ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺓ : ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺍﻷﻣﺲ .. ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺍﻟﻴﻮﻡ
♡♥♡
ﺫﻫﺐ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﺗﺮﺍﻛﻤﺖ ﺍﻷﻋﻮﺍﻡ ..
ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﺗﻬﺎﻓﺘﺖ ﻓﺄﻧﺘﺠﺖ ﺫﻛﺮﻯ ..ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻟﻠﺬﻳﻦ
ﺭﻛﻀﺖ ﺑﻬﻢ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ ﻋﺒﺮ ﻣﺤﻄﺎﺕ ﺍﻵﻣﺎﻝ ﺍﻟﻀﺎﺋﻌﺔ
ﻭﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﺍﻟﻤﺴﺘﻬﺘﺮﺓ ﻏﻴﺮ ﻓﺴﺤﺔ ﻣﻦ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﻣﺘﻌﺒﺔ
ﺗﻌﺘﺎﺵ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ ؛ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺘﻬﺎ ...
ﻭﺇﻥ ﺃﻧﺖ ﺍﻟﺘﻘﻴﺖ ﺃﺣﺪﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺳﻘﺘﻬﻢ ﺍﻷﻋﻮﺍﻡ
ﻣﺮّﻫﺎ ﻭﺍﺳﺘﻌﺎﻧﻮﺍ ﺑﺎﻟﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺠﺎﻭﺯ ﻭﺍﻟﻌﻴﺶ ﺑﺮﺿﺎ
ﻛﻤﺘﻮﺍﻟﻴﺔ ﺍﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺗﺘﻮﺧﻰ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻭﺗﻬﺪﻑ ﻻﻗﺘﻨﺎﺹ
ﻏﻴﻤﺔ ﺃﻣﻞ ﺷﺎﺭﺩﺓ ﻟﻦ ﺗﺠﺪ ﻏﻴﺮ ﺣﺴﺮﺓ ﻣﻨﻔﻠﺘﺔ ﻟﻤﺎﺽٍ
ﺗﻌﻴﺲ ؛ ﻭﻟﻜﻦ ﺗﻮﺍﺯﻳﻬﺎ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻋﺮﻳﻀﺔ ﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ
ﺣﺘﻤﺎً ﺟﻤﻴﻞ ؛ ﺗﺮﻳﺪ ﺑﻬﺎﺀﻩ ﻟﻤﻦ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺇﺫ ﻫﻲ
ﺗﺘﺼﺮﻑ ﺑﻨﻜﺮﺍﻥ ﺫﺍﺕ ﻭﺃﻣﻨﻴﺔ ﺣﺎﻟﻢ / ﻛﻴّﺲ /
ﻭﻗﻮﺭ ..
ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻷﻣﺲ ﺍﻟﻤﻌﺘﻢ / ﺍﻟﺪﺍﻣﺲ / ﺍﻟﻤﺪﻟﻬﻢ ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ
ﺍﻟﻤﻨﻴﺮ / ﺍﻟﻤﺒﻬﺞ / ﺍﻟﺒﺎﻫﺮ ﻳﻜﻮﻥ ﻻﺳﺘﺨﻼﺹ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ
ﻣﻦ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﻭﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻮﺍﻩ ﻧﻜﻬﺘﻪ ﺍﻟﻤﻤﻴﺰﺓ
ﻷﻥَّ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ ﻳﻐﺪﻭ ﻣﻦ ﻧﺎﻓﻠﺔ
ﺍﻟﺘﺤﺴﺮ ﻭﺇﻃﻼﻕ ﺁﻫﺔ ﺗﻘﻮﻝ : ﺿﺤﻜﻨﺎ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻀﺤﻚُ
ﻣﻨّﺎ ﺳﻔﺎﻫﺔً / ﻭﺧﻴﺮٌ ﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﺃﻥ ﻳﺒﻜﻮﺍ " ..
ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻤﻌﺮّﻱ ﻳﻮﺍﺯﻳﻪ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻤﺘﻨﺒﻲ : " ﻛﻞُّ
ﻋﻴﺶٍ ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗُﻄِﺒْﻪُ ﺣِﻤﺎﻡُ / ﻛﻞُّ ﺷﻤﺲٍ ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﻜُﻨﻬﺎ
ﻇﻼﻡُ .
ﺍﻟﺘﻘﻴﺖ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻓﻜﺎﻥ ﻳﺤﺪﺛﻨﻲ ﺑﻔﻢِ ٍﺧﺴﺮ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ
ﺃﺳﻨﺎﻧﻪ ﻭﺭﺍﺣﺖ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺗﺘﻠﻌﺜﻢ ﺑﺄﺻﻮﺍﺕ ﻭﻣﺨﺎﺭﺝ
ﺣﺮﻭﻑ ﻟﻴﺴﺖ ﺃﺻﻮﺍﺗﻬﺎ ﻭﻣﺨﺎﺭﺟﻬﺎ . ﻛﻨﺖ ﺃﺩﺭﻙ ﻭﺃﻧﺎ
ﺃﺣﺪﺛﻬﻢ ﺃﻥ ﺿﺮﻳﺒﺔ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺑﺎﻫﻈﺔ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺪﻓﻌﻮﻧﻬﺎ
ﺻﺎﻏﺮﻳﻦ ﻣﻬﻤﺎ ﺃﺑﺪﻭﺍ ﻣﻦ ﺍﻋﺘﺮﺍﺽ ﺻﺎﺭﺥ ﻭﺍﺣﺘﺠﻮﺍ
ﺑﺼﺮﺍﺥ ﺻﺎﻣﺖ .
ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺃﺣﺪ ﻣﺤﻄﺎﺕ ﺫﺍﻛﺮﺗﻬﻢ ﻳﻌﻮﺩﻭﻥ ﺇﻟﻴﻬﺎ
ﻟﻴﺴﺘﻌﻴﺪﻭﺍ ﺃﺟﻮﺍﺀ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭﺍﺕ ﻭﺃﺷﺬﺍﺀ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ .. ﻭﺇﺫﺍ
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭﺍﺕ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻋﻤﻞ ﻣﺮﻫﻘﺔ ﻳﺜﻘﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺧﻮﺍﺀ
ﺍﻟﻤﻌﺪﺓ ﻧﺸﺎﻁ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﻓﺈﻥَّ ﺍﻟﻠﻴﻠﻴﺎﺕ ﺗﺴﺘﺤﻴﻞ ﻧﻬﺎﺭﺍﺕٍ
ﻣﻦ ﻧﻮﻉ ﺧﺎﺹ .. ﻟﻴﻠﻴﺎﺕ ﺗﺘﻨﺎﺛﺮ ﻓﻲ ﻓﻀﺎﺀﺍﺗﻬﺎ
ﺍﻷﻟﻔﺔ ، ﻭﻳﻌﻮﺩ ﺍﻟﻮﺩ ، ﻭﺗﺄﺧﺬ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺍﻟﺤﻤﻴﻤﻴﺔ
ﻟﻠﺘﺠﻤﻌﺎﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﻣﺎﻛﻦ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ ﻣﻦ
ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻤﻘﺎﻫﻲ ، ﻗﺎﺭﻋﺔ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻭﻣﺴﻄﺤﺎﺕ
ﺍﻷﺭﺻﻔﺔ ؛ ﻛﺬﻟﻚ ﺟﻠﺴﺎﺕ ﻏﺮﻑ ﺍﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ "
ﺍﻟﺒﺮﺍﻧﻴﺎﺕ " ﻭﺃﻟﻌﺎﺑﺎً ﺗﺘﺴﺎﺟﻞ ﺑﻴﻦ ﻟﻌﺒﺔ " ﺍﻟﻤﺤﻴﺒﺲ "
ﻭ " ﺍﻟﺪﻭﻣﻴﻨﻮ " ﻭ " ﺍﻟﻄﺎﻭﻟﻲ " ﻭﺍﻟﺘﺴﺒﻴﺢ ﺑﻤﺴﺒﺤﺎﺕ
ﻣﺘﻔﺎﻭﺗﺔ ﺍﻟﻤﻨﺸﺄ ﻟﻌﻞ ﺃﻓﻀﻠﻬﺎ ﻭﺃﺛﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﺜﻴﺮﺓ
ﻟﻠﺘﺒﺎﻫﻲ ...
