واشنطن ليست صادقة وتمارس الخداع في التعامل مع العراق !
كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الإثنين 30/6/2014 م
المتتبع لتصريحات المسؤولين الامريكيين وتحركاتهم " الماراثونية "في عواصم دول العالم بما في ذلك عواصم دول المنطقة التي زاروها يستطيع ان يدرك ان" واشنطن" تضحك" على العراقيين وتلعب عليهم بل وتكذب عليهم وتخدعهم في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به البلاد وتحاول اضافة شروط جديدة الى شروط سابقة" نجهلها" الى تلك التي تضمنها ما اسموه ب" اتفاق الدفاع الستراتيجي" مقابل تعهدات جديدة على الجانب العراقي ان يقر بها والحديث يدور عن مساعدات عسكرية صواريخ للطائرات قد تصل "بعد اسابيع وبعد اشهر ونهاية تموز وبداية اب الى اخر تلك الوعود في وقت ان العراق بحاجة ماسة الى مساعدات عسكرية سريعة وعاجلة بعد الكارثة العسكرية التي حلت بالجيش العراقي عقب احتلال الموصل من قبل مسلحين في مقدمتهم " ارهابيون ينتمون الى جماعات من يسمونها " داعش".
وحسنا فعلت بغداد عندما طلبت من روسيا تزويدها بطائرات حربية حتى لو كانت مستعملة وقد استجابت موسكو فورا وفق مصادر صحافية لانها " يغداد" اذا استمرت بتصديق "الوعود الامريكية" سوف تجد نفسها وقد اصبح الجيش العراقي بلا ذخيرة يدافع فيها حتى نفسه امام هذه الهجمات الارهابية الشرسة التي تستهدف العراق شعبا ووطنا والتي تستهدف كافة الطوائف باستثناء " قادة الكرد" الذين لعبوا دورا مفضوحا في تسهيل مهمة هؤلاء المسلحين ليتحقق احلامهم في كركوك ومناطق اخرى في نينوى وغيرها من مدن العراق لكن تلك الاحلام سوف تتبخر وهناك تجارب عديدة لم يتعظ بها هؤلاء القادة الخونة عندما خذلهم الغرب اكثر من مرة مابلكلم اذا كان الامر يتعلق" باكراد في سورية وايران وتركيا التي تسامحت مع " ال" برازني" لا من اجل عيونهم بل من اجل " براميل النفط" التي سيحترق بها الكرد بوما ما مثلما كان النفط وباء على العراقيين منذ عام 1921 وحتى الان .
لانظن ان " حكام العراق" لم يعد يستوعبوا الدرس الامريكي القاسي بالحديث عن" مستشارين" امريكيين توافدوا و " بالقطارة" على العراق او الاعلان عن طائرات بدون طيار تجوب سماء العراق والهدف من ذلك واضحا الا وهو حماية" " المدينة الامريكية " الموجودة في المنطقة الخضراء التي اسمها" السفارة الامريكية التي تضم الالاف من " العناصر المخابراتية والحمايات الامنية ولم يعد هناك حاجة اصلا لاضافة " 300" عنصر من اسمتهم " مستشارين عسكريين امريكيين" وطلبت توفير الحصانة لهم وهو ماوافقت عليه بغداد وفق مصادر صحفية واتخذ البعض منهم " مقرا لهم" في منطقة كردستان " التي تغص بالجواسيس والعملاء والمتامرين لينضم لهم هؤلا " المستشارين الامريكيين" حتى تكتمل" الطبخة " التي يساهم فيها قادة الكرد وبصورة مباشرة وعلنا ودون وجل لنسمع ان هؤلاء المستشارين الامريكيين تركز دورهم على عدم خروج منتصر في الصراع او غالب ومغلوب في " الطبخة" التي جرى ترتيبها للعراق بعد ان فشلوا في ايجاد طبخة مماثلة في سورية .
لاندري هل استوعب ساسة العراق الدرس بعد الذي حصل ام ان هناك البعض لايزال يعول على" ماما امريكا" ام المشاكل ومبتكرة الاسماء والمسميات " لمثل هذه الجماعات الارهابية التي تربى معظمها في كنف" ال" سي اي ايه" وتدرب على يد خبرائها لتحقيق اجندات امريكية في بقاع العالم ابتدات في افغانستان ولن تنتهي في منطقتنا العربية ومن يدري ربما نسمع بعد اختفاء داعش" اسماء جديدة من ابتكار الاستخبارات الغربية .
هل هناك اكثر من هذا الوضوح الامريكي والبريطاني في الموقف عندما لم ولن يتطرق وزيرا خارجية البلدين كيري وهيغ خلال زيارتيهما الى بغداد الى تقديم الدعم العسكري السريع الى العراق واكدا على ضرورة الاسراع في تشكيل حكومة موسعة تضم كافة الاطياف لكنهم اكدوا على مصادر الطاقة وضرورة الحفاظ على انسيابها دون ان تتضرر الامدادات النفطية وقد طمنت السعودية كيري خلال زيارتها الى ذلك .
لقد صمتوا على الخطوات الخطيرة التي اتخذتها" سلطات منطقة كردستان في كركوك وغيرها" بالاستحواذ على مناطق في شمال العراق مستغلة الاوضاع الكارثية التي تمر بها البلاد بعد ان شعرت " واشنطن ولندن"ان النفط المنهوب يرسل الى " المدللة اسرائيل". .
نعم وهذا صحيح ان الحكومات التي اعقبت الغزو والاحتلال ارتكبت اخطاء كبيرة في العراق وعلى الجميع ان لاينكر ذلك عندما اهملت شريحة اجتماعية واسعة من الضباط والمراتب من العسكريين السابقين وعوائلهم دون ان توفر لهم حدا ادنى من سبل العيش" تقاعد" او غيره بعد حل الجيش السابق لكن هذا لايبرر لهؤلاء العسكريين وضع ايديهم بيد الاجنبي لتدمير العراق.
مثلما اهملت بل وصرفت النظر عن الكثير من مظاهر الفساد المالي والوظيفي والاداري الخطير المستشري في البلاد رغم الفضائح التي باتت تزكم الانوف " ابطال تلك الفضائح والسرقات " وزراء ومسؤولين كبار في السلطة الحاكمة وان بعضهم تمكن من مغادرة العراق بحرية الى دول اخرى دون ملاحقات قانونية وهو حر وطليق يتمتع باموال الشعب العراقي المنهوبة.
موقع " الأردن العربي