لعشرينات من العمر يعملان بصفة مراقب تحكم الحركة الجوية العسكرية، يستعدان للعيش بشكل اكثر اهمية بدون مدربيهم الاميركان أو معدات أميركية.
فالثقة الآن تعلو صوتيهما من انهما يستطيعان القيام بهذه المهمة بمفردهما،لكن سيفتقران الى أنظمة الرادار الحديثة، بوصف القوة الجوية العراقية انها وليدة ولاتزال تعمل على انشاء نظم الدعم الرئيسي لضمان وظيفة المطارات دون وقوع حوادث.
يقول الملازم الثاني قوات جوية احمد «عندما تأتي الطائرات الى المطارات وتكون هناك 5-6 رحلات متتالية عندها ستصبح المسألة أكثرتعقيدا». ويشاركه الرأي زملاء اخرون رفضوا ذكر اسمائهم الكاملة خوف استهدافهم من قبل المسلحين.
يقول احدهم وهو شاب من محافظة بابل»عليك ان تتابع،عليك ان تصورالطائرة حيثما تكون، وعندما تكون منهمكا في العمل ستكون الامور معقدة».
خضع أحمد وزملاؤه الاخرون لأشهر من التدريب الأميركي ليس فقط لمعرفة تعقيدات غرفة تحكم الحركة الجوية التي تديرالعديد من أجهزة الكمبيوتر ومجموعات معدات الاتصالات، ولكن أيضا لتعزيز مهاراتهم في اللغة الانجليزية واللغة الدولية لحركة النقل الجوي.
التاجي أول قاعدة عسكرية في العراق التي يكون فيها التحكم المحلي كامل السيطرة لاتزال تؤدي مهام عملية بسيطة نسبيا معظمها يقتصرعلى حركة مرور طائرات الهليكوبتر أو الطائرات «ذات الأجنحة الدوارة» التي عادة ما تكون أكثر بساطة في التعامل مع الطائرات، أو الطائرات «ذات الأجنحة الثابتة».
يقول احمد «هذا بسيط جدا فنحن لانشارك في تحكم الرادار، بل نراقب البرج فقط، وانا احب ان اعمل كمراقب في وحدة التحكم لاستخدام الرادار».
تتألف حاليا مرافق الرادار في مطار التاجي من نظام التحكم الأرضي، الذي يساعد في التحكم كما يبقى الطيارون على مقربة من المطار خلال سوء الاحوال الجوية، وفقا لموظف مراقبة سلاح الجو الأميركي رونالد هاتشينز.
يقول هاتشينز»هذا النظام (الرادار) ملك الولايات المتحدة وسوف تأخذه معها عند مغادرتها خلال كامل الانسحاب الاميركي من العراق بحلول نهاية العام الجاري بموجب شروط اتفاقية امنية ثنائية».
يقول احد مراقبي وحدة تحكم النقل الجوي الذي رفض ذكر اسمه «بدون الرادار سنكون بالتأكيد مشلولين، فعند العاصفة الرملية لايمكننا الرؤية وسيكون علينا الاعتماد على اجهزتنا الخاصة، اننا غير قادرين على الدفاع عن المجال الجوي حتى عام 2020 فنظم الدعم الرئيسية اما يجري انشاؤها فقط أو انها لم توضع معا حتى الان مثل «برنامج قيادة المطار».
وكان هذا النقص الخاص واضح وضوح الشمس خلال زيارة قامت بها وسائل الاعلام مؤخرا، عندما انحرفت شاحنة رافعة شوكية على المدرج قبل دقائق من نهاية الموعد المحدد لهبوط طائرة C130.
اطلق احمد بسرعة بندقيته الخفيفة منبها السائق بورود رسالة من برج المراقبة، بينما زميله ملازم أول علي (28) عاما من بغداد حول اهتمامه الكامل الى C130 لقياس الوقت المتاح.
وفي الوقت الذي ركز فيه الاثنين على واجباتهما اسرعت سيارة لاتحمل ارقاما نحو الشاحنة ودعوها تدخل مدرجة لهبوط الطائرات. وقال مدربون اميركيون في الوقت الذي قام به الاثنان بما يحتاج القيام به بالضبط، الا ان الحادث لايزال حتى الوقت الحاضر يحتاج الى تسليط الضوء عليه. ففي هذه الحالة بالذات هناك قواعد واضحة لسائق الشاحنة والمركبات التي يمكن أن تنجز المهام في المحطة.
تقول الكابتن في سلاح الطيران الأميركي ديانا كوستنرا، رئيس حركة المرور الجوية الاميركية في التاجي مستشار السيطرة «هذه هي أهمية ما نحاول تدريبهم عليه، أهمية وجود برنامج قيادة المطار، التدريب والصيانة والتأكد من اداء الرجال الذين يعملون في المطاروحوله الذين لايفهمون الملاحة الجوية، ومعرفة ما يحتاجونه ومعرفة من أين يمكنهم أو مالايمكنهم العبور، ومعرفة أين هي خطوط الحدود».
الآن، ورغم ذلك، فمن غير المرجح أن تصبح وظيفة أحمد أكثر تعقيدا في المستقبل القريب.
فالقوة الجوية العراقية، خلافا للجيش، هي في المراحل المبكرة من اعادة البناء بعد أن دمرت في الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 وفقا لتقرير أعده المفتش العام، الخاص لاعادة اعمار العراق (SIGIR)، والوكالة الدولية للطاقة التي وضعت نحو 5 الاف لحجم سلاح الجو مقارنة مع 200 الف جندي.
وفي تقرير المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ومقره في لندن، خمّن بأن العراق يمتلك أقل من 100 طائرة هليكوبتر ونحو 60 طائرة عسكرية. وطلبت الدولة 18 طائرة حربية من طرازF16 من الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا العام، لكن سيكون امام القوات الجوية العراقية اعواما قبل أن يكون اداؤها تنفيذيا بشكل كامل.
وقال الجنرال بابكر زيباري، في تقريرالمفتش العام نشر مؤخرا بأن العراق لن يكون قادرا على الدفاع عن مجاله الجوي حتى عام 2020 على أقل تقدير. العراق اخذ على عاتقه مسؤولية الامن عن جميع مجالاته الجوية للمرة الأولى منذ عام 2003 في أوائل تشرين الاول الماضي.
وبالنسبة لمراقبة حركة الملاحة الجوية الأميركية والمدربين في التاجي فانهم يصرون على أن نظراءهم العراقيين مدربون جيدا بما فيه الكفاية للتعامل مع هذه المهمة الأساسية لوحدهم، وأحمد وعلي هما جزء من مجموعة من 8 زملاء يتناوبون في العمل ويستمتعون بواجباتهم.