ﻭﺍﻗﺼﺪ ﺑﻬﺎ ﻣﺴﺒﺤﺔ ﺍﻟـ ( ﻳﺴﺮ ) ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺒﺎﻫﻰ ﻋﻠﻰ
ﺍﻷﻧﻮﺍﻉ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﻣﺜﻞ ( ﺑﺎﻱ ﺯﻫﺮ ) ﻭ
( ﺍﻟﺴﻨﺪﻟﻮﺱ ) ﻭ ( ﺍﻟﺒﺨﻮﺭ ) ﻭ ( ﺍﻟﺼﺪﻑ ) ﻭ
( ﺍﻟﻔﻴﺮﻭﺯﻱ) . ﻭﻛﺎﻥ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺣﻠﻘﺔ ﺍﻟﻮﺻﻞ ﻭﺍﻷﺛﻴﺮ
ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ : ﺍﻟﺼﺎﺋﻤﻮﻥ ﻭﻏﻴﺮ ﺍﻟﺼﺎﺋﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﺭﺟﺎﻝ
ﻭﻧﺴﺎﺀ ﻭﺷﺒﺎﺏ ﻭﺻﺒﻴﺔ . ﺗﻀﺞ ﺍﻷﺿﻮﺍﺀ ﻓﻲ ﻭﺍﺟﻬﺎﺕ
ﺍﻟﻤﺤﻼﺕ ﻭﺗﺰﺩﺣﻢ ﺍﻟﻤﻘﺎﻫﻲ ؛ ﻭﺗﻌﺞ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﺑﺨﻄﻰ
ﺗﺮﺍﻫﺎ ﺍﻓﺘﻘﺪَﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﻈﻬﺎﺭﻱ ﻭﺃﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺼﺮ
ﺣﻴﺚ ﻳﻨﺴﺤﺐ ﺍﻟﺼﺎﺋﻤﻮﻥ ﺗﺎﺭﺓ ﺑﺨﻮﺍﺀ ﺃﺟﺴﺎﺩ ﺃﻧﻬﻜﻬﺎ
ﺍﻟﺠﻮﻉ ﺑﻌﺪ ﻋﻤﻞ ﻻ ﻳﻜﻞ ﻭﺗﺎﺭﺓ ﺑﻬﻤﺔ ﻣَﻦ ﺃﺑﺪﻯ
ﺷﺠﺎﻋﺔً ﻓﻲ ﺗﺤﻤﻞ ﻭﻃﺄﺓ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ...
ﺍﻟﻤﻘﻬﻰ ﻗﺎﻣﻮﺱ ﺍﻟﺠﻠﺴﺎﺕ ﻭﺻﻔﺤﺎﺗﻬﺎ
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻘﺎﻫﻲ ﻫﻲ ﺍﻟﺴﻤﺔ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ
ﺍﻻﺳﺘﺌﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﻟﻴﺎﻟﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ؛ ﻓﺜﻤﺔ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﻫﻲ ﺗﺘﻮﺯﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻭﺍﻷﺳﻮﺍﻕ
ﺍﻟﻔﺮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ؛ ﺩﺛﺮَ
ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺃﻏﻠﺒﻬﺎ ﻭﺍﻧﻤﺤﺖ ﺍﻵﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻻ
ﻓﻲ ﺫﺍﻛﺮﺗﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺻﺒﺤﻨﺎ ﺷﻴﻮﺧﺎً ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﻨّﺎ
ﻧﺆﻣﻬﺎ ﺷﺒﺎﺑﺎً ﻧﻌﺞ ﺑﺎﻟﻄﺎﻗﺔ ﻭﺍﻟﺤﺒﻮﺭ ﺭﻏﻢ ﺍﻟﻔﻘﺮ .
ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻘﻬﻰ ﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﺪﻛَّﻪ ﻭﺗﻘﻊ ﺟﻮﺍﺭ ﺑﻴﺖ
ﺍﻟﺤﺼﻴﻨﻲ ﺟﻮﺍﺭ ﺣﻤﺎﻡ ﺍﻟﺴﻌﺪﺍﻭﻱ ، ﻭﻗﺪ ﺟﺮﻓﺘﻬﺎ ﻣﻴﺎﻩ
ﺍﻟﻔﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﻓﻴﻀﺎﻧﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻼﺛﻴﻨﺎﺕ . ﻭﻛﺎﻧﺖ
ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻘﻬﻰ ﺟﺒﺮ ﺭﻛّﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻮﺭﻧﻴﺶ ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻵﻥ
ﻋﻴﻨﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﺛﺮ ﻓﻘﺪ ﺷﻴﺪﺕ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﺍﻟﻤﺤﻼﺕ ﻭﺍﻟﺸﻘﻖ
ﺍﻟﺴﻜﻨﻴﺔ ﺑﻄﻮﺍﺑﻘﻬﺎ ﺍﻟﺜﻼﺙ ؛ ﻭﻟﻴﺲ ﻗﺮﻳﺒﺎً ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻘﻬﻰ
ﺟﺎﺳﻢ ﻭﻫﻲ ﻣﻘﻬﻰ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﺎﺭﻉ ﻣﻘﻬﻰ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ
ﺣﻄﺤﻮﻁ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺔ ﻓﻲ ﺷﺎﺭﻉ ﻣﺼﻴﻮﻱ ﻭﻫﻤﺎ ﻣﻘﻬﻴﺎﻥ
ﺍﻋﺘﺎﺩ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻮﻥ ﺍﺭﺗﻴﺎﺩﻫﻤﺎ ﺍ ﻭﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﺎ ﻋﺎﺗﺐ ﻋﺒﺪ
ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﺭﻭﺍﺩﻩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﻧﻔﻀﻮﺍ ﻋﻨﻪ ﻭﺻﺎﺭﻭﺍ ﻣﻦ
ﺭﻭﺍﺩ ﺟﺎﺳﻢ ، . ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﺟﺎﺳﻢ ﻳﻔﻌﻞ .. ﻛﺎﻧﺖ
ﻣﻘﻬﻰ ﻋﺒﺪ ﺣﻄﺤﻮﻁ ﺗﻘﻊ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺳﻮﻣﺮ
ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ . ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻭﺗﺘﺨﺬ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﺿﻠﻌﻴﻦ ،
ﻓﻬﻲ ﻣﻄﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﺭﻉ ﻣﺼﻴﻮﻱ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻗﺎﻕ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﺘﺠﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﻣﻌﻪ ﺯﻗﺎﻕ
( ﻋﺠﺪ ) ﺁﻝ ﺑﺎﺩﻱ ﻭﻋﺠﺪ ﺍﺟﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻤﻴﻦ ، ﻭﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﻋﺠﺪ ﺍﻟﺤﻴّﺎﻙ ﻭﻋﺠﺪ ﺑﺪﻳﻮﻱ . ﻭﻋﺮﻑ ﻋﻦ
ﻣﻘﻬﻰ ﻋﺒﺪ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺠﻤﻊ ﻟﻠﻤﺜﻘﻔﻴﻦ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻴﻴﻦ
ﻭﺧﺼﻮﺻﺎً ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻦ . ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ ﺗﺨﻀﻊ
ﻟﻠﻤﺮﺍﻗﺒﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻷﻣﻦ ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ( ﺍﺭﻣﻴﺾ )
ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻋﺘﺎﺩ ﺍﺧﺬ ﺍﻟﺮﺷﻮﺓ ( ﺭﺑﻊ ﺩﻳﻨﺎﺭ ) ﻣﻦ ﻛﻞ
ﻣﻌﻠﻢ ﺷﻬﺮﻳﺎً ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺭﻓﻊ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻳﺒﻌﺪﻩ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ
ﺍﻟﻤﻠﺘﺼﻘﺔ ﺑﻪ .. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺍﻟﻤﺴﻘﻒ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ
ﻣﻘﻬﻰ ﻋﺒﺪ ﺟﺴﺎﺏ ﻭ ﺗﺼﻠﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﺗﻠﺞ ﺳﻮﻗﺎً
ﻓﺮﻋﻴﺔ ( ﻗﻴﺼﺮﻳﺔ ﺁﻝ ﺣﻨﻮﺵ ) ﻭﻫﻲ ﺗﻐﺬﻱ ﺃﺻﺤﺎﺏ
ﻭﺯﺑﺎﺋﻦ ﺩﻛﺎﻛﻴﻦ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺍﻟﻤﺴﻘﻒ ﻭﻛﺎﻥ ﻋﺒﺪ ﺟﺴﺎﺏ
ﻳﺤﻤﻞ ﺻﻴﻨﻴﺔ ﺍﺣﺘﻮﺕ ( ﻗﻮﺭﻱ ) ﻭﺃﻗﺪﺍﺣﺎً ﻭﻳﺪﻭﺭ ﻣﺎﺭﺍً
ﻋﻠﻰ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺪﻛﺎﻛﻴﻦ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻛﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻵﻥ ﺃﻭﻻﺩ
ﺣﺴﻴﻦ ﺍﻟﻘﻬﻮﺟﻲ ﻓﻲ ﻣﻘﻬﻰ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﻨﺠﺎﺭﻳﻦ .
ﻭﻣﻘﻬﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺳﻌﺪ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﻘﺼﺎﺑﻴﻦ
ﻗﺮﻳﺒﺎً ﻣﻦ ﻣﻄﻌﻢ ﺣﻤﺰﺓ ﺍﻟﻜﺒﺒﺠﻲ . ﻭﻟﻴﺲ ﺑﻌﻴﺪﺍ
ﻣﻘﻬﻰ ﺍﻟﻜﺮﺍﻓﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺪﻳﺮﻫﺎ ﺻﺒﺮﻱ ﻛﺼﻜﻴﺺ ؛ ﺃﻳﻀﺎً
ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻘﻬﻰ ﺣﺎﺝ ﺣﻤﻮﺩ ﻓﻲ ( ﻋﺠﺪ ﺍﻟﺨﺒﺎﺯﺍﺕ
ﻛﻤﺎ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ) ﺣﻴﺚ ﺗﺘﺨﺬ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﺨﺒﺎﺯﺍﺕ
ﺍﻟﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﻓﻲ ﺑﻴﻮﺗﻬﻦ ﻣﺠﻠﺴﺎً ﻓﻲ ﻣﺪﺧﻞ
ﺍﻟﻌﺠﺪ ) ﻭﻫﻲ ﺗﻘﺎﺑﻞ ﻣﻄﻌﻢ ﺃﺣﻤﺪ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻜﺒّﺔ ﺍﻟﺬﻱ
ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺗﺎﺩﻩ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﺭﻳﻔﻴّﻮﻫﺎ ﺣﻴﺚ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﻜﺒّﺔ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻮﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﺒﺰ ﻣﻘﻄﻊ ﻭﻣﺪﺍﻑ ﺑﺎﻟﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﺴﺎﺧﻦ
ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺗﺴﺨﻴﻦ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺸﻮ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺬﺍﺀ ﺍﻟﺪﺳﻢ ﻭﺍﻟﺸﻬﻲ ﻭﺍﻟﻠﺬﻳﺬ . ﻭﻣﻦ
ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﻣﻄﻌﻢ ﺃﺣﻤﺪ ﻻ ﺑﺪَّ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﻣﻘﻬﻰ ﺣﺎﺝ
ﺣﻤﻮﺩ ﻟﺘﻨﺎﻭﻝ ﺷﺎﻳﺎً ﺳﺎﺧﻨﺎً ﻳﻘﺘﻞ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﺍﻟﺪﺳﻮﻣﺔ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻢ ﻭﻳﻤﻨﺢ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﺫﺍﺋﻘﺔ ﺍﻟﺤﻼﻭﺓ ...
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻘﻬﻰ ﺳﻴﺪ ﻣﺠﻴﺪ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﻴﻔﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﺎﻝ ﺟﻮﺍﺋﺰ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ
ﻟﻨﻈﺎﻓﺘﻬﺎ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﺗﺨﻮﺗﻬﺎ ﺳﺠﺎﺟﻴﺪ ﺇﻳﺮﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﺼﻨﻊ
ﻟﻠﺠﻠﻮﺱ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺼﺮﺍﻥ . ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺛﻤﺔ
ﻣﻘﻬﻰ ﺍﻟﺒﻨﺎﺋﻴﻦ ﺑﺠﻮﺍﺭ ﻣﻄﻌﻢ ﺟﻮﺍﺩ ﺍﻟﻜﺒﺠﺠﻲ .
ﻭﺟﻮﺍﺭ ﻓﻨﺪﻕ ( ﺍﻷﻫﺎﻟﻲ ) ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻨﺎﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻮﺩ
ﺍﻵﻥ ﻟﺮﺯﺍﻕ ﻫﻠّﻮﻝ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﻬﻰ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﻋﻤﺎﺭﺓ
ﻭﻋﺎﺩﺓ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺠﻠﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻮﻥ ﻭﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻮﻥ
ﻣﻦ ﻣﺜﻞ ﺟﻠﻴﻞ ﺣﺴﻦ ﻣﺪﻳﺮ ﺇﻋﺪﺍﺩﻳﺔ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺓ
ﻭﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺍﻓﻨﻴﻦ ﻣﺪﺭﺱ ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺓ ﻭﻣﺤﻤﺪ
ﻋﺒﺪ ﺣﺴﻦ ﻣﺪﻳﺮ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻴﺔ ﻭﺣﺮﺑﻲ
ﻋﻠﻴﻮﻱ ﻣﺪﻳﺮ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ
( ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﺎﺕ ) . ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩ ﺍﻟﺴﻮﻕ
ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﺳﻜﺔ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻻﻧﻌﻄﺎﻑ ﻳﻤﻴﻨﺎً ﻛﺎﻧﺖ
ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻘﻬﻰ ( ﺍﻟﻬﺠﻊ ) ﻭﻛﺎﻥ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻳﻄﻠﻖ
ﻟﻠﻤﺴﺠﻞ ﺑﺸﺮﻳﻄﻪٍ ﺍﻟﻤﺪﻭﺭ ﻋﻠﻰ ﺑﻜﺮﺓ ﺍﺳﻄﻮﺍﻧﻴﺔ
ﺃﻏﺎﻧﻲ ﺳﻌﺪﻱ ﻭﺻﺪﻳﻘﺔ ﺍﻟﻤﻼﻳﺔ ﻭﻣﺴﻌﻮﺩ ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﻳﺠﻲ
ﻭﻛﺎﻥ ﺭﻭﺍﺩﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻮﺫﻳﻴﻦ ( ﺍﻟﻌﺮﺑﻨﺠﻴﺔ ) ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﻴﻦ
ﻣﻦ ﺍﺭﻳﺎﻑ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻣﺎﻝ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﺑﻪ
ﺳﻮﻯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ .
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻤﺘﻠﻜﻮﻥ ﻋﺮﺑﺎﺕ ﻳﺪﻓﻌﻮﻧﻬﺎ ﺑﺎﻳﺪﻳﻬﻢ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﺍً
ﻋﻠﻰ ﻗﻮﺍﻫﻢ ﺍﻟﺠﺴﺪﻳﺔ ﺃﻭ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﺮﻫﺎ ﺍﻟﺤﻤﻴﺮ
ﻭﺍﻟﻌﺮﺑﺎﺕ ( ﺍﻟﺮﺑﻞ ) ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﺣﻲ
ﺍﻟﺤﻴﺪﺭﻳﺔ ﻭﺣﻲ ﺍﻟﻀﺠﺮﻳﺔ ﻭﺣﻲ ﺑﺎﻧﻲ ، ﺃﻭ ﺍﻳﺔ ﻭﺟﻬﺔ
ﻳﺮﻭﻣﻬﺎ ﺍﻟﺮﺍﻛﺐ . ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻀﻢ
ﻣﻘﻬﻰ ( ﺍﻟﻬﺠﻊ ) ﻭﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﻳﺴﺎﺭﺍً ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﻣﺤﻄﺔ
ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﻳﻤﻴﻦ ﺍﻟﺪﺭﺏ ﻓﻲ ﺷﺎﺭﻉ ﻣﺼﻴﻮﻱ
ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻂ ﺑﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﻤﺤﻄﺔ ﻣﻘﻬﻰ ( ﺷﺎﻛﺮ ﺣﺎﺝ
ﻧﺎﺻﺮ) . ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻗﺼﻴﺮﺍً ﻭﻣﺮﺑﻮﻋﺎً ﺑﺴﻤﻨﺔ
ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻭﻳﻤﺘﻠﻚ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺪﻋﺎﺑﺔ ﻭﻳﺆﻭﻡ ﻣﻘﻬﺎﻩ
ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﻮﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺠﻬﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺩﻱ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻲ ﺍﻟﺬﻱ
ﻻ ﻳﺒﻌﺪ ﺳﻮﻯ ﺍﻣﺘﺎﺭ ﻭﻳﻘﻊ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺟﺪﺍﺭ ﻣﺤﻄﺔ
ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ( ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻨﺎﻳﺔ ﺍﻟﻨﺎﺩﻱ ﻣﺘﻨﺰﻩ ﻃﻴﻠﺔ ﻓﺘﺮﺓ
ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻨﺎﺕ ﻟﺤﺪ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﺎﺕ ﺛﻢ ﺍﺭﺗﺄﺕ ﺣﻜﻮﻣﺔ
ﺗﺤﻮﻳﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﻧﺎﺩﻱ ﺭﻳﺎﺿﻲ )
ﻭﺣﻴﻦ ﻧﺘﺮﻙ ﺳﻜﺔ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﻭﻧﺴﻠﻚ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﺛﻜﻨﺔ
ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺟﻮﺍﺭ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﺒﻴﻄﺮﺓ ﻧﺪﺭﻙ ﻣﻘﻬﻰ ﻣﻌﻤﻮﻟﺔ
ﺟﺪﺭﺍﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻴﻦ ﻭﺳﻘﻔﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻮﺍﺭﻱ ﻭﺟﺬﻭﻉ
ﺍﻟﻨﺨﻴﻞ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺷﻴﺪﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﺭﺿﻬﺎ ﻣﺪﻳﺮﻳﺔ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﺎﺕ
ﻭﺑﻠﺪﻳﺔ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺓ ﺣﺎﻟﻴﺎً ، ﻭﻳﺪﻳﺮﻫﺎ ﻛﺮﻳﻢ ﺣﺎﺝ ﻣﺤﻤﺪ
( ﺍﻟﺬﻱ ﻳُﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻘﺐ ﺍﻟﺸﻘﻲ ﻟﺸﺠﺎﻋﺘﻪ ﻭﻗﻮﺗﻪ
ﻭﻋﺪﻡ ﺧﺸﻴﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﻗﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﺠﻠﺐ ﻟﻪ
ﺍﻟﻀﺮﺭ) .
ﻭﻻ ﻧﻨﺴﻰ ﻣﻘﻬﻰ ﺍﻟﺤﺎﺝ ﺷﻼﻛﻪ ﻓﻲ ﺯﻗﺎﻕ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ
ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ( ﻋﺠﺪ ﻣﻮﺳﻜﻮ) ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺳﺮﻳﻊ ﺍﻟﻨﻜﺘﻪ ﻭﻳﺤﻔﻆ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﺍﺋﻒ
ﻟﻴﻘﺼﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﻭﺍﺩﻩ ﻭﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﺣﺪ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺗﺤﺒﺐ
ﺍﻟﺮﻭﺍﺩ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﺇﻟﻰ ﻣﻘﻬﺎﻩ ﻭﻋﺎﺩﺓ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ
ﺭﻭﺍﺩﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﻤﻠﻮﻥ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻤﺎﺭﻛﺴﻲ
ﻭﻳﺘﻈﺎﻫﺮﻭﻥ ﺑﻪ . ﻭﻛﺎﻥ ﺑﻴﺘﻪ ﻗﺮﻳﺒﺎً ﻣﻦ ﻣﻘﻬﺎﻩ .
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺛﻤﺔ ﺛﻼﺙ( ﻛﺎﺯﻳﻨﻮ ) ﺑﻨﻴﺖ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻜﻌﺐ ﻓﻲ
ﺯﻣﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻗﺎﺳﻢ ﻋﻠﻰ ﺿﻔﺔ ﻧﻬﺮ ﺍﻟﻔﺮﺍﺕ ﻣﻦ
ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻭﻳﺪﻳﺮ ﺍﻟﻜﺎﺯﻳﻨﻮ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻨﺎﻳﺘﻬﺎ
ﺣﻤﺮﺍﺀ ( ﻋﻠﻲ ﺯﻏﻴﺮ ) ﻭﻫﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﻻﺭﺗﻴﺎﺩ
ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻴﻮﻥ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﻣﻄﻠﻴﺔ ﺑﺎﻟﻠﻮﻥ ﺍﻷﺣﻤﺮ ، ﻭﺍﻟﻠﻮﻥ
ﺍﻷﺣﻤﺮ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﻟﻮﻥ ﺍﻟﺮﺍﻳﺔ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﺘﻴﺔ ﻓﻴﻤﺎ
ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻄﻠﻴﺔ ﺑﺎﻟﻠﻮﻥ ﺍﻷﺧﻀﺮ ﻳﺪﻳﺮﻫﺎ ( ﻋﻠﻲ ﺳﻠﻤﺎﻥ )
ﻭﻳﺮﺗﺎﺩﻫﺎ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﻮﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺠﺎﻫﺮﻭﻥ ﺑﺎﻟﻠﻮﻥ
ﺍﻷﺧﻀﺮ ﺷﻌﺎﺭﺍً ﻟﻬﻢ . ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻓﻠﻮﻧﻬﺎ ﺍﺻﻔﺮ ﻭﻛﺎﻥ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺸﻴﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﻬﺎ ﻛﺎﺯﻳﻨﻮ ﺍﻟﺒﻌﺜﻴﻴﻦ ﺭﻏﻢ
ﺍﻥ ﻻ ﺑﻌﺜﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﺠﻠﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻮﻥ ﺍﻟﺒﻌﺜﻴﻴﻦ ﻗﻠﻴﻠﻴﻦ
ﺟﺪﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻻ ﻳﺘﻌﺪﻭﻥ ﺃﺻﺎﺑﻊ ﺍﻟﻴﺪ ، ﻭﺣﺪﺛﻨﻲ
ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻳﺤﻴﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻱ ﻋﻦ ﺃﻥ )) ﻣﻌﺎﻭﻧﻴﺔ ﺍﻣﻦ
ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺓ ( ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺼﺒﺢ ﻣﺪﻳﺮﻳﺔ ) ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺨﺼﺺ
ﺷﺮﻃﻴﺎ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﻤﻘﺎﻫﻲ ... ﻓﺎﻟﺸﺮﻃﻲ " ﺭﻣﻴِّﺾ "
ﻛﺎﻥ ﻣﺨﺘﺼﺎ ﺑﻤﺮﺍﻗﺒﺔ ﺟﻼﺱ ﻣﻘﻬﻰ ﻏﺎﺯﻱ ،
ﻭ ﺍﻟﺸﺮﻃﻲ ﺟﻮﺍﺩ ﻟﻤﺮﺍﻗﺒﺔ ﺟﻼﺱ ﻭﺭﻭﺍﺩ ﻣﻘﻬﻰ ﻋﻤﺎﺩ
ـ ﻭﻛﺎﻥ " ﻣﺎﻧﻊ " ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﺘﺒﺮﻩ ﺃﺷﺮﻑ ﺷﺮﻃﻲ
ﺃﻣﻦ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺓ ﻣﺨﺘﺼﺎ ﺑﻤﻘﺎﻫﻲ ﺻﻮﺏ
ﺍﻟﻘﺸﻠﺔ ( ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺮﻃﻲ ﻳﺮﺗﺪﻱ ﺍﻟﻌﺒﺎﺀﺓ ﻭﻳﻌﺘﻤﺮ
ﺍﻟﺸﻤﺎﻍ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﻝ ـ ﻭﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﺇﻟﻰ ﺁﺑﺎﺋﻨﺎ
ﻟﻴﺨﺒﺮﻫﻢ ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﺇﺧﻔﺎﺀ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﻢ ﺣﻴﻦ ﺗﺼﺪﺭ
ﺍﻟﻤﻌﺎﻭﻧﻴﺔ ﺃﻭﺍﻣﺮ ﺑﺈﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻴﻬﻢ ) ...
