30 حزيران 2014 الساعة 12:23
لكل فصل خصائصه وحتى أمراضه الأكثر شيوعاً. ومن بين "أمراض" الصيف، تنوقف عند الفيروسات المعويّة، والإنفلونزا الصيفيّة، وحتى لسعات الحشرات... فكيف يمكن الوقاية والعلاج منها؟
الفيروس المعوي (Norovirus)
مجموعة من الفيروسات التي تصيب الأمعاء والمعدة. في حالات مماثلة، يعاني المصاب قيئاً، إسهالاً متواصلاً، حرارة مرتفعة، وآلاماً في المعدة. كل ذلك ناتج من إلتهابات في المعدة، غير أن الأعراض قد لا تظهر إلاّ بعد يوم أو يومين من الإصابة بالفيروس.
ومن أبرز الفيروسات المسبّبة للإسهال والتهابات المعدة والقناة الهضميّة، فيروس "الروتا" الذي لم يتوصل الأطباء بعد الى معرفة أسباب الإصابة به. ولكن ما نعرفه، أنه قد يسبّب جفافاً حاداً في جسم المصاب به، وخصوصاً الأطفال.
أما عن إنتشار الفيروس والعدوى، فقد أفادت الدراسات أن فيروس "الروتا" ينتقل من شخص مصاب الى شخص سليم مباشرة عبر الفم أو من طريق تناول المأكولات ملوّثة من المصاب، لذا ينصح بعزل هذا الأخير عن بقية أفراد الأسرة.
وعلاج الفيروس المعوي عموماً و"الروتا" خصوصاً، سهل في حال استدرك المريض أو أهله الوضع وتابعوه منذ البداية. العلاج يتضمّن تناول كميات كبيرة من السوائل أو مكعّبات الثلج بهدف تعويض الماء المفقود، فضلاً عن تنظيف الجسم والإمعاء من الفيروس واللجوء إلى لقاحات مضادة للفيروس.
الإنفلونزا الصيفيّة
أسباب الانفلونزا الصيفيّة والشتوية هي نفسها، وذلك بسبب الانتقال المفاجىء من البرودة الشديدة إلى الحر أو العكس، مما يقلّل من مناعة الجسم ويجعله أكثر عرضة للفيروسات.
إلا أنّ الفيروسات المسؤولة عن الانفلونزا الصيفيّة تختلف عن تلك المسبّبة للانفلونزا الشتوية. وإذا كان الفيروس التاجي أبرز الفيروسات الشتوية، ينتشر "الأدينو فيروس" في الصيف والربيع والخريف، مع ازدياد نسبة الرطوبة.
ومن اللافت، الإشارة الى أن انتشار فيروس الانفلونزا يختلف باختلاف المنطقة الجغرافية. فهو ينتشر في بلدان شمال الكرة الأرضية من تشرين الأول الى نيسان، عكس بلدان دول الجنوب حيث تنتشر الفيروسات من نيسان الى كانون الأول. ويبقى الإنتشار الكبير لفيروس "أدينو" خلال فصل الصيف.
ويجب الاّ نستثني دور أجهزة التكييف في الاصابة بالانفلوانزا، فالانتقال من برودة عالية الى اجواء ساخنة قد يؤدي الى ضعف مناعة الغشاء المخاطي في الجهاز التنفسي. علماً أن أجهزة التكييف تحتوي على انواع من الفطريات والبكتيريا التي تعيش في داخلها.
لسعات الحشرات
أسبوع راحة في الطبيعة، قد يكون أشبه بزيارة الجنة بالنسبة إلى البعض. لكنها قد تشكِّل جحيماً للبعض الآخر، وخصوصاً إذا تعرضوا للسعات الحشرات والبعوض أثناء إجازاتهم في مناطق حارة.
إذاً، الشمس وحروقها ليست المشكلة الوحيدة والأخطر التي يجب التنبّه لها أثناء تمضيتنا لرحلة، فلسعات الحشرات مهّمة أيضاً، وقد تكون نتائجها خطيرة على المصاب بها.
تكمن خطورة لسع الحشرات في حقن هذه الحشرات سمّها أو مواد اخرى داخل الجلد، مما قد يسبّب نوعاً من الحساسيّة تختلف درجتها باختلاف الأجسام. وأعراض اللسعات غالباً ما تراوح بين الاحمرار والتورّم لبضعة أيام. أما في حال تخطت الأعراض تلك المذكورة، ووصلت الى ارتفاع في درجة الحرارة وآلام المفاصل وحتى تضخّم الغدد الليمفاويّة، فيجب التنبه واستشارة طبيب متخصّص.
ولتفادي هذه اللسعات المزعجة، والخطرة أحياناً، يمكنكم إتباع إرشادات أطباء أوكرانيين ينصحون باللجوء الى خلطة الثوم والبصل وخل التفاح والفانيليا، التي يمكن وضعها على الجسم للوقاية من لدغات الحشرات الصيفيّة، كونها كفيلة بابعاد الحشرات عنكم، على ذمّة أطباء أوكرانيا!
الأمراض الجلديّة
تزداد موجات الحرّ، فيزداد معها نمو الفطريات المسبّبة للأمراض الجلديّة. والنساء قد يصبّن في فصل الصيف ببعض البقع الحمراء أو السمراء نتيجة استخدام العطور ثم التعرّض لاشعة الشمس مباشرة، ومن ثم نصل الى مرحلة التهابات هذه البقع. وحينها، تتحوّل حبوباً حمراء تصاحبها حكّة بسيطة. كما أن وضع مساحيق التجميل والخروج في النهار، مع درجات حرارة مرتفعة وأشعة شمس حارقة، من شأنه أن يولّد تفاعلات ما بين المواد الكيميائية المكوّنة لهذه المساحيق واشعة الشمس ما فوق البنفسجيّة، مما يسبب حروقاً والتهابات وظهور للبقع السمراء والكلف وغيرها من أمراض الجلد.
في الخلاصة، إن التعرّض التدريجي للشمس يمكّن الجلد من الدفاع عن نفسه ضد أضرار أشعتها، لا بل فهو مفيد للجسم والعظام، وخصوصاً أن التعرّض لأشعة الشمس ما فوق البنفسجية يحوّل مادة "الكوليستيرول" الى فيتامين D المفيد للجسم. لذا يبقى الحل في معرفة كيف ومتى نتعرَّض للشمس.