لازالت مسألة (ساعات الفراغ) من المسائل الخطيرة التي يبحث فيها
علماء الإجتماع ، والنفس ، والجريمة ، لأن طبيعة الانسان ضد (الفراغ) .
وإذا بقيت ساعة معينة منها فارغة ، فإن الإنسان (سيتآكل) تماماً كما ان
(المعدة) مثلا دائمة الحركة وترفض التوقف ، فهي اذن لابد أن تجد ما
تهضمه وإلا هضمت نفسها ! .
وكما في المعدة ، كذلك في الانسان : ماديا ومعنوياً ونفسياً وعملياً .
كل لحظة لابد أن تجد عملاً تؤديه فيها .
صحيح أنه لا يمكن للإنسان أن يكون دائماً في (حالة جد) وان كانت الحياة
كلها (جد) وليست بالهزل ، ولكن لابد من وجود (شيء ما) يملأ الفراغ .
إن السجن الانفرادي في الزنزانة ، يعتبر من أقسى أنواع السجن .. لماذا ؟ .
لأن كل وقت الانسان يسير في الفراغ ، ومن ثم فإن السجين (يتآكل) ،
وربما انقلبت أوضاعه رأساً على عقب
من هنا يقول الاسلام - على لسان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) :
إني لا أحب أحدكم ساعياً إلا في ثلاث :
1- مرمة لمعاش .
2- أو خطوة لمعاد .
3- أو لذة في غير محرم .
أي أن يصب الانسان كل جهوده في هذه القنوات الثلاث :
(قناة المعيشة) و (قناة العمل الصالح) و (قناة اللذة المحللة).