عزف وإبتهال الألم ..
في مطارات العشق الخالد ..
إعتراف الجموح ..
في همسات الشموخ ..
أمطار من الوحدة ..
ونُبل الجُرح في ميلاد فاتن الوجود ..
إحتضار السكون في حضرة المشاعر ..
وذبول الزهور في قصور العزف ..
وأوتار لا تنسى وفاء السنين ..
وهجران القلب المتمرد ..
إلى زوايا الزمن ..
ومزايا الإنحدار ..
إلى حيث طقوس حرارة الغربة ..
والتي تسكن أدراج الروح ..
وتستمطر عاطفة البوح ..
يسألني يوما ذلك الامير الملائكي ..
عن قسوة الغربة ..
وإنتفاضة البوح ..
وعزف موسيقى الأحرف ..
بأوتار القيثارة الخالدة ..
وكيف أمزج الحزن في بتلات العزف الساحر ..
فالوتر الأول هو من عزف الأمنيات ..
والوتر الآخر من نزف الآلام ..
والوتر الثالث هو يسعف اليتم ..
والوتر الرابع مخصص لفخامة الحلم ..
والوتر الخامس لقسوة الغربة ..
أوتار قيثارة إجتمعت في محيط العزف ..
وفي مملكة النزف بموسيقى تعبرخلجاتي..
من إحتضار العشق ..
في خلود الروح ..
وبوح الشوق ..
إلى حيث يمطر الرحيل المر ..
وفي قسوة تلك اللحظات ..
يعود لي السؤال الخالد ..
أين حبيبي ..
أين من كانت يحتضن حزني ..
أين من كان يوقع على لوحاتي ..
أين من كان يبكي لألمي ..
أين من كان يصافحني في جمال الصباح ..
ويرسم أجمل إبتسامة في صفحات المساء اللورانسي ..
ربـ آآآآآهـ ..
على حزن يكسر قيود السعادة ..
وعلى أمل يبخل على حدائق النهر ..
وعلى نهر لا يرويني إلا بمقدار الألم الجارح ..
فأي حياة ..
وأي مشاعر ..
وأي إحساس ..
وأي عاطفة ..
وأي حلم ..
وأي أمنيات ..
وأي أغنيات ..
وذاك العازف دائم الحزن ..
يسكن في مطار السكون الملتهب ..
في عاصمة من الجفاف ..
وفي بلاد من الكفاف ..
رماد أصبح هنا وأيضا هناك ..
وكساد في عناوين الأزمنة ..
ولكن ..
ربما لازال من الممكن أن نعزف ..
ربما لا زال من الأجدر أن نعترف ..
أن الحياة بخيلة على قلوب الأوفياء ..
ربما لأنها لم تعرف كبرياء الأمراء ..
ولا حتى حزن الأثرياء ..
فالحزن دائما يثري قلوبهم بالجراح ..
وكيف أسير أيتها الحياة وأنا لازلت أسير ..
وكيف يفهمني قلمي ..
وكيف تعزفني قيثارتي ..
وكيف أصافح أوتاري ..
وأنزف موسيقى أحرفي ..
ومع هذا ..
فأنا لازلت أطرق أبواب الأمنيات ..
وأصافح أحلام الوجود من وجودي ..
وأسافر عبر ميلادي الفقير ..
والذي لا يسمن ولا يغني من جوع ..
هوية بعيدة ..
وحزن سرمدي ..
بتوقيع الحرمان ..
لذلك ..
هجرت كل البشر وكل العالم ..
ومكثت في مزرعة بعيدة ..
أصافح حدائق البرد في الصباح ..
وأسمع نداء الطيور على الأشجار ..
فأحسد كل طير مع صديقه الوفي ..
وأجَسّد كل الجمال في مناداتهم لبعضهم ..
فتعتقني لحظات الحرمان ولو لدقائق معدودة ..
لأعيش في أمنيات من حلم بعيد في أمسيات ممدودة ..
ليعترف بي الألم وبكل فخر ..
أن الجُرح أساس في الحياة ..
والغربة هي العنوان الخالد ..
والرحيل هو التذكرة المنتظرة ..
والعزف الحقيقي لا يكون إلا على أكف الورق ..
وما أكثر الأوراق في ضيافة الأوتار ..
وما أقسى الأشواق حينما تنتظر الأمطار ..
والحقيقة الخالدة أننا نعيش في لحظات الرماد ..
ومع ذلك ..
فلن أستسلم إليك أيها الحرمان ..
لأنني مؤمنه بجمال الطموح ..
وروعة التفوق ..
وصناعة الذات ..
في قصور العاطفة ..
نعم هجرت كل شيء ..
وإبتعدت عن كل الحياة ..
عن البشر ..
عن العالم ..
عن هذا الوجود ..
ولكني لازلت وسأزال موجود ..
في إحدى زوايا الزمن ..
وربما أكون وحيده ..
وربما أكون طريد ه..
وربما أكون شريد ه..
وربما أكون مبعثره ..
وربما أكون بعيد ه..
ولكني سأبقى دائما كما انا ..
تلك العازفه التي لاتتكررأبداً ..
بكبرياء لا مثيل له ..
وغرور لا يحتاجه أبداً ..
لأنه سيظل دائما ..
مهجور إلى الأبد ..
فهوبلا رصيد ..
في حياة بلا ثمن ..
وموسيقى من دموع الشجن ..