاري عراقي واحد ينتحر بسوق شعبي او مدرسة او شارع مكتظ بالمارة
بينما قدم العرب القائمة ادناه وهو حسب احصائية امنية عراقية
فلسطين 1221 انتحاري
السعودية 300 انتحاري
اليمن 246 انتحاري
سوريا 197 انتحاري
مصر 88 انتحاري
تونس 44 انتحاري
ليبيا 41 انتحاري
دول الخليج 20 انتحاري
وغيرهم مئات ممن لم يتبقى منهم شيئ او اختلطوا مع الضحايا وقد قتلوا فقط من العراقيين 122 الف مواطن كل تهمته انه عربي عراقي