الحنانه ...وتاريخها
بقلم/مصطفى الغريري
وكالة المدينة نيوز/
صغيرة في حجمها كبيره في عطائها فقد أعطت ومازالت تعطي كل من قصدها طالبا حاجه من الله عن طريقها
فللحنانة تاريخا زخرف بمواقفها وعطائها فهي جزء لا يتجزء من وادي السلام وعليه وعليها افضل السلام
فالحنانة في اللغة
بفتح الحاء وتشديد النون مؤنث الحَنَّانُ، الذي يحن إلى الشيء، والحنّةُ بالكسر، رقة القلب(1) والحنّانة ناحية من غربي الموصل، فتحها عتبة بن فرقد صلحاً(2)، وهي موضع بأرض بظهر النجف بها مسجد الحسين بن علي بن أبي طالب(ع)(3) وقد يصح لنا القول هنا بأن المسجد عرف بهذا الاسم لأنه يهب الرحمة والبركة لمن يصلي أو يبتهل فيه(4).
والحنانة أيضا
الحَنَّانةُ : المرأة تَحِنُّ إِلى ولدها أو إلى زوجها الأول فتذكره بالحنين والتحزُّن .
و الحَنَّانةُ القوس المُصَوِّتَة .
( صَفة غالبة ) .
ويقع مسجد الحنانة
شمال غربي الكوفة يمين الطريق المتجه إلى النجف ويشكل المسجد ساحة رباعية حديثة البناء ومدخل المسجد يقع في منتصف الضلع الغربي. ويروى أنّه كان موضع رأس الحسين (ع) فيه، وأنّ هذا المسجد انحنى عندما جازوا بسرير أمير المؤمنين(ع)، انحنى أسفاً وحزناً عليه.لذا سمي بمسجد الحنانة
وهو وضع رأس الحسين (عليه السلام) وهو محل نزول سبايا كرائم الوصي (عليه السلام) وعيالات الحسين(عليه السلام) بعد واقعة كربلاء في عاشوراء سنة 61 هـ ويعود تاريخه لزمان الإمام علي ( عليه السلام ) . المسجد الذي آوى العيال السبايا بعد مرورهم بأرض الكوفة نحو الشام حيث وضع فيه رأس الحسين (عليه السلام) ومن هنا جاءت التسمية . وهو من المساجد الكبيرة في النجف بني له في تسعينات القرن العشرين جدار خارجي ويضم بئر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) الواقع بالقرب منه.
وفي رواية إن الإمام الصادق (عليه السلام) جاز بالقائم المائل في طريق الغري فصلى ركعتين فقيل له: ما هذه الصلاة فقال هذا موضع رأس جدي الحسين بن علي (عليه السلام) وضعوه هاهنا لما توجهوا به من كربلاء ثم حملوه إلى عبيد الله بن زياد
وهكذا ارتبط اسم الحنّانة الذي طالما تساءلت الناس عنه بالتاريخ، فلا يمكننا أن نفصل بين المعنى الذي أخذ هذا المسجد تسميته منه والحادث الذي كان سبباً في التسمية وكلاهما يصبان في أصل واحد، لابد لنا أن نستعرض الآراء التي تعلل سبب هذه التسمية.
1ـ يقع مسجد الحنّانة في العراق (النجف الأشرف) وقد سمي بهذا الاسم إثر حادثة مفادها: كان في الثوية (مدفن خواص أمير المؤمنين(ع)) قبل الإسلام بناء قديم يسمى القائم، ولما مروا بنعش الإمام علي(ع) عليه، فانحنى ومال حزناً فسمي (بالقائم المنحني) وعرفت هذه البقعة بعد ذلك بـ(الحنّانة) وقد بُني عليها مسجداً عُرف بمسجد الحنّانة ومن أسماء المسجد الأخرى، العلم والقائم المائل(5).
2ـ ووجه تسمية المسجد بالحنّانة على ما يذكر الباحثين، مشتق من الحنين وقد اعتمدوا في ذلك على رواية مفادها أن سبابا الحسين(ع) مرت بموضع الثوية وعبثوا برأس الحسين ورؤوس أصحابه في هذا الموضع فحنت الأرض جزعاً بأن سمع عليه صوت حنين، وحن السبي أيضاً مما صنع بالرؤوس، ولذا عرف بمسجد الحنّانة(10).
وهنا لابد لنا من تنويه آخر في معنى الحنّانة، يرتبط بموقعها، حيث ورد (… وتقع الحنّانة على أطراف موضع معروف منذ العصر الجاهلي يسمى بالثوية وكان بالثوية سجن للمناذرة (ملوك الحيرة) وكان يقال لمن حبس بها ثوى أي أقام وتضم الثوية قبر أبي موسى الأشعري)(18) ثم يبرز الكاتب رأياً يقول فيه (وأن الكلمة (أي الحنّانة) مشتقة من لفظة حنّا وحنّا دير نصراني قديم من أديرة الحيرة وكان في موضع المسجد عينه وتطورت اللفظة من حنّا إلى حنّانة بمرور الزمن ودير حنا قد بناه المنذر الأول بن النعمان الأول الذي حكم بين (418ـ462)م، وكان ديراً عظيماً في أيامه(19) كما يظهر لدينا تعليل آخر لاسم الحنّانة، فالجلالي في كتابه يقول أن منطقة الحنّانة كانت تدعى بالجبانة (والجبّان في الأصل الصحراء، وأهل الكوفة يسمون المقبرة جبانة)(20) ويرى أن الحنّانة مصحفه عن جبانّة وهي الأصح ويوافقه على رأيه الدكتور حسن الحكيم فيقول: (وإني أرى أن الحنّانة المتعارف عليها بين الناس هي مصحفه من الجبانة على اعتبار أنها جزء من الثوية التي هي في الأساس مقبرة أو جبانة مدينة الكوفة)(21).
كما تضم هذه المنطقة موقع اغيال اية الله العظمى السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر (قدس سره) فقد اصبح هذا الموضع ضريحا يقصده الزائرون من النجف وخارجها
كما تضم الحنانة دار سكنى سماحة السيد مقتدى الصدر حاليا واصبح اسم منطقة الحنانة من الاسماء المعروفة والمهمة في العراق وعلى المستوى الديني والسياسي
ومن ابناء هذه المنطقة
الشاعر الكبير عبد المنعم الفرطوسي صاحب الملحمة الكبرى(ملحمة اهل البيت) المتكونة من 175 الف بيت شعري وعلى وزن وقافية واحده ينتهي كل بيت بالهمزه المكسوره
فقد قال عن الحنانة
هو مسجد بالصالحات مُشيّد وعلى الهدى قد أسسوا بنيانه
هو مشهد رأس الحسين به ثوى فسما وشيّد بالهدى أركانه
وقد انحنى متواضعاً للمرتضى إذ مرّ فيه معظماً جثمانه
أرض الثويّة هذه أرخ فذا رأس الحسين بمسجد الحنانة
وقد كتبت هذي الابيات على الباب الرئيسي للمسجد الشريف
كما قال عنها الشاعر السيد مهدي الأعرجي
مسجد الحنانة السامي عُلا كاد بالفضل يضاهي المسجدين
جهلوه الناس قدراً وهو في قدره ضاهى السما والفرقدين
رفع الله تعالى شأنه فتعالى شأنه في النشأتين
كيف لا يرفعه الله عُلا وبه قد وضعوا رأس الحسين
ومن ابنائها ايضا
المرجع السيد حسين بحر العلوم
والسيد محمد بحر العلوم عضو مجلس النواب العراقي
والسيد حسين الخرسان صاحب دار اذاعة الكفيل
والسيد علي البهاج وكيل اية الله السيد علي السيستاني
والخطيب الحسيني السيد جواد شبر
والشيخ الدكتور محمد حسين الصغير
والاستاذ عدنان البكار
ومن ابرز النقاط الدالة فيها هي
شارع الشهيد فارس عبود
وشارع البريد ويقع فيه موقع اغتيال السيد الشهيد محمد صادق الصدر (قدس سره)
وساحة الشيخ احمد الوائلي وسميت بهذا الاسم نسبتا الى اسم عميد المنبر الحسيني الشيخ الدكتور احمد الوائلي والقرب داره من الساحة ايضا
ولا انسى ان اتقدم بالشكر الجزيل الى مختار منطقة الحنانة الاستاذ فاضل عباس علي الفرطوسي لتعاونه معنا
المصدر
رد مع اقتباس
