البلاغة تتنهد في القلب
الحياة مادة يا صديقي فإذا أنا لم أقل كلمة و اسمع ردها
أو أخط سطرا و اقرأ مثله أو أرسل نظرة و أتلقى جوابها
فإن الفكر الذي يسعدني في كل شيئ هو نفسه الذي يعذبني
حينئذ بأحب الناس إلي يعذيبني بك حين لا أراك
أما و الله يا ....... إن في دون هذا للبلاغة لهذا لا تكون الحياة في الحبإلا مادة و إن النفسقد تجوع و تأكل من جوعها فتشبع شبعا معنويا يلائمهافإذا كانت الأمومة هي التي تلد حقيقة الحياة بمعانيها الواقعةفإن الحب وحده هو الذي يلد الحياة بشعرها و مجازها و معانيها الخيالية الجميلةو لقد يكون في الدنيا ما يغني الواحد من الناس عن أهل الأرض كافةولكن الدنيا بما و سعت لا يمكن ابدا أن تغني محبا عن الواحد الذي يحبههذا الواحد له حيساب عجيب غير حساب العقل
فإن الواحد في الحساب العقلي أول العدد
أما في الحساب القلبي فهو أول العدد و آخره
ليس بعده آخر إذ ليس معه آخر
الرافعي