التوكل على الله ورجاء رحمته
فقد محمد بن عجلان ثروته وحل به الفقر المدقع وتفاقمت عليه
الديون، ففكر أخيراً في الذهاب إلى حاكم المدينة _ الذي كان من أقاربه_ ويستفيد من نفوذه.
وأثناء الطريق التقى ابن عم الإمام جعفر الصادق (ع ) فسلّم كل منهما على الآخر وتفقد أحواله وسأله ابن عم الإمام:
(إلى أين تتجه يا بن عجلان ).
فأجاب:
(علي ديونٌ كثيرة، ولذلك قررت الذهاب إلى الأمير كي يصلح أوضاعي).
فقال ابن عم الإمام:
(سمعت من ابن عمي الإمام الصادق (ع) بعض الأحاديث القدسية وأريد أن أرويها لك.
فأحدها:
(وعزّتي وجلالي ما من امرئ رجا غيري إلاّ قطعت أمله ).
والآخر:
(ويل لعبدي: فإني أعطيه النعم وان لم يدعني ويطلب مني، فهل سأحرمه إن دعاني ورجا فضلي وعطائي؟!).
أجل، إن عطاء الله غير مجذوذ، ولا محدود ... يقول الشاعر:
نحن كنّا عدماً لا نرتجي غير لطف الله أصل الفرج
أفأنت قلت لله: (ربي! إني أريد عيناً فأعطاكها؟ أفأنت أردت من اشر أن يعطيك أن يعطيك إذناً وفماًَ، ويداً ورجلاً فوهبها لك؟.
وعندما سمع محمد بن عجلان هذه الأحاديث لأول مرة قال لابن عم الإمام متلهفاً:
(أرجوك أن تعيد لي رواية تلك الأحاديث القدسية).
فأعادها له واستمع له ابن عجلان بدقة وانتباه، فأثرت فيه هداية الله وتوجيهاته السامية، فقال:
(والله لقد صرت راجياً لرحمة الله ولطفه وفوضت أمري إليه).
قال ذلك وحوّل مسيره وبدّل مقصده عائداً إلى منزله . ولم تكد تمضي سوى فترة قصيرة حتى حلَّت مشاكله وزالت كربه وسدت ديونه.