كل ما في الكون ، وكل ظاهرة في الحياة ، وكل حادثة يمر بها الانسان صغيرة كانـت أم كبيرة تهدف هدفا واحدا
وهو ان يصل الى معرفة الله - سبحانه وتعالى -
؛ فاذا تنفس الصبح فان هذا يعني انه يسبح بحمد الله ، واذا زالت الشمس فان زوالها يعني ان الشرك والضلالة يجب ان ينحسرا عن الدنيا ،
وحتى لو أصابك وجع في ضرسك ، او ألم في رأسك ، او عثرة طفيفة على الطريق
فان كل ذلك
اشارات اليك من رب العالمين لكي تنمو فيك معرفته ، وتتعرف عليه في كل شيء .
ترى لماذا كل هذه التحولات و التطورات في حياة الانسان ، وماهي الحكمة من ورائها ؟
الهدف من كل ذلك هو ان نقترب من الله - عز وجل - ؛ فمن الناس من لا تقربه عبادته الى ربه ، فيصلي بلا خشوع ، ويصوم بلا تقوى ، ويحج بلا تواضع ، فيفرغ العبادات المفروضة عليه من اهدافها ، ويحولها الى طقوس خاوية بالية ،
ومثل هـؤلاء يجب ان يصطدموا بالحياة ، ويواجهوا احداثها القاسية لكي يتوجهوا الى الله - عز وجل - ، ويتوبوا اليه .
وعلى هذا فان على الانسان ان ينتفع من المشاكل التي تواجهه في الحياة ، فهي تصقل حياته وروحه وتقربه من الله - سبحانه وتعالى - ،
فالمشاكل هي معراج الانسان الى الكمال الروحي ،
ولذلك نجد ان الله يبتلي المؤمنين بأعظم البلاءات حسب درجاتهم ، فالبلاء للأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ،
فكلما كان الانسان أقرب الى المثل العليا كلما كان بلاؤه أكثر ،
ولذلك قال النبي (صلى الله عليه وآله) كلمته المشهورة عن نفسه :
" ما أوذي نبي بمثل ما أوذيت " .
فلـو كان الانسـان المؤمـن علـى رأس جبـل وحـده لبعث اللـه - تعالى - له عدوا
يؤذيه ،
لان الايمان لايكتمل الا بهذا البلاء ، ولان الله يكنّ له الحب ويريد ان يكمل ايمانـه ويزول الكبر والانانيات وسائر الادران الروحية من نفسه ، وتخلص نيتـه للـه - جل جلاله - .
أحترامي لنقاء قلوبكم