ثمِلَ الفؤادُ بحبِّها فترهَّباثمِلَ الفؤادُ
لمستْ يباسَ شِغافِهِ فاخضوضبا
كان الجفافُ يدبُّ في جنباتِهِ
هطلَتْ عليه كالنَّدى فاسترطبا
وسرتْ به فتفتَّقتْ أزهارُه
وشدا على أغصانِه نغمُ الصِّبا
وتوقَّدتْ أوصالُه فتوثَّبتْ
بدمائِه حِممُ الهوى فتشبَّبا
رشفَ الغرامَ من الشِّفاهِ تهامُساً
ومن العيونِ لواحظاً فتصبَّبا
أمسى صريعَ العِشقِ أدنفَهُ الجوى
وعلى قَتادِ الشَّوقِ عيَّاً مُتعَبا
يشكو لخالِقِه التَّوجُّعَ والأسى
مستغفراً متأوِّهاً ومعاتِبا :
رباهُ كنتُ من الهوى في مأمنٍ
فغدوتُ صبَّاً بالحبيبِ مُعذَّبا
واستوطنتْ أنفاسُهُ في مُهجتي
أمستْ عروقي للهُيامِ مساكِبا
وحروفُ اسمِ حبيبتي نُقِشتْ على
ألواحِ صدري فانتشى وتوثَّبا
ليخطَّ للعُشَّاقِ ملحمةَ الهوى
أسطورةُ الأحلامِ صارتْ مرقبا
اسمانِ باتا للغرامِ منارةً
ولكلِّ من رامَ التَّعشُّقَ مذهبا
ربَّاهُ خذْنا بالحنانِ وبالرِّضى
لا تحرمِ العُشَّاقَ وعداً مخصِبا
بقلمي انا حكمت نايف خولي