المدى برس/ بغداد
أفاد مصدر في وزارة الداخلية العراقية، اليوم الأربعاء، بمغادرة رجل الدين محمود الصرخي مقره في حي سيف سعد جنوبي كربلاء إلى "جهة مجهولة"، وفيما أكد أن القوات الأمنية "مسيطرة" على الأوضاع في كربلاء ، بيّن شهود عيان أن "أعداداً كبيرة" من أنصار الصرخي قتلوا وجرحوا كما تم اعتقال آخرين.
وقال المصدر في حديث إلى (المدى برس)، إن "رجل الدين محمود الصرخي الذي تحاصر القوات الأمنية منزله منذ ليلة أمس غادر إلى جهة مجهولة"، مبيناً أن "القوات الأمنية لا تزال تقود حملة واسعة في أحياء مدينة كربلاء للبحث عنه واعتقاله".
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن "القوات الأمنية أحرقت البراني الخاص بالصرخي واعتقلت العشرات من أنصاره في كربلاء بعد مواجهات متقطعة مع القوات الأمنية"، مؤكداً أن "القوات الأمنية فرضت سيطرتها على الأوضاع في كربلاء".
فيما ذكر شهود عيان من أهالي كربلاء في أحاديث إلى (المدى برس)، إن "الاشتباكات لا زالت متقطعة في بعض أحياء كربلاء بين القوات الأمنية وأنصار الصرخي"، موضحين أن "أعداداً كبيرة من انصار الصرخي قتلوا وجرحوا فيما تم اعتقال آخرين".
وبيّن الشهود أن "أنصار الصرخي استخدموا أسلحة كلاشنكوف وقاذفات وبي كي سي وأحاديات في مواجهة القوات الأمنية"، مشيرين الى أن "اغلب أنصاره الذين يقاتلون الآن في كربلاء هم من سكنة محافظة الديوانية".
وكانت قيادة شرطة محافظة الديوانية أعلنت، اليوم الأربعاء، عن اعتقال خمسة من أنصار رجل الدين محمود الصرخي بعد اشتباكهم مع القوات الأمنية في مناطق عدة من المحافظة، وفيما اشارت إلى أن بعضهم كان "مسلحاً"، أكدت أنها "تنفذ حالياً عملية دهم بحثاً عن الخارجين عن القانون".
وكان مصدر في شرطة الديوانية أفاد، اليوم الأربعاء، بأن ثلاثة من عناصر الشرطة، أصيبوا بعد اشتباكات عنيفة مع انصار رجل الدين محمود الصرخي في مناطق عدة من الديوانية، فيما دعا أتباع الصرخي الى "إنهاء الفتنة وحفظ دماء الأبرياء".
وكان مصدر في شرطة محافظة كربلاء أفاد، اليوم الأربعاء، بأن قوات الجيش انسحبت من محيط منزل رجل الدين محمود الحسني الصرخي بعد تطويقه منذ يوم أمس، وفيما بيّن ان قوة من مكافحة الإرهاب تسلمت المهام من الجيش وفرضت طوقاً امنياً على حي سيف سعد الذي يقع فيه منزل الصرخي، اشار الى وجود انباء عن مفاوضات مع الصرخي لحل الأزمة.
وكان محافظ البصرة ماجد النصراوي أكد، اليوم، استقرار الأوضاع الأمنية في المحافظة وعدم وجود غلق للشوارع او لمداخل المحافظة، فيما نفى وجود تحركات لأنصار رجل الدين محمود الحسني الصرخي مرتبطة بــ"أحداث كربلاء".
وكان مصدر أمني رفيع أفاد، اليوم، بأن اشتباكات اندلعت بين قوات من الجيش والشرطة وانصار رجال الدين محمود الحسني الصرخي، بعد تطويق قوة مشتركة من الجيش وسوات حي سيف سعد الذي يقع منزل الصرخي فيه، فيما بيّن ان القوات الأمنية فرضت حضراً شاملاً للتجوال واغلقت مداخل كربلاء.
وكان رجل الدين الشيعي المثير للجدل محمود الصرخي، ابدى دعمه للتظاهرات في المحافظات والمناطق السنية بعد انطلاقها عام 2012، وبيّن أنها تنطلق "من الحيف والظلم" اللذين يتعرض لهما الانسان في العراق بمخلف طوائفه، وفي حين اكد أن هناك "انتهازيين" يحاولون استغلال التظاهرات لمصالحهم، شدد على أن هناك من يتاجرون ايضا "بالدين والحوزة"، داعيا الناخبين الشيعة إلى عدم الانخداع بـ"اسم علي" الذي يرفعه الفاسدون للوصول إلى السلطة.
وتشير بعض المصادر الى ان الصرخي ولد 1964 وأكمل دراسته الابتدائية والثانوية في الكاظمية ثم درس الهندسة المدنية في جامعة بغداد وتخرج منها عام 1987، وبعدها اتجه للدراسة الدينية في الحوزة العلمية في النجف في العام1993، وأصبح أحد طلاب واتباع محمد صادق الصدر (والد مقتدى الصدر)، ثم طالب بالاعلمية وله عدد غير معروف من الاتباع.