واصبح للارهاب دولتان اسرائيل وداعش
30/06/2014 11:06 |
حسين الديراني
بالأمس وفي أول يوم من شهر رمضان المبارك، شهر الرحمة والمغفرة والسلام تم الاعلان عن دولة الخلافة الاسلامية في العراق والشام وتنصيب ابو بكر البغدادي اميرا للمؤمنين عليها ويدعون الناس لمبايعته خليفة واميرا للمسلمين !!!
دولة لم يعرف حدودها لحد الان لانها قابلة للتوسع والامتداد حسب ما تقرره الغزوات والمعارك تماماً كما دولة اسرائيل الصهيونية.
ما ترتكبه دولة داعش من جرائم إرهابية بشعة بحق المسلمين موثقة بالمشاهد الحية وإنتشارها على مواقع التواصل الاجتماعي من إعدامات جماعية الى قطع الرؤوس الى نحر الرقاب الى اكل الاكباد لم تعد خافية على احد، وباتت محل إستنكار دولي واقليمي وفي نفس الوقت محل ترحيب من قبل فئة كبيرة من الناس تؤمن بالتكفير والالغاء والارهاب، شاهدنا ذلك من خلال المسيرات التي حصلت في شمال لبنان وصيدا وفي عدد من الدول العربية والخليجية ورفعت اعلام دولة داعش الارهابية،
كل تلك الجرائم الارهابية لدولة داعش ارتكبتها دولة اسرائيل الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني والعربي، ولو كان الهاتف النقال موجوداً في تلك الفترة لشاهدنا نفس المشاهد البشعة التي نراها اليوم.
القاسم المشترك بين الدولتين هو كل شيء، الضحية واحدة والمجني عليه واحد “مسلم مسيحي عربي”،المقدسات واحدة، اسرائيل مشغولة بتدنيس وتهديم المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين، ودولة داعش مشغولة في تهديم وتدنيس المقدسات الإسلامية والمسيحية في كل من سوريا والعراق وكل مكان تصل اليه اياديهم الاثمة، ووصل تهديدها الاخير بهدم الكعبة اعزها الله على اساس انها احجار تعبد من دون الله، ولو راجعنا تهديدات الحاخامات اليهود بالعودة الى مكة وهدم الكعبة لوجدنا التطابق بين الاهداف الداعشية والصهيونية.
هدف اعلان الدولة واحد، اسرائيل عنصرية تكفيرية يهودية، وداعش دولة خلافة اموية تكفيرية لا تمت للاسلام المحمدي الاصيل بصلة.
لذلك لم نجد اي هجوم من كلا الدولتين العنصريتين على بعضهم البعض لانهم يحملون نفس الرؤية والاهداف الاستراتيجية، حتى إعلامياً لرفع الشبهة بينهما لم نجد ذلك بل بالعكس كانت اسرائيل تعالج جرحاهم علناً لتعيدهم للقتال في سوريا.
الدولة الصهيونية بقائها مرهون بدعم امريكي أوروبي غربي وخليجي، دعماً عسكرياً واقتصاديا وماديا واعلاميا غير محدود، ومرهون ببث الفتن الطائفية والمذهبية والاحقاد بين الشعوب العربية والإسلامية.
كذلك بقاء دولة داعش مرهون بدعم عسكري ومادي واعلامي خليجي وتركي وقائما على الفتن الطائفية والمذهبية وارتكاب ابشع المجازر.
الفارق الواحد بين الدولتين الارهابيتين اسرائيل تقدم نفسها للعالم على أنها دولة ديمقراطية مهددة بالزوال من قبل دول غير ديمقراطية، وداعش تقدم نفسها على انها دولة الاسلام القائمة على سفك الدماء.
في حقيقة الامر الدولة الثانية صنيعة الدولة الاولى لتبرير بقائها وحماية وجودها الذي بات مهدد من قبل محور المقاومة الذي لم ينكسر بل قوية شوكته، محور ارادوا قطع شريانه في سوريا فهزموا شر هزيمة ، واليوم يريدون قطعه في العراق ولكن سيخيب ظنهم وتذهب مؤامراتهم ادراج الرياح.
الدولة الاولى بات بقائها مرهون ببقاء الدولة الثانية واصبح للارهاب دولتان في العالم إسرائيل وداعش، فاذا عمرت الأولى لاكثر من ستون عاماً نظرا لانها كانت تواجه شعوب نائمة ودول عميلة، فالثانية لن تعمر سنوات معدودة لانها في مواجهة شعب يعشق الشهادة كما يعشق الحياة، شعب اذل وهزم وكسر عنفوان الاولى، شعب كانت وما زالت كربلاء مدرسته،والنبي محمد قدوته وعلي نهجه.
دولة داعش لن يكتب لها الحياة كما كتب لدولة اسرائيل، الدولتان مصيرهما الهزيمة والفناء مهما تعاظم ارهابهم وطغيانهم. الثانية عاجلاً والأولى آجلا.
نقلاً عن موقع بانوراما الشرق الاوسط
الاتجاه