أبناء الجالية في ألمانيا يتطوعون للدفاع عن العراق ضد «داعش}30/06/2014 07:10
لــــــم يكتف الشــــــــــــباب العراقيون المهاجرون بشن حملات اعلامية عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمساندة الجيش العراقي الذي يقاتل العصابات الارهابية الداعشية, بل انطلقوا في مسيرات منددة ووقفات احتجاجية ضد الصمت الاعلامي المنحاز في دول العالم، كما اصطفوا طوابير امام السفارات العراقية في دول مختلفة او عبر رسائل واتصالات هاتفية يطالبون الحكومة بقبول تطوعهم للدفاع عن الوطن وايجاد سبل لانخراطهم في صفوف مقاتلي الجيش وتسهيل دخولهم واحتضانهم لزجهم كجنود مقاتلين الى جانب اخوانهم العراقيين.
ومن أمام مبنى السفارة العراقية في برلين تجمع عدد من ابناء الجالية العراقية رجالا ونساء من مختلف الاعمار للتعبير عن رغبتهم بالتطوع للقتال مع الجيش العراقي, حيث اشار احمد غانم السوداني من مدينة بوخوم الى رغبته بالانخراط في صفوف الجيش قائلا “لايمكن السكوت اكثر, العراق له في اعناقنا دين, وعلينا الايفاء به الان, وحين نكون بعيدين يكون تعلقنا وخوفنا على الوطن اكبر، كيف نعيش في هناء وبلدنا يتعرض لهذه الهجمة الداعشية المقيتة، التآمر على الوطن خيانة والصمت على ما يحدث خيانة ومهانة، انا واصدقائي تركنا اعمالنا وجئنا للتطوع ونطالب السفارة العراقية بمفاتحة الجهات الحكومية لتسهيل تدفقنا الى العراق».
وبكلمات لا تقل حماسا عن سابقه, قال الطالب الجامعي في جامعة كولون حيدر نعيم, ان “القانون الالماني لا يسمح لمن اكتسب جنسيته القتال خارج المانيا, وهناك عقوبات تصل الى تجريده من الجنسية وطرده من البلاد، لكن حين يكون المستهدف شرف الوطن فليس من شيم العراقي ان يطأطئ رأسه وبلده يتعرض للدمار والخطر ونحن كشباب عراقيين لا نبالي مهما كان الثمن ومصممون على التطوع لنصرة العراق ضد جرذان داعش».
ابو علي , كهل في الستين من عمره, يؤكد أنه قدم من مدينة شتوتغارت للتطوع مع أولاده, مبينا انه “لا يمكن ألا ينتخي العراقي لمساندة بلده لانه اصل النخوة والغيرة».
ويضيف “أنا لا احتاج الى تدريب لاني كنت قد قاتلت طوال الحرب العراقية ــ الايرانية وكنت جنديا مكلفا بالقتال بحقبة الثمانينيات اما الان فأنا متطوع بمشاعري وكامل ارادتي لان البلد مهدد من قبل تنظيم داعش الاجرامي».
حتى السيدات كان لهن كلمتهن في الحرب ضد داعش, حيث تؤكد جنان الهاشمي وهي تعمل ممرضة في بون “نحن العراقيات في المهجر لا نقل عزيمة لمحاربة الارهابيين عن اخواتنا وصديقاتنا في العراق اللائي تطوعن دفاعا عن تراب الوطن”, معلنة رغبتها بالتطوع مع زوجها وابنها, قائلة “كوني ممرضة ولي خبرة في عملي لربما الان جبهات قتال الدواعش بحاجة لاضمد جروح الجنود وهم يواجهون عدوهم بكل شجاعة واقتدار».
هذا واعرب عدد من رجال الدين المقيمين في برلين عن موقفهم المساند للجيش العراقي في حربه ضد ارهاب داعش، وهم كل من الشيوخ سعد النجار, أحمد القرآني، صفاء المرزوق وعلي العزي، وقد استقبلهم السفير العراقي حسين محمود الخطيب, حيث اكد وفد الجالية للسفير العراقي دعمهم ومساندتهم للحكومة والجيش في الحرب ضد قوى الشر المتمثلة بالتنظيمات الإرهابية المجرمة وأعوان النظام السابق، معربين عن تضامنهم مع السفارة في جهودها لحشد الدعم للعراق وشعبه في حربه، متسائلين عن دور الجالية وما يتوجب عليها للقيام به في هذه الظروف.من جانبه, اوضح السفير ان اهم دور يمكن ان يؤديه أبناء الجالية في هذه المرحلة المهمة والحساسة هي توحيد صفوف كل أطياف الشعب العراقي ونبذ الطائفية والرد على ما ينشر من أخبار ومعلومات مخالفة للحقيقة في الصحافة والإعلام وذلك عن طريق الكتابة لوسائل الإعلام من أجل نقل وتوضيح الصورة الواقعية لما يجري في العراق من هجمة شرسة تقوم بها عصابات إجرامية مدعومة من الخارج، كما شدد على ضرورة تكاتف الشعب العراقي مع القوات المسلحة لدحر الإرهاب.
واشار السفير الى أن هناك حرباً إعلامية تقوم بها بعض وسائل الإعلام العربية ويتأثر بها الإعلام الغربي، مبينا انه هنا يأتي دور أبناء العراق بالرد بالقلم والكلمة الطيبة، مشيراً الى أن السفارة تبذل جهداً كبيراً لتوضيح الصورة الحقيقية للجانب الألماني.
كما تقدم السفير بالشكر لكل من تحمل عناء السفر والمجيء الى مقر السفارة للتطوع أو أولئك الذين اتصلوا ووجهوا رسائل للسفارة يعلنون فيها عن رغبتهم بالتطوع للدفاع عن العراق، أو الاستفسار عما يمكن تقديمه لدعم وطننا العزيز، معرباً عن ثقته بقدرة العراقيين وقواتنا المسلحة بدحر الإرهاب وتحرير كامل تراب الوطن، مبينا ان السفارة حولت طلبات المتطوعين الى الجهات العراقية الحكومية المسؤولة.
الجانب الالماني, بدوره بدا متضامنا مع ما يمر به العراق وشعبه من ازمة, حيث دعا رئيس الدائرة السياسية في الخارجية الالمانية كليمنس فون كودسه, السياسيين العراقيين الى الاسراع في تشكيل حكومة عراقية شاملة تضم جميع الاطياف والعمل الجاد بكل الوسائل لسحب البساط من المشككين بالعملية السياسية لا سيما بعد نجاح العملية الانتخابية الاخيرة.
ولفت كودسه الى ان نجاح العملية السياسية سيلقى دعما واسعا من الاوساط الدولية, مشددا على ضرورة الالتزام بالاتفاقيات من قبل المانيا والاتحاد الاوروبي وتقديم جميع اشكال الدعم للعراق في حربه ضد الارهاب