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺸﺮﻃﻲ " ﺭﻣﻴِّﺾ " ﻓﻜﺎﻥ ﻳﺨﺒﺮ ﺁﺑﺎﺀﻧﺎ ﺃﻳﻀﺎ
ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻳﺘﻘﺎﺿﻰ ﺭﺑﻊ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﺃﻭ ﻧﺼﻒ ﺩﻳﻨﺎﺭ ( ﻭﻟﻪ ﺷﺒﻪ
ﺭﺍﺗﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻴﻴﻦ ... ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﺄﺧﺬ
ﻣﻨﻬﻢ ﺭﺑﻊ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﺷﻬﺮﻳﺎ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻏﺾ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ
ﺗﺤﺮﻛﺎﺗﻬﻢ (( ﻭﻛﺎﻥ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺣﺎﺿﺮﺍً ﻭﺃﺛﻴﺮﺍً ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﻘﺎﻫﻲ ﺍﻷﺧﺮﻯ . ﻓﻤﻘﻬﻰ ﻛﺮﻳﻢ ﻓﺮﺝ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﺧﻠﻬﺎ
ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺠﺘﺎﺯ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﺤﺪﺍﺩﻳﻦ ﺑﻘﻴﺖ ﺻﺎﻣﺪﺓ ﺣﺘﻰ
ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﻟﻮ ﺃﻥ ﻣﻘﺎﻋﺪﻫﺎ ( ﺍﻟﻘﻨﻔﺎﺕ ) ﻭﻣﻨﺎﺿﺪﻫﺎ ﺟﺎﺀ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺒﻠﻰ ﻓﺒﺪﺕ ﻣﺘﻌﺒﺔ ﺗﺤﻜﻲ ﺯﻣﻨﺎً ﻛﺎﻥ ﻳﻤﻨﺤﻬﺎ
ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﺮﻭﻧﻖ ﻭﺍﻟﺒﻬﺎﺀ ﻓﺴﺮﻕ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ..
ﻭﺣﺘﻰ ﺭﻭﺍﺩﻫﺎ ﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﻣﻨﻬﻢ ﺇﻻ ﺍﻟﺸﻴﻮﺥ ﻭﻛﺄﻧﻬﻢ
ﻳﺮﺩﺩﻭﻥ ﻗﻮﻝ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﺍﻟﻤﻌﺮﻱ :
ﺗﺤﻄﻤﻨﺎ ﺍﻷﻳﺎﻡُ ﺣﺘﻰ ﻛﺄﻧﻨﺎ / ﺯﺟﺎﺝٌ ﻻ ﻳُﻌﺎﺩ ﻟﻪ ﺳﺒﻚُ .
ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﻬﻰ ﻣﺤﻞ ﺍﻟﺠﻼﺱ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺸﻐﻠﻬﻢ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﻣﺎ ﻳﺪﻭﺭ ﻓﻲ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺣﺘﻰ ﺃﻃﻠﻖ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗﻨﺪﺭﺍً ( ﻣﻘﻬﻰ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻥ ) ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻣﻘﻬﻰ
ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻘﺮ
ﻟﻠﺒﺮﻟﻤﺎﻧﻴﻴﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﻤﻠﻜﻲ ... ﻭﻻ
ﻳﺴﺘﺜﻨﻰ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﻘﺼﺎﺑﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﺣﺘﻮﺍﺋﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﻬﻰ
ﻷﻥَّ ﻓﻲ ﻭﺳﻄﻪ ﺍﺗﺨﺬﺕ ﻣﻘﻬﻰ ﺣﻤﻴﺪ ﺣﻤﺰﺓ ﻭﺟﻮﺩﺍً
ﻟﻬﺎ ﺗﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﻦ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻭﺗﺮﻓﺪ ﺍﻟﻘﺼﺎﺑﻴﻦ ﺑﺮﻏﺒﺔ
ﺷﻬﻴﺘﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺷﺎﻱ ﺳﺎﺧﻦ ﺗﻌﻘﻴﺒﻪ ﺳﻴﺠﺎﺭﺓ ﻟﻬﺎ ﻟﺬﺍﺫﺓ
ﺑﻄﻌﻢ ﺍﻟﺴﻜﺮ ﺍﻟﻤﺬﺍﺏ ﻓﻲ ﺍﻷﻗﺪﺍﺡ ( ﺃﻳﻦ ﻣﻘﻬﻰ ﺣﻤﻴﺪ
ﺣﻤﺰﺓ ﺍﻵﻥ .. ﻳﺎ ﺯﻣﻦ ؟ ! ) .. ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻘﻬﻰ
ﻋﻠﻲ ﻋﻤّﺎﺭ ﻟﺸﺮﺏ ﺍﻟﺸﺎﻱ ﻭﺍﻻﺭﺟﻴﻠﺔ ﺑﻌﺪ ﺻﻴﺎﻡ
ﻗﺎﻫﺮ ﻗﺪ ﺍﻧﺪﺛﺮﺕ ؛ ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻘﻬﻰ ﺣﻤﺪ ﻣﺤﺴﻦ
ﻗﺪ ﺍﺳﺘﺤﺎﻟﺖ ﻣﺤﻼً ﻟﺒﻴﻊ " ﺍﻟﺸﺮﺑﺖ " ﻓﺎﻥَّ ﻣﻘﻬﻰ
ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻳﺎﺳﺮ ﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﺎﻓﻰ ﻭﺗﺼﻤﺪ
ﺃﻣﺎﻡ ﺭﻳﺎﺡ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺗﻴﺔ ﺑﻔﻀﻞ ﺃﻭﻻﺩﻩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺗﺨﺬﻭﺍ
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻘﻬﻰ ﻋﻤﻼً ﻟﻬﻢ ﻭﺟﻌﻠﻮﻩ ﻣﻮﺋﻞ ﺭﺯﻗﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎً
ﻓﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺍﺻﻞ ﺩﺍﺋﻢ ﻓﻲ ﺗﺤﺪﻳﺜﻬﺎ ﻣﺘﻰ ﻭﺟﺪﺩﻭﻫﺎ
ﺗﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺚ . ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻳﺮﺗﺎﺩﻫﺎ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ
ﻟﺸﺮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭﺟﻴﻠﺔ ﺑﻞ ﻭﻳﺘﺨﺬﻭﻥ ﻣﻦ ﺩﻛﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻼﺕ
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻐﻠﻖ ﺃﺑﻮﺍﺑﻬﺎ ﻟﻴﻼً ﻣﻜﺎﻧﺎً ﻟﻠﺠﻠﻮﺱ ﻭﺍﻟﺘﻤﺘﻊ
ﺑﺄﻧﻔﺎﺱ ﻧﺎﺭﺟﻴﻠﺔ ﺣﺮﻣﻮﺍ ﻣﻨﻬﺎ ﻃﻮﺍﻝ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ .
ﺃﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻮﺏ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻘﻬﻰ ﻋﻠﻲ
ﺑﻚ ﻭﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻷﻳﻤﻦ ﻋﻨﺪ ﻋﺒﻮﺭ ﺍﻟﺠﺴﺮ
ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻘﺸﻠﺔ . ﻭﻫﻲ ﺃﻗﺪﻡ ﻣﻘﻬﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻮﺏ
ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻭﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺗﻴﺎﺗﺮﻭ ﻭﺍﻓﺘﺘﺤﺖ ﻓﻲ
ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ .. ﺛﻢ ﻫﻨﺎﻙ
ﻣﻘﻬﻰ ﺳﻴﺪ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﻮﺍﺋﻠﻲ ﻭﻗﺪ ﺍﻓﺘﺘﺤﺖ ﻓﻲ
ﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻨﺎﺕ ﻭﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻻﻳﺴﺮ ﻋﻨﺪ ﻋﺒﻮﺭ
ﺍﻟﺠﺴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﺏ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻭﺑﺠﻮﺍﺭ ﺟﺎﻣﻊ ﺍﻟﺴﻨّﺔ .
ﻭﻗﺪ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻛﺮﻳﻢ ﺣﺎﺝ ﻣﺤﻤﺪ ،
ﺍﻟﻤﻠﻘﺐ ( ﻛﺮﻳﻢ ﺍﻟﺸﻘﻲ ) ﻋﻠﻰ ﺃﺛﺮ ﻣﺸﺎﺟﺮﺓ ﻭﻗﺪ
ﺿﺮﺑﻪ ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ ﺣﺘﻰ ﻗﻴﻞ ﺍﻧﻘﻄﻊ ﻋﻘﺎﻟﻪ
ﻭﻧﺰﻟﺖ ﺍﻟﻀﺮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ ﻓﺎﺭﺩﺗﻪ ﻗﺘﻴﻼً .. ﻛﺬﻟﻚ
ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻘﻬﻰ ﺷﻴﺦ ﻫﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﺪ ﻣﺪﺭﺱ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎﺕ
ﻋﺒﺪ ﻋﻠﻲ ﻭﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭ ﻟﺠﺎﻣﻊ ﻣﺠﻠﻲ .
ﻭﺍﻟﻤﻠﻚ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﻣﻄﺮﻭﺩ ﺁﻝ ﻋﻴﺪﺍﻥ ﻭﻗﺪ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﻓﻲ
ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﻣﺤﻼﺕ .. ﻛﺬﻟﻚ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻘﻬﻰ ﺣﺎﺝ
ﺑﺎﻗﺮ ﺍﻟﺮﻛﺎﺑﻲ ﻭﺗﻘﻊ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻛﺮﺍﺝ ( ﻣﺮﺁﺏ ) ﺣﺎﺝ
ﻭﺯﻳﺮ ، ﻭﺍﻏﻠﻘﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎﺕ .
ﺍﻟﺒﺮّﺍﻧﻴﺎﺕ .. ﻣﻘﺎﻩٍ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ / ﺣﻀﻮﺭ ﺧﺎﺹ
ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻘﺎﻫﻲ ﺗﺘﻮﻟّﻰ ﻣﻬﻤﺔ ﺟﻤﻊ ﺍﻟﺼﺎﺋﻤﻴﻦ
ﻓﺈﻥَّ ﻣﺠﺎﻟﺲ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ( ﺍﻟﺒﺮّﺍﻧﻴﺎﺕ) ﻛﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺪﻭﺭ
ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﺃﻳﻀﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﺤﺎﻭﺭ ﻭﺍﻟﺘﺪﺍﻭﻝ
ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﻲ ﻋﻦ ﻣﺴﺘﺠﺪﺍﺕ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻭﺍﻹﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺘﻲ
ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺎﻣﻊ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ؛ ﻧﺎﻫﻴﻚ ﻋﻦ
ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪﺡ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﻭﺗﻌﻴﺪ ﻟﻬﺎ
ﺑﺮﻳﻘﻬﺎ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻤﻄﺎﺭﺩﺍﺕ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﺠﺎﻻﺕ ﺳﻮﺍﺀ
ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﻔﺼﻴﺢ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ . ﻭﻟﻌﻞَّ ﺑﺮﺍﻧﻴﺔ
ﺍﻟﺤﺎﺝ ﺭﺿﺎ ﺍﻟﻤﻄﻮّﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻲ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﻫﻲ ﺍﻷﺛﻘﻒ
ﺭﻭﺍﺩﺍً . ﻓﻘﺪ ﻋُﺮﻑ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺎﺝ ﺭﺿﺎ ﻣُﺤﺪﺛﺎً ﻗﺪﻳﺮﺍً
ﻭﻟﺒﻘﺎً ، ﻳﻤﺘﺎﺯ ﺑﺴﻌﺔ ﺍﻟﺼﺪﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀﺍﺕ
ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﻞ ﺣﺪَّ ﺍﻟﻨﺰﺍﻉ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻤﺘﻠﻚ
ﻣﻜﺘﺒﺔ ﺗﻤﻸ ﺟﺪﺭﺍﻥ ﺑﺮّﺍﻧﻴﺘﻪ ﻓﺘﻌﻄﻲ ﺍﻧﻄﺒﺎﻋﺎً ﺑﻬﻴﺒﺔ
ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﺛﻘﺎﻓﺔ ﺻﺤﺒﻪ ﻭﺯﺍﺋﺮﻳﻪ ... ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺛﻤﺔ
ﻟﻘﺎﺀﺍﺕ ﺭﻣﻀﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺧﻤﻴﺲ ﻓﻲ " ﺑﺮﺍﻧﻴﺔ "
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻬﺪﻱ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻱ ﺣﻴﺚ ﺗﺠﺮﻱ ﺍﻟﻤﻄﺎﺭﺩﺍﺕ
ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﻭﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﻌﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﺎﺩﺕ ﺑﻬﺎ
ﻗﺮﺍﺋﺢ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﻭﻋﺎﺩﺓ ﻣﺎ ﺗﺘﺸﺢ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺷﻌﺎﺭ ﺑﺮﺩﺍﺀ
ﺍﻟﺪﻳﻦ . ﻭﻓﻲ ﺃﻭﺍﺧﺮ ﺃﻳﺎﻡ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺗﻨﺘﻘﻞ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀﺍﺕ
ﻭﺍﻟﺴﺠﺎﻻﺕ ﺇﻟﻰ " ﺑﺮﺍﻧﻴﺔ " ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻤﻴﺪ
ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻱ ﻓﺘﻜﻮﻥ ﺃﻭﺳﻊ ﻭﻳﺰﺩﺍﺩ ﻋﺪ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﻴﻦ
ﻭﺍﻟﺤﻀﻮﺭ . ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﻲ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺠﺎﻟﺲ ﺗﺠﻤﻌﻬﺎ ( ﺍﻟﺒﺮﺍﻧﻴﺎﺕ ) ﻓﻬﻤﺎﻙ ﻣﺠﻠﺲ
ﺁﻟﺮﺑﺎﻁ ﻭﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻬﺪﻱ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻱ ﻭﻣﺠﻠﺲ
ﻣﺤﻤﺪ ﻏﺮﻳﺐ ﻭﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺤﺎﺝ ﻋﻠﻲ ﺃﺑﻮ ﻣﻜﻴﻨﺔ ﻭﻣﺠﻠﺲ
ﺁﻟﺤﺬﺍﻑ ﻭﻣﺠﺎﻟﺲ ﺃﺧﺮﻯ ﻳﺠﺮﻱ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ
ﺍﻟﻤﺘﺪﺍﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ ؛
ﻭﻗﺪ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﺤﻜﻲ ﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻔﺮﻭﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺪﺍﺋﺪ
ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﺣﻜﺎﻳﺎﺕ ( ﺍﺑﻮ ﺯﻳﺪ ﺍﻟﻬﻼﻝ ) ﻭ( ﺃﺑﻮ ﻟﻴﻠﺔ
ﺍﻟﻤﻬﻠﻬﻞ ) ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻣَﻦ ﻳﺸﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ
ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭﻫﻮ ﻳﺴﺘﻠﻬﺎ ﻣﻦ
ﻗﺮﺍﺀﺍﺗﻪ ﻟﻠﻜﺘﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎﻭﻟﺖ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﺤﺮﺑﻴﻦ
ﺑﺈﺳﻬﺎﺏ .
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺼﻮﺏ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻓﻜﺎﻥ ﺟﺎﻣﻊ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﻛﺎﻥ
ﻋﺎﺩﺓ ﻣﺎ ﻳﺆﻭﻣﻪ ﺍﻟﻤﺼﻠﻴﻦ ﻟﻴﻼً ﻷﺩﺍﺀ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﺘﺮﺍﻭﻳﺢ
ﻭﻳﺘﺤﻮﻝ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻣﺠﻠﺲ . ﻭﻳﻜﺎﺩ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺭﺳﻤﻴﺎً ﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﻦ ﻓﻴﻪ
ﺃﻏﻠﺒﻬﻢ ﻣﻦ ﻣﻮﻇﻔﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻭﻫﻢ ﻏﺮﺑﺎﺀ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ
ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻳﺸﺎﺭﻛﻬﻢ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﻭﻫﺎﺀ
ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻹﻇﻬﺎﺭ ﺍﻷﻟﻔﺔ ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﺩ . ﻭﻋﺎﺩﺓ ﻣﺎ ﺗﻮﺯﻉ ﻓﻲ
ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺠﻠﺴﺎﺕ ﻭﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻭﺍﻟﻤﻄﺎﺭﺩﺍﺕ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ
ﺍﻟﺤﻠﻮﻯ ﻭﻫﻲ ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻲ ( ﺍﻟﺰﻻﺑﻴﺎ) ﻭ( ﺍﻟﺒﻘﻼﻭﺓ )
ﺗﺄﺗﻲ ﻣﺤﻤﻮﻟﺔ ﻓﻲ ( ﺻﻴﻨﻴﺔ ) ﻳﺤﻤﻠﻬﺎ ﺍﺣﺪﻫﻢ ﻭﻳﺪﻭﺭ
ﺑﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻼﺱ .
ﺍﻹﻓﻄﺎﺭ .. ﻣﺎ ﻗﺒﻠﻪ ؛ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻠﻴﻪ
ﺍﻋﺘﺎﺩ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻳﻮﻥ ﻛﺘﻘﻠﻴﺪ ﻻ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻋﻤّﺎ ﻓﻲ ﻣﺪﻥ
ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺃﻥ ﻳﻤﺎﺭﺳﻮﺍ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﺘﺴﻮﻕ ﻇﻬﺮﺍً
ﻭﺗﺰﺩﺍﺩ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﺴﻮﻕ ﺗﺪﺭﻳﺠﻴﺎً ﻣﻊ ﺍﻗﺘﺮﺍﺏ ﻭﻗﺖ
ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺣﻴﺚ ﺗﺪﺏ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻻ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺑﻞ
ﻟﻐﻠﻖ ﺍﻟﻤﺤﻼﺕ ﻭﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﻣﺒﻜﺮﺍً ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﻷﺧﺬ
ﻗﺴﻂٍ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ﺑﻌﺪ ﻧﻬﺎﺭ ﻣﻀﻦٍ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺪﺅﻭﺏ
ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
ﺣﻴﺚ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻓﻲ ﺳﺒﺎﺕ ﻭﺗﻘﻞ ﺣﺮﻛﺘﻬﻢ ﻓﻲ
ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭﺧﺼﻮﺻﺎً ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻮﻇﻔﻮﻥ ﺳﺎﻋﺎﺕ
ﺍﻟﻈﻬﺮ ﻟﻠﺘﺴﻮﻕ ﻭﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ . ﻭﺻﻔﺔ ﻧﺸﺎﻁ
ﺃﻫﻞ ﻣﺪﻥ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺣﺘﻰ
ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻫﻲ ﻣﻴﺰﺓ ﺗﻤﻴﺰﻫﻢ ﻋﻦ ﻣﺴﻠﻤﻲ
ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻷﺧﺮﻯ .
ﻭﻟﻘﺪ ﺍﻋﺘﺎﺩ ﺑﺎﺋﻌﻮ ﺍﻟﺨﻀﺮ ﺑﺄﻧﻮﺍﻋﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺮﻓﺲ
ﻭﺍﻟﺮﺷﺎﺩ ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﺙ ﻭﺍﻟﻔﺠﻞ ﻓﻲ ﺧﻤﺴﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ
ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻭﻗﺒﻠﻬﺎ ﺍﻟﺘﺠﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻷﺯﻗﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻔﻄﻮﺭ ﻟﺒﻴﻊ
ﺧﻀﺮﻫﻢ ﻭﻟﺘﺰﻭﻳﺪ ﻣَﻦ ﻟﻢ ﻳﺨﺮﺝ ﻟﻠﺸﺮﺍﺀ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻫﻢ ﻓﻲ
ﻫﻤّﺔٍ ﻟﺒﻴﻊ ﺧﻀﺎﺭﻫﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺘﺘﻠﻒ ﺇﻥ ﻫﻲ ﺑﻘﻴﺖ ﻟﻠﻴﻮﻡ
ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻳﺠﻬﺪﻭﻥ ﻟﺒﻴﻌﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺑﺄﺭﺧﺺ
ﺃﻻﺛﻤﺎﻥ . ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﺎﺋﻊ ﻳﺮﺩﺩ ﻋﺒﺎﺭﺗﻪ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮﺓ
( ﺟﺎﻭﻭﺵ ﺍﻟﻔﻄﻮﺭ ، ﻳﺎ ﻓﺠﻞ ) .
ﻭﻓﻲ ﺍﻹﻓﻄﺎﺭ ﻳﺒﺪﺃ ﺍﻟﺼﺎﺋﻤﻮﻥ ﺑﺸﺮﺏ ﻧﻘﻮﻉ ﻗﻤﺮ
ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻟﻴﻘﺘﻠﻮﺍ ﺍﻟﻈﻤﺄ ﻟﻤﺎ ﺗﺤﺘﻮﻳﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﻦ
ﺳﻜﺮﻳﺎﺕ ﻭﺣﻤﻮﺿﺔ ﻣﻄﻠﻮﺑﺔ ﺗﻨﺘﻌﺶ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﻌﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ
ﺃﺭﻫﻘﻬﺎ ﺍﻟﻈﻤﺄ ﻭﺍﻟﺠﻮﻉ ؛ ﺛﻢ ﻳﻜﺮﻋﻮﻥ ﺍﻟﺤﺴﺎﺀ
( ﺍﻟﺸﻮﺭﺑﺔ ) ﺍﻟﻤﻌﻤﻮﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺪﺱ ﻭﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ .
ﻭﻋﺎﺩﺓً ﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﻠﻮﻧﻴﻦ : ﺍﻟﺸﻮﺭﺑﺔ ﺍﻟﺤﻤﺮﺍﺀ ﺍﻟﻠﻮﻥ
ﺣﻴﺚ ﻳﻀﺎﻑ ﻟﻬﺎ ﻣﻌﺠﻮﻥ ﺍﻟﻄﻤﺎﻃﺔ ﺍﻭ ﻋﺼﺎﺭﺓ
ﺍﻟﻄﻤﺎﻃﺔ ﺍﻟﻄﺎﺯﺟﺔ ، ﻭﺍﻟﺸﻮﺭﺑﺔ ﺍﻟﺼﻔﺮﺍﺀ ﺍﻟﺨﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ
ﻋﺼﻴﺮ ﺍﻟﻄﻤﺎﻃﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﻌﺎﺽ ﺑﺨﻠﻂ ﻣﺎﺩﺓ ﺍﻟﻔﻠﻔﻞ
ﻹﻋﻄﺎﺋﻬﺎ ﺍﻟﻠﻮﻥ ﺍﻷﺻﻔﺮ ﺍﻟﻤﺤﺒﺐ .
ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﻳﺒﺪﺃ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻬﺎ
ﺍﻟﻠﺤﻢ ﻛﺎﻟﻜﺒﺎﺏ ﺃﻭ ﻛﺒﺎﺏ ( ﺍﻟﻌﺮﻭﻙ ) ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺎﺩﺓ ﻣﺎ
ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻧﺼﻴﺐ ﻣﻮﺍﺋﺪ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﺍﻟﺮﻣﻀﺎﻧﻴﺔ ﺣﻴﺚ
ﻳُﻌﻤَﻞ ﻣﻦ ﺧﻠﻴﻂ ﺍﻟﻌﺠﻴﻦ ﻭﺍﻟﺨﻀﺮﻭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺸﺤﻮﻡ ، ﺃﻭ
ﺍﻟﺪﻭﻟﻤﺔ ﺍﻟﻤﻌﻤﻮﻟﺔ ﻣﻦ ﻭﺭﻕ ﺍﻟﻌﻨﺐ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻠﻖ
ﻭﺣﺸﻮﺗﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺧﻠﻴﻂ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺯ ﻭﺍﻟﻠﺤﻢ ﻭﺍﻟﺒﺼﻞ
ﻭﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺍﻟﻤﻴﺴﻮﺭﺓ ﺗﻀﻴﻒ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻠﻮﺯ .
ﻫﺬﺍ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻮﺍﻉ ( ﺍﻟﻤﺮﻕ ) ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺗﺨﻠﻮ
ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ ﻣﻨﻪ ﺃﺑﺪﺍً ﻛﻤﺮﻕ ﺍﻟﺒﺎﻣﻴﺎ ﻭﺍﻟﺒﺎﺫﻧﺠﺎﻥ
ﻭﺍﻟﺸﺠﺮ ( ﺍﻟﻜﻮﺳﺔ ) ﻭﺍﻟﺴﺒﺎﻧﺦ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ .
ﻭﺗﻜﺜﺮ ﻋﺎﺩﺓ ﺃﻛﻞ ﺍﻟﺤﻠﻮﻯ ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻓﻴﺘﺠﻪ ﺃﺻﺤﺎﺏ
ﻣﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﺤﻠﻮﻳﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻨﻮﻋﻴﻦ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮﻳﻦ ﻣﻦ
ﺍﻟﺤﻠﻮﻯ ﻭﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﺍﺧﺘﺺ ﻭﺟﻮﺩﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻬﺮ
ﻭﺃﻗﺼﺪ ﺑﻬﻤﺎ ( ﺍﻟﺰﻻﺑﻴﺔ ) ﻭ ( ﺍﻟﺒﻘﻼﻭﺓ ) ﻭ
( ﺍﻟﻜﺎﻫﻲ ) ﺣﻴﺚ ﻳﺘﺠﻪ ﺍﻟﺼﺎﺋﻤﻮﻥ ﻟﺘﻨﺎﻭﻟﻬﻤﺎ ﻟﺘﻌﻮﻳﺾ
ﺍﻟﻨﻘﺺ ﺍﻟﺤﺎﺻﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻌﺮﺍﺕ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﻓﻘﺪﻭﻫﺎ ﻃﻴﻠﺔ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ . ﺃﻣّﺎ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻣﻦ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﺍﺀ ﻓﻜﺎﻧﻮﺍ ﻳﺘﻨﺎﻭﻟﻮﻥ
ﻧﻮﻋﺎً ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺤﻠﻮﻯ ﻭﻳﺴﻤﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ
( ﺑﻘﻼﻭﺓ ﺍﻟﻔﻜﺮ ) ﻫﺬﺍ ﻃﺒﻌﺎً ﻗﺒﻞ ﺧﻤﺲ ﻋﻘﻮﺩ ﻣﻦ
ﺍﻵﻥ ، ﻭﻋﺎﺩﺓ ﻣﺎ ﺗﻌﻤﻠﻬﺎ ﺍﻷُﺳﺮ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﻭﻫﻲ
ﺧﻠﻴﻂ ﻣﻦ ﻓُﺘﺎﺓ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﺍﻟﻤﻌﺠﻮﻥ ﺑﺎﻟﺴﻤﻦ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﻲ
ﻳﻀﺎﻑ ﻓﻮﻗﻪ ﺍﻟﺪﺑﺲ ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻭﺟﺒﺔً ﺗﺴﺮ ﻟﻬﺎ
ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ .
ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻳﻨﻬﺾ ﺍﻟﺼﺎﺋﻤﻮﻥ ﻭﻗﺪ ﺍﺭﺗﻮﻭﺍ ﻭﺷﺒﻌﻮﺍ ﻓﺘﺒﺪﺃ
ﺭﺣﻠﺔ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﺇﻣّﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻮﺍﻣﻊ ﻷﺩﺍﺀ ﺑﻌﺾ
ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ، ﺛﻢ ﺍﻟﺘﻮﺟّﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺠﺎﻟﺲ ( ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ
ﻳﺨﺺ ﺍﻟﺸﻴﻮﺥ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ) ، ﺃﻭﺍﻟﻰ ﺍﻟﺘﺠﻮﺍﻝ ﻓﻲ
ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﻭﺍﻷﺳﻮﺍﻕ ﻭﺗﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﻜﺮﺯﺍﺕ ﻣﻦ ﺣﺐ
ﺑﺄﻧﻮﺍﻋﻪ ﻭﺣﻤﺺ ﻭﻓﺴﺘﻖ ﻭﻟﻮﺯ .
ﻭﺍﺧﻴﺮﺍً ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻘﺎﻫﻲ ﻟﻠﻌﺐ ﻟﻌﺒﺔ ( ﺍﻟﻤﺤﻴﺒﺲ )
ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻔﻌﻢ ﺑﺎﻟﺤﺮﻛﺔ ﻭﺍﺛﺒﺎﺕ
ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻳﺘﺒﺎﺭﻭﻥ ﻟﻴﻔﻮﺯﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺑﺼﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﺒﻘﻼﻭﺓ
ﻭﺍﻟﺰﻻﺑﻴﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺍﻫﻨﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﺘﻜﺮﻳﻢ ﺃﺻﻮﻟﻲ
ﻟﻠﻔﺎﺋﺰﻳﻦ .. ﻟﻜﻨﻪ ﻓﻮﺯ ﻳﻌﻢ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻭﻳﻨﺘﻬﻲ ﺑﺄﺣﺎﺩﻳﺚ
ﻋﻦ ﺑﻄﻮﻻﺕ ﻓﺮﺩﻳﺔ ﺻﻨﻌﻬﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺭﻱ ﻹﻏﻮﺍﺀ
ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺤﺒﺲ ﺍﻟﺨﺒﻲﺀ ﺃﻭ ﺍﻹﺧﻔﺎﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺭﺗﻜﺒﻪ
ﺫﺍﻙ ﻓﺠﻌﻞ ﺍﻟﻤﺤﺒﺲ ﻳﺴﻘﻂ ﻣﻦ ﻳﺪﻩ ﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﺨﻮﻑ
ﻭﻋﺪﻡ ﻣﺴﻚ ﺍﻟﺰﻣﺎﻡ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺻﺤﻴﺤﺔ .
ﻭﻣﺎﺫﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ؟؟؟
ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺗﻐﻴﺮ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ .. ﺻﺎﺭ ﻟﻠﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻫﻴﻤﻨﺘﻬﺎ ؛
ﻭﻟﻤﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺳﻄﻮﺗﻬﺎ .
ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ : ﺍﻟﻜﻬﻠﺔ ﻭﺍﻟﺸﻴﻮﺥ ﺻﺎﺭﺍ ﻳﺼﺮﻓﻮﻥ
ﺍﻟﺴﺎﻋﺎﺕ .. ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻹﻓﻄﺎﺭ ﻣﺸﺪﻭﺩﻳﻦ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﺷﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﻘﻞ ﻟﻬﻢ ﻓﺤﻮﻯ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓﻲ
ﻫﻴﺎﺟﻪ ﻭﺟﻨﻮﻧﻪ / ﺗﻘﺎﺩﻣﻪ ﻭﺭﺅﺍﻩ / ﺗﻄﻮﺭﺍﺗﻪ
ﻭﺗﻐﻴﺮﺍﺗﻪ / ﻋﺪﻭﻩ ﺍﻟﺤﺜﻴﺚ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﺍﻗﻴﺎﻧﻮﺳﺎﺕ
ﺍﻻﺧﺘﺮﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺬﻫﻠﺔ .
ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻳﺘﺤﻴّﻨﻮﻥ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻟﻼﻧﺪﻓﺎﻉ ﺇﻟﻰ ﻣﻘﺎﻫﻲ
ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﻴﺖ ﻟﻴﻠﺠﻮﺍ ﻣﻦ ﺑﻮﺍﺑﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻤﺘﻤﺪﻥ ﻭﻟﻴﻨﻬﻠﻮﺍ
ﻟﺮﺩﻡ ﺍﻟﻬﻮّﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻛﺘﺸﻔﻮﻫﺎ ﻛﻢ ﻫﻲ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﺗﻔﺼﻠﻬﻢ
ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﻀﺮ .
ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺍﻟﻤﺠﺎﻟﺲ .. ﻭﻣﺎﺗﺖ ﺍﻟﻤﻄﺎﺭﺩﺍﺕ
ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ .. ﺫﻫﺐ ﺍﻟﻤﺤﻴﺒﺲ ﻭﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﺇﻻ ﺫﻛﺮﻯ
ﻓﻲ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺍﻟﻮﺍﻗﻔﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺤﻄﺔ ﺍﻻﻧﺘﻈﺎﺭ
ﻟﻴﻘﻠﻬﻢ ﻗﻄﺎﺭ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺍﻟﻤﺘﺒﻘﻲ ﺇﻟﻰ ﻣﺤﻄﺎﺕ
ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ .. ﺇﻟﻰ ﺍﻗﻴﻮﻧﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺪﻡ