ضجِيج يتأججٌ بِداخلي..يتناثر في زوايا رٌوحِي..
يرغب في الانعِتاق من قٌضبانِ الصمتِ الرهِيب الذي يلٌفنِي من كل جانب
صخب يٌحاكِي ذكرياتِي الباهِتة ! و يستنطقٌ أحلامِي العتيقة المركٌونة على رفٌوف النِسيان..
صخب عنِيفٌ عجِزتٌ على اخراسِه فِي جوف أوردتي أو حتى على احتِباس ضجِيجه
تيارٌ جارفٌ مِن الأحاسِيس يباغِت سٌطٌورِي ..يغسِلٌها من أترِبة السٌكونِ الرهِيب
و يجٌرها الى حيث ثغرِي
فتكشف شفتاي سر صمتِي ..و تنطِقٌ بلا تررد :
لقد اعتزلتٌ الصمت..!!
لقد اعتزلتٌ الصمت ..!!
و كيف أصمتٌ؟! و تراتِيلٌ الفقدِ تزدحِم بِداخلي ..
و ملامِحٌها تٌشِع من عينِي ..
يكتظ الحنِينٌ بِصدري و يزدادٌ تضخما !
يتكتلٌ و يزداد تكتٌلا لِيكون جِبالا مِن الألمِ ..
تحتضِنٌ قممهٌ سماء روح سودأء قآتمةِِ
لا تمطِرٌ سِوى دٌموعا حارة و ملتهِبة..
كيف أصمتٌ و قد أحرقني بٌعدك عنِي
أفلا تعلمٌ أن البعد حارق ؟!
و لِأنه كذلك ..! فليس لِي سوى ظلك أحتمي به من لذعات البٌعد
سوف أطلق أجزائِي تٌهروِل نحو ظِلك..!
لتستظِل بعشقِك السرمدِي
فمآ عٌدت أٌطِيق الاكِتوآء بنآر الهجرِ!!
صخبٌ أحاسيسِ مٌتدفقة ..!
يدفعٌنِي الى الغوصِ في أعماقِ رٌوحِك
و الابحار فِي صمتِ عينيك و الارتِواء من ماءِ أنفاسِك
أرغبٌ في الوٌصول الى تفاصِيلِك الهادِئة ..
و اِشعالِ فتيلِ الشوقِ المٌنغمس بها
أرغبٌ في الدِفئ بين أحضانِك ..!
أرغبٌ فيك ..! فما عٌدت أٌطيقنِي بدٌونك
اقترِب مني أكثر..! اقترب و اجتث شٌعٌلآت شوقي الحآرقةِ و اجعلهآ بردآ و سلآمآ
امحٌ الحٌزن من عين أنهكهآ الذٌبول..
دعنِي أتوسد فراش الأملِ و أمتطِي قوافِل الأحلامِ السعِيدةِ
املأ كؤٌوس سعادتِي الفارِغةِ
و أطلق سراحِي نحوك..فأضِيع بين أحضانِك ..
و ان تهتٌ فلا تبحث عن أجزائِي التي تبعثرت فيك
فأنت الوطن ..! فكيف لي أن أضِيع في وطني..
لا تصمٌت ..فصمتٌك يأرقنِي!
أريدٌك ثائرا كثورة الوطنِ
كثورة البٌركانِ..!
كثورة الشِتاءِ..!!
كثورة الأرضِ المتعطشة للمطر..!!
الظلام ٌدآمِس!
سماء خاليةٌ من النجومِ.. صمتٌٌ عمِيقٌٌ يلف المكآن!
ذبول يغشى الكون و يٌجرده من تفاصِيله
أصبحت الدنيا خالِية من الألوانِ
كل شئ يموتٌ بداخلِي الا أنت !!
شوق ينخر أنفاسِي فيٌحولها الى زفراتِ متقطعة
تيارٌ جارِف من الحنين يحملنِي الى هناك..حيث طيفٌك
حيثٌ قافية حبنا المنقوشةِ على صدرِ الفجر
حيثٌ تراتيل فرحي المٌرتسمةِ على أهدابك
حيثٌ تباشير فجرِ يٌبشرني بلقاء موعود
ينبِتٌ الأمل في روحِي!!
و يٌعيد الي الحياة مِن جديد!
اليك أنت!!
يا بهجة رٌوحِي و فرحة عٌمرِي!
يا هٌدوئِي و ثورتِي!
يا صخبِي و صمتِي
يا وطنِي و غٌربتِي!
يا دمعتِي و ابتسامتِي
يا حقيقتِي و حٌلمِي!
يا بهجة ربيعِي و دفئ شتائِي
يا مرفئ ضياعِي و مرسى أحلامِي!
يا ماضِي و حاضرِي
يا ملاذِي في فرحِي و شقائِي!
يا أرصِدة حيآتِي و أمير ذِكريآتِي
يا سٌطور صفحآتِي و بطل روآيآتِي!
يا حٌروف ابتهآلاتي و أرق الهمساتِ
يا وٌرود الربِيع و الفجر الودِيع!
قد عشِقتك بِصمت ..
وتمنيت لعشقِي لك أن يرى النٌور
هآ أنا لأجلك حبيبي ..
آعتزل الصمت ..!!
كأن شوقِي لك يتمردٌ ليقِيم بداخِلي حفلا يجمعٌنِي بطيفِك ؟!
فنبضات قلبِي تعزِفٌ على أوتارِ الحنِين سمفٌونية عشق سرمدِي
و ترتل أغنِية حب لم تٌخلق لها كلمات بعد
ها هٌو طيفٌك يتقدم نحوِي ..!يدعُوني الى الرقصِ!
و ها هو جسدي يتأهبُ لمعانقةِ روحِك
و روحِي تتقاطر انصهارا لاحساسِها بقربِك
أحس بأناملك تنغرسُ حول خاصِرتي..!
فتشعلُ فتِيل الشوقِ و تذيبنِي
و تجتث وجع الفقدِ من أعماق كيانِي
و تغرِسُ مكان الألم أملا
تسقِيه من ينابيع اللهفةِ !
و أنهارِ الشوقِ و الحنِين
..
.
كل شئِ في الكونِ يُبشرنِي بك..!
فطُلوع الفجرِ يبشرنِي بك!
و ملامِح السماء تبشرنِي بك..
و تفتحُ الأقحوآنِ و عطر الياسمِين يبشرنِي بك ..
فنبضات قلبِي تبشرنِي بك
و ارتعاشةُ أناملِي تشرنِي بك..
و شوقِي لك يبشرنِي بك
أتعلم سيدي أن كل الأشياء الجمِيلة تحضُرنِي بحضورك ؟!
يا رجلا حرر أنوثتِي..!
و استوطن عرش قلبِي
لا أعلمُ من أين قدِمت ؟! و أين ترعرت؟!
أراك رجلا خرافِي الملامح..!!
شرقيا نقِي القلبِ.. !بسط نفُوذه على مداخل روحي
و احتل كيآنِي .. و استعمر آحآسِيسِي
رجلا رسمنِي ملكة لاحساسه
و ربِيعا لحياتِه..
و قمرا لليلِه..
و نجومآ لسمآئه ..
و فجرا لصباحه
أفبعد هذا كله لا أكونُ لك؟!!
أنا لك حبيبِي ..! فخُذنِي
خذني حُروفا مبعثرة على صدر الورق!
شكلنِي كيفما تشآء..
اكتُبني قِصة لا تكون نِهايتها الا بك
خذ قلبي رتل على مسامِعِه آياتِ من الهمس
و اذا انتفض القلبُ و ثار..!!
فاحتضن ثورته بسكون
طيفُك و قفصُ الفقد يقترفان أعظم الجرآئم في حقي
قد مللتُ هذا الطوق الذِي ما آ نفك يكتِم أنفاسي
أشتهِي ارتكاب مُغامرةِ لم يرتكبها أحدُُُ قبلي قط
أشتهِي أن أفُك أسرِي!
أن أكسر سجن الخوف الذي يلف ذاتِي المُتوجعة
أن أحزِم أمتعتي في حقيبة الأمل العتيقة
و أنطلق خفية للتحلِيق في فضاء خالِ من وجع الفقد
في فضآء يجمعُنِي بكِ
أشتهي الرحيل مِنك .. اليك!
فمآ عآد طيفُك بعد اليوم يكفِينِي.
راق